افتتح مساء الجمعة، برواق السيدة الحرة بشفشاون، معرض جماعي تحت شعار “رحلة الخط إلى شفشاون”، بمشاركة 33 خطاطا مغربيا وعربيا، إيذانا بانطلاق فعاليات الملتقى الدولي الأول للخط العربي والزخرفة. وتميز افتتاح المعرض، الذي حضره عامل إقليمشفشاون، محمد علمي ودان، وشخصيات مدنية وعسكرية وفعاليات من المجتمع المدني، بعرض لوحات فنية تمثل مختلف اتجاهات مدارس فن الخط العربي والزخرفة، أعمال تتفرد بانسيابها و دقة تكويناتها ودلالة ألوانها الجمالية، من حيث الأسلوب والليونة وسهولة المد والشد فيها. ويهدف الملتقى، المنظم من طرف المركز الثقافي بشفشاون بشراكة مع جمعية الكاميلون للفنون التشكيلية بفاس وبتعاون مع العمالة والمجلس الإقليميبشفشاون، إلى تعريف الجمهور بأبرز اتجاهات مدارس فن الخط العربي والزخرفة، من خلال استضافة فنانين من المغرب وعمان والأردن وتونس والجزائروموريتانيا والسعودية. في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أوضحت مديرة المركز الثقافي ومحافظة القصبة الأثرية والمدينة العتيقة بشفشاون، فاطمة بوشمال، أن الملتقى يشكل “قيمة مضافة لشفشاون التي تعرف تنظيم عدة تظاهرات في فنون مختلفة، كما يعد أول ملتقى من نوعه على مستوى جهة طنجة – تطوان – الحسيمة.” وأضافت بوشمال أن الغاية من هذه التظاهرة الدولية، التي تبصم على انطلاقة الموسم الجديد للمركز الثقافي بشفشاون، تسليط الضوء على أهمية فن الخط العربي في الثقافة المغربية عبر التاريخ وفي بناء الحضارة العربية الإسلامية والأندلسية. وأبرزت أن الملتقى يروم كذلك التعريف بدور الزخرفة الخطية لدى الباحثين والمهتمين، خاصة وأنها تعد مكونا أساسيا في الزخرفة المغربية، موضحة أن “المعمار الأندلسي بشفشاون يتميز بنقوش خطية، لاسيما في العمارة الدينية العتيقة بالزوايا والمساجد والسقايات”. من جانبه، سجل الكاتب العام لجمعية الكاميلون للفنون التشكيلية، الخطاط عبد السلام الريحاني، أن الجمعية، التي دأبت على تشجيع تعليم فن الخط المغربي والزخرفة لدى الشباب، اختارت هذه السنة الانفتاح على مدن أخرى، بداية بشفشاون لكونها من الحواضر الروحانية التي تتوفر على تاريخ جمالي في فن الخط العربي والزخرفة. وأشار الريحاني، الذي يشغل أيضا منصب المدير الفني لمهرجان فاس الدولي لفن الخط العربي والزخرفة، إلى أن “ملتقى شفشاون يتميز بعرض عدة لوحات للخط المغربي من الثلث، والمبسوط والمجوهر، فضلا عن الزخرفة المغربية التي كانت حاضرة بقوة”. واعتبر أن الاهتمام المتزايد بالخط المغربي يرجع إلى تخرج نخبة من الطلبة من معهدين تم افتتاحهما برعاية سامية، ويتعلق الأمر بأكاديمية الفنون التقليدية بالدار البيضاء ومدرسة الصهريج التابعة لجامعة القرويين بفاس، مبرزا أن “الخطاطين المغاربة صاروا يتعاطون للخط المغربي بحماس ملفت للنظر”. على صعيد آخر، عرف الملتقى رسم جداريات بفضاءات المدينة من إنجاز الخطاطين المغربي عبد الرحيم حمزة والتونسي تيليلي عبد الحفيظ، كما سيتم عقد ندوة حول “تاريخ الخط في المغرب العربي” من تأطير الأساتذة الخطاطين محمد المغراوي (المغرب) إبراهيم آيت زيتن (الجزائر) محمدن ولد أحمد سالم (موريتانيا). وتتواصل فعاليات الملتقى إلى غاية غد الأحد بتنظيم ورشات في الخط العربي وكتابة وقراءة الخط المغربي وزخرفة المخطوط من تأطير خطاطين محترفين، من بينهم عبد الرحيم گولين ومحمد السرغيني وعائشة بن إبراهيم (الجزائر) والتي سيستفيد منها المشاركون في الملتقى ومرشدات وواعظات المجلس العلمي المحلي وأطفال دور الرعاية الاجتماعية بشفشاون.