– سعيد الشنتوف: عادت ظاهرة انتشار مقاهي تدخين الشيشة في مدينة طنجة، لإثارة احتجاجات ساكنة الأحياء والشوارع التي ترفض التعايش مع أنشطة هذه الفضاءات التي توصف بأنها "مشبوهة وغير قانونية"، مثلما هو حاصل هذه الأيام بحي "بلاص موزار"، حيث تسود موجة من الاحتقان جراء اعتزام أحد الأشخاص الاستثمار في مقهى جديد، يحمل مواصفات المقاهي التي يستغلها أصحابها في أنشطة غير قانونية ولا أخلاقية. ويتحدث سكان إحدى الإقامات السكنية بحي "بلاص موزار" بقلق بالغ عن مباشرة أحد الأشخاص لعمليات إصلاح أحد المحلات بهدف استغلاله كمقهى خارج إطار شروط الصحة والسلامة المطلوبة في مثل هذه المشاريع التجارية، إضافة إلى أن مظهر هذا الفضاء يشير إلى أنه سيكون عبارة عن وكر لتدخين الشيشة، بحسب ما أوردته شكاية موجهة لقائد الملحقة الرابعة شالة، بتراب مقاطعة طنجةالمدينة. مصادر من عين المكان، تحدثت لصحيفة طنجة 24 الإلكترونية، أن احتجاجات سكان الحي ضد صاحب المقهى، واجهها هذا الأخير في أكثر من مرة باستخفاف مستفز من جانبه، حيث يعمد إلى تهديدهم باستعمال نفوذه و"معارفه" في الأجهزة الأمنية في محاولة منه لثنيهم عن احتجاجاتهم. ويشير العديد من السكان المتضررين، أن احتجاجاهم ضد مشروع المقهى المرتقب أن يفتح أبوابه خلال الأسابيع القليلة القادمة، تأتي في ظل استمرار أحد المقاهي بنفس الحي في ممارسة أنشطته، التي تتجاوز ما هو مسموح به في إطار القانون، حيث يعرف هذا المقهى الواقع غير بعيد عن مقر القيادة الجهوية للوقاية المدنية، حالات من التجاوزات الأخلاقية التي تثير حفيظة السكان، لا سيما أن أغلب رواده من المنحرفين والقاصرات الذين يفضلون قضاء الليل في تعاطي الشيشة، مع أن صاحب المقهى لا يتوفر على رخصة قانونية تسمح له بإباحة هذا النوع من التجارة. ويشكل انتشار مقاهي تدخين الشيشة في مختلف أحياء وشوارع وسط مدينة طنجة، أكبر التحديات التي تواجه السلطات الجماعية، ممثلة في مجلس مقاطعة طنجةالمدينة، الذي يترأسه حاليا محمد أفقير، حيث تشكل هذه الظاهرة إحدى تراكمات الفترة السابقة التي تولى خلالها يونس الشرقاوي ، تسيير شؤون المقاطعة. غير أن مصادر جماعية، تؤكد أن التراخيص التي ظلت المقاطعة تصادق عليها، تسمح فقط بافتتاح مقاهي ومطاعم عادية، إلا أن أربابها يستغلونها في أنشطة محظورة، تقتضي من المسؤولين الجماعيين الجدد والسلطات الأمنية التدخل لمعالجة هذا الوضع الأخلاقي والأمني المقلق. وفي سياق متصل، تشير معطيات مؤكدة أن مجموعة من أرباب الحانات التي تم الشروع في هدمها بكورنيش المدينة، منذ بداية الأسبوع الجاري، باتوا يتجهون للاستثمار في مقاهي من الصنف المخصص لتدخين الشيشة، وهو ما من شان أن يساهم في انتشار هذه الفضاءات على نحو أكثر مما هو حاصل حاليا.