– محمد سعيد أرباط: أخيرا، بات بإمكان السلطات المغربية، امتلاك مسرح "سيرفانتيس"، وتدبير أمر ترميمه وتحويله إلى مركز ثقافي، بناء على اتفاقية بين السلطات المغربية ونظيرتها الإسبانية. وجاء في تقرير لصحيفة "إلموندو" الإسبانية، الذي عنونته ب"اسبانيا تودع طنجة"، أن اسبانيا تفوت هذه المعلمة التاريخية للمملكة المغربية بشكل مجاني في اتفاق بين البلدين، تشترط فيه اسبانيا ابقاء هذه المعلمة كما هي، مقابل ترميمها وتحويلها إلى مركز ثقافي. ويأتي هذا التفويت حسب التقرير بعد العديد من المفاوضات بين البلدين مدة أزيد من عقدين لم يستطيعا معا الخروج بقرار يؤدي إلى اصلاح وترميم هذه المسرح ذو التاريخ العريق، خاصة أن أسبانيا لم تكن لها القدرة على تخصيص ميزانية كبيرة لترميم مسرح خارج أراضيها حسب مبرر وزارة خارجيتها. وكان المسرح حسب الجرد التاريخي الذي جاء في التقرير، قد شُرع في بنائه في سنة 1911 وتم افتتاحه بشكل رسمي في سنة 1913 من طرف ملاكه انطونيو غاليكو، ومانويل بينيا، واسبيرنزا أوريانا، بسعة تصل إلى 1400 مقعد للمتفرجين. وقد عرف هذا المسرح الذي حمل اسم "غران تياترو سيرفانطيس" أو مسرح سيرفانطيس العظيم، عصرا ذهبيا في الفترة الدولية لطنجة، حيث شهد المسرح في هذه الفترة العديد من العروض المسرحية الشهيرة وحضور فرق مسرحية من مختلف بقاع العالم. وظل المسرح، الواقع بملتقى شارعين يحملان اسم إثنين لأشهر الرسامين في العالم، وهما الرسام العالمي "دولاكرو" والرسام العالمي "فيلاسكيس"، يقوم بمهته الثقافية منذ افتتاحه إلى حدود الثمنينات حيث أغلقت أبوابه في هذه الفترة، وظلت مغلقة إلى حدود 2013 في ذكرى مرور قرن من الزمن على وجوده، حيث ارتفعت المطالب باعادة ترميمه وفتحه، وهي المطالب التي أدت أخيرا إلى اقرار اسبانيا تفويت هذه المعلمة للمغرب من أجل فتح أبوابها من جديد في المستقبل القريب.