– المختار الخمليشي: استطاع الكاتب والروائي، عبد الواحد استيتو، أن يتلقف مختلف الملاحظات النقدية التي أثارها مجموعة من الحاضرين لحفل توقيع روايته الفيسبوكية الجديدة "المتشرد"، واستثمارها بما يفسر الهدف من عمله الروائي الجديدة وباقي الأعمال الأدبية التي سبق أن أصدرها في مراحل سابقة من مشواره. وكمن كان يترقب مختلف هذه الملاحظات، أبدا استيتو خلال هذا الحفل الذي عرف حضورا غفيرا لمتتبعيه ومعجبيه، جاهزية لافتة في الرد والتعليق على مختلف وجهات النظر، بالرغم من أنه ظل في كل مرة يردد لازمة مفادها أن هذه الملاحظات تخص أصحابها وأنه لم ينتبه إليها أثناء اشتغاله في كتابة الرواية. ولم يخف الكاتب الروائي الطنجاوي، خلال هذا اللقاء دفاعه المستميت المعتاد عن مدينة طنجة وطبائع سكانها، حيث نفى ضمن رده على مداخلة أحد الحاضرين، أن يكون قد قصد تصوير الطنجاويين كونهم أناس كسالى، سواء من خلال روايته الجديدة "المتشرد"، أو الرواية السابقة "على بعد ملمتر واحد"، التي نشرت فصولها هي الأخرى على صفحات "الفيسبوك"، قبل أن تجد طريقها إلى الطباعة والنشر على الحامل الورقي. "مسألة استيقاظ الطنجاويين متأخرين ، لا يمكن إنكارها، ولكن هذا لا يعني أنهم ناس كسالى، بل إن الطنجاوي قد لا يستيقظ من النوم إلا عند منتصف النهار، لكنه سيعمل بجد ومثابرة حتى ساعات متأخرة من الليل أو ساعات الصباح الأولى"، يوضح استيتو مقصوده من كلامه، ثم يتابع شارحا أن هذا النوع من الروتين اليومي، ربما تفرضه عوامل محيطة مثل الجو أو المناخ، ولا يعني أن الطنجاويين قوم كسالى، بحسب رأيه. وبخصوص تركيزه على الجوانب الإيجابية في سلوكات بطل رواية "المتشرد"، اعتبر عبد الواحد استيتو، أن التشرد، هو قدر وارد في نصيب كل شخص، سواء كان هذا الشخص جيدا أو سيئا، وأن التركيز على الجانب الإيجابي للبطل لا يعني أنه شخص خالي من الطبائع السلبية. أما عن الهدف من هذه الرواية، فيؤكد استيتو، أن الكاتب عادة تنتهي مهمته بالانتهاء من الكتابة، "ومن الجميل أن يلتقط مسؤولو طنجة الرسالة المقصودة من هذه الرواية"، حسب ما ورد على لسانه خلال تفاعله مع الحاضرين. وتعتبر رواية "المتشرد"، ثاني أعمال الكاتب والإعلامي عبد الواحد استيتو، التي حملت صفة الرواية التفاعلية، لنشرها في بداية الأمر على موقع "الفيسبوك". وفي سنة 2013، تجربة دشن عبد الواحد استيتو، تجربة رواية افتراضية على موقع التواصل الاجتماعي العالمي "فيسبوك"، كانت الأولى من نوعها في العالم العربي، من خلال إصدار رواية "على بعد ملمتر واحد"، وهو الاسم المرادف لرواية "زهراليزا"، وحققت نسبة متابعة واسعة داخل المغرب وخارجه، وهو ما شجعه على إصدارها في وقت لاحق على الحامل الورقي.