تم، اليوم الأربعاء في بكين، تقديم فرص الاستثمار الواعدة التي يتيحها المغرب في مجال القطاع الفلاحي والصناعة الغذائية، أمام عدد من رجال الأعمال والفاعلين الصينيين، وذلك خلال لقاء نظم بمقر مركز التعاون الاقتصادي مع الخارج التابع لوزارة الزراعة والشؤون القروية الصينية. وشارك في هذا اللقاء، الذي نظمته الوكالة المغربية لتنمية الاستثمارات والصادرات، بتعاون مع سفارة المغرب في الصين، ووزارة الزراعة والشؤون القروية الصينية، ممثلو أزيد من 60 شركة صينية تعمل في مجالات الزراعة والصناعة الغذائية والتصدير واللوجستيك وصناعة المعدات الفلاحية وتقنيات الري، إلى جانب ممثل مجموعة “تشاينا رود أند بريدج كوربوريشن” (سي إر بي سي)، أحد الشركاء الأساسيين في إنجاز مشروع مدينة محمد السادس “طنجة-تيك”، وحضور عدد من وسائل الإعلام الصينية العامة والمتخصصة. وأبرز الكاتب العام للوكالة المغربية لتنمية الاستثمارات والصادرات، زهير تريكي، مناخ الأعمال وفرص الاستثمار الكبيرة التي يوفرها المغرب في المجال الفلاحي والصناعة الغذائية، وذلك بفضل المكانة الرئيسية التي يحتلها القطاع في الاقتصاد الوطني والاستراتيجيات الوطنية الطموحة التي اعتمدتها المملكة والتي تدعم تطوير القطاع كمخطط “المغرب الأخضر” ، ومخطط “أليوتس”، ومخطط التسريع الصناعي. وأوضح أن القطاع الفلاحي يمثل نسبة 19 في المائة من الناتج الداخلي الخام، ويشغل 40 في المائة من اليد العاملة النشيطة، كما يلعب دورا أساسيا في التوازنات الماكر إقتصادية للبلاد بالنظر إلى أن 80 في المائة من المداخيل القروية تعتمد على الفلاحة، مضيفا أن القطاع يلبي حاجيات السوق الوطنية لكن أيضا يستجيب لحاجيات السوق الأجنبية. وأشار تريكي إلى المزايا التي يوفرها الاستثمار في القطاع الفلاحي بفضل الدينامية التي يشهدها منذ تبني مخطط “المغرب الأخضر”، والموقع الجيواستراتيجي للمملكة كمفترق طرق بين أوروبا وإفريقيا، والبنيات التحتية المتقدمة (موانئ – ميناء طنجة المتوسط -، ومطارات، وسكك حديدية،- أول قطار فائق السرعة في إفريقيا-، وشبكة واسعة من الطرق السريعة، ومناطق صناعية حرة..) فضلا عن اتفاقية التبادل الحر مع كل من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة إلى جانب العديد من اتفاقيات التعاون تغطي مختلف المجالات مع عدد كبير من البلدان القارة الإفريقية. وأكد أن كل هذه المؤهلات تجعل المغرب منصة مهمة للتحويل والتصدير في مجال القطاع الفلاحي والصناعات الغذائية، وتفتح آفاقا مهمة أمام الفاعلين للاستثمار في المجال والولوج إلى السوقين الأوروبية والإفريقية، ولاسيما مع تواجد مؤسسات بنكية مغربية في العديد من بلدان القارة، مشيرا إلى أن المغرب يعتبر أكبر ثاني مستثمر في إفريقيا. من جانبه، أبرز مراد العياشي، نائب سفير المغرب لدى الصين، عمق علاقات الصداقة التي تجمع بين المغرب والصين، والتي شهدت دينامية مكثفة منذ الزيارة الرسمية التي قام بها الملك محمد السادس إلى جمهورية الصين الشعبية في ماي 2016، وما فتحته من آفاق واسعة للتعاون والشراكة بين البلدين في مختلف المجالات، مذكرا بأن المغرب كان أول بلد مغاربي والثاني على مستوى إفريقيا يوقع مذكرة تفاهم مع الصين حول مبادرة “الحزام والطريق”. وذكر بأن مخطط “المغرب الأخضر” الذي أطلقه المغرب في 2008 ارتقى بقطاع الفلاحة إلى مصاف أولويات البلاد وخلق دينامية جديدة وجعل القطاع محركا للتنمية الاقتصادية وآلية فعالة لمكافحة الفقر بالوسط القروي، مشيرا إلى أن القطاع جذب إلى حدود اليوم 1،5 مليار دولار من الاستثمارات وخلق 1,5 مليون منصب شغل إضافي. وأشار إلى أن بنك التنمية الإفريقي اعتبر هذا المخطط نموذجا يحتذى بالنسبة للبلدان الإفريقية، وخاصة ما يرتبط بتعزيز الأمن الغذائي للقارة وخلق القيمة المضافة، مذكرا، من جانب آخر، بتوجه المغرب بعد الاستقلال وفي الوقت الحالي نحو إحداث سدود كبرى لتأمين حاجيات البلاد من الماء الذي يعتبر عنصرا حيويا لتطوير القطاع الفلاحي والري. وأعرب العياشي عن استعداد السفارة لدعم ومواكبة الفاعلين الصينيين الراغبين في الاستثمار في المملكة في مختلف القطاعات الواعدة، والتي تسهم في تعزيز علاقات التعاون والشراكة بين البلدين. من جهته، ذكر فينغ يونغ، نائب المدير العام لمركز التعاون الاقتصادي مع الخارج التابع لوزارة الزراعة والشؤون القروية الصينية، بعلاقات الصداقة العريقة التي تجمع بين البلدين والتي تعود للقرن ال14 مع زيارة الرحالة المغربي الشهير ابن بطوطة إلى الصين وكتاباته حول الحضارة الصينية التي أسهمت في التعريف بالصين بالنسبة للعالم العربي ككل. وأشار إلى التزايد الملحوظ على مستوى التعاون بين البلدين في مختلف المجالات لا سيما مع مبادرة “الحزام والطريق”، مشيدا بإطلاق الخط الجوي المباشر بين الدارالبيضاءوبكين والذي سيسهم في تعزيز علاقات التعاون والشراكة بين البلدين. وتميز هذا اللقاء بعرض شريط حول مشروع مدينة محمد السادس “طنجة-تيك” من قبل السيد وانغ لي، نائب مدير قسم الصناعة بمجموعة “تشاينا رود أند بريدج كوربوريشن ” (سي إر بي سي)، أحد الشركاء الأساسيين في إنجاز هذا المشروع الطموح الذي يعد واجهة مهمة للتعاون الاقتصادي البارز بين البلدين.