– عصام الأحمدي (صور سعيد الشنتوف): أعرب فاعلون في قطاع النقل السياحي بالمغرب، اليوم الجمعة بمدينة طنجة، عن تفاؤلهم بالمستقبل الذي يستشرفه هذا القطاع الاقتصادي الحيوي، في ظل التطورات التي حققها القطاع خلال السنوات الأخيرة، إلى جانب المشاريع المهيكلة التي من شأنها أن تشكل قيمة مضافة لفائدة القطاع، بما يساهم في تحقيق الأهداف المرسومة في هذا الإطار. ودعا متدخلون، خلال الجلسة الافتتاحية للمنتدى الوطني الثاني للنقل السياحي، المنظمة دورته الثانية بطنجة، من طرف الجامعة الوطنية للنقل السياحي، إلى انخراط مختلف الفاعلين من أجل تثمين الدينامية التي تعرفها جهة طنجةتطوانالحسيمة بصفة خاصة والمغرب بشكل عام، من خلال بذل مجهودات إضافية لتطوير البنيات اللوجستيكية وتكوين العنصر البشري لإعطاء نفس جديد للقطاع. وفي هذا الإطار، سجل رئيس الجامعة الوطنية للنقل السياحي، عثمان الشريف العلمي، أن قطاع النقل السياحي البري ينتظره مستقبل واعد وسيشكل، ضمن دعامات أخرى كالنقل الجوي والقطار فائق السرعة والطرق السيارة وبنيات السياحة البحرية وموانئ الترفيه والمارينات، القيمة المضافة الحقيقية لتطوير القدرة التنافسية للسياحة الوطنية وتحقيق أهداف الاستراتيجية الوطنية قبل نهاية العقد الجاري، وكذا توفير فرص شغل جديدة خاصة للشباب. وأبرز الشريف العلمي، أن منتدى طنجة يهدف إلى "وضع خطة عمل لتنمية القطاع في كل أبعادها الاقتصادية والاجتماعية واللوجيستيكية، بتنسيق محكم مع القطاعات الحكومية المعنية، مع احترام المحيط الايكولوجي للوفاء بالتزامات المغرب في المجال". داعيا كل فعاليات القطاع إلى الانخراط في الدينامية الاقتصادية والتنموية التي يعرفها المغرب عامة وجهة طنجةتطوانالحسيمة خاصة، والتي تشكل بوابة حقيقية للمغرب نحو إفريقيا كما نحو أوروبا. من جهتها، قالت الكاتبة العامة لوزارة السياحة ندى رودياس، واحدا من القطاعات الحيوية التي تؤثر على القدرة التنافسية لقطاع السياحة على المستويين الجهوي والوطني، مشيرة إلى أن الاستدامة، ببعدها البيئي والتنموي، تأتي في صلب اهتمام الاستراتيجية الوطني للسياحية في أفق سنة 2020. ودعت رودياس إلى وضع خارطة طريق تتضمن تدابير تعهدية من أجل تقوية حضور قطاع النقل السياحي البري في النسخة القادمة من المؤتمر الأممي حول المناخ (كوب 22)، المقرر عقده في نونبر 2016 بمراكش. الوزير المنتدب لدى وزارة التجهيز والنقل واللوجيستيك المكلف بالنقل، محمد نجيب بوليف، أكد أن وزارته عازمة بتنسيق مع مكونات القطاع المؤسساتية والمهنية، على بذل مجهودات إضافية لتطوير البنيات اللوجستيكية وتكوين العنصر البشري لإعطاء نفس جديد للقطاع، خاصة وأن النقل السياحي البري يعد الواجهة الأولى والمهمة للتعريف بالمنتوج السياحي الوطني. وأشار الوزير، إلى أن النقل السياحي البري بالمغرب حقق خلال السنوات الأخيرة "طفرة نوعية على المستويين الكمي والكيفي" بفضل خطة العمل التي وضعتها الوزارة لتطوير القطاع والذي يعد من الدعامات الأساسية لتحقيق أهداف مجال السياحة بالمغرب عامة والرؤية الاستراتيجية للقطاع في أفق 2020. ويهدف الملتقى المنظم على مدى يومين، إلى فتح نقاش وطني مع كل المتدخلين في مجال النقل السياحي لإيجاد الحلول لبعض الإشكالات والقضايا التي تستأثر باهتمام مهنيي القطاع، والتي تهم خاصة آليات التمويل وشروط السلامة وكفاءة العنصر البشري والتكوين وأنظمة التسيير والضرائب المخصصة للنقل السياحي،لتعزيز تنافسية القطاع في ظل التحولات العميقة التي يعرفها الاقتصاد الوطني وباعتبار أهمية قطاع النقل السياحي كركيزة داعمة للسياحة الوطنية. ويشارك في التظاهرة ممثلون عن وزارات السياحة والنقل والبيئة والجمعية الجهوية للنقل السياحي بطنجة وجامعة النقل التابعة للاتحاد العام لمقاولات المغرب والجامعة الوطنية للصناعة الفندقية، والمجلس الجهوي للسياحة بجهة طنجةتطوانالحسيمة، كما من المتوقع، حسب المنظمين، إن يحضر التظاهرة مهنيون أجانب من بعض جامعات النقل السياحي بالاتحاد الأوروبي (إيطاليا وفرنسا والبرتغال وسويسرا) إضافة إلى تركيا.