الساعة تشير إلى الثالثة والنصف بعد زوال الجمعة ..استنفار أمني غير مسبوق بكل من مدينتي المضيق و الفنيدق . العديد من سيارات الأمن والقوات المساعدة تحيط بساحة الرباطبالفنيدق و ساحة الكنيسة بالمضيق .. لأول وهلة قد يتبادر للذهن أن الامر يتعلق بمظاهرة من مظاهرات شباب 20 فبراير ، و أن قوات الأمن قد جاءت لتعطي لهؤلاء نصيبا مما ناله إخوانهم بتطوان قبل أسبوعين .. الأمر في الواقع كان مخالفا تماما .. فطيلة الأسبوع السابق كان أعضاء حزب العدالة و التنمية بالمدينتين يوزعون دعوات لمهرجانين خطابيين ، كان المفترض أن يحضرهما كل من لحسن الداودي نائب الأمين العام للحزب و الشيخ محمد الفيزازي ، المعتقل السياسي السابق . أحد مسؤولي الحزب صرح لنا أن " جميع الاجراءات القانونية لتنظيم مهرجان خطابي قد تم استيفاؤها و أنها ليست المرة الاولى التي ينظم فيها الحزب نشاطا جماهيريا في فضاء مفتوح ، لكن هذه المرة و قبل 24 ساعة من موعد النشاط توصلنا بقرارمنع المهرجانين من طرف السلطات المحلية تحت ذريعة " مخاوف أمنية " مع توصية بنقلهما لفضاء مغلق ". و يضيف المسؤول نفسه أن " نقل النشاطين كان غير ممكن نظرا لأن آلاف الدعوات قد وزعت ، إضافة لعدم توفر المدينتين على قاعات تتسع لأنشطة من هذا النوع " . البيجيديون اختاروا هذه المرة مسار التحدي ، حيث توافد العشرات من أعضاء الحزب لساحة الرباط قرابة السادسة ، وبدؤوا في رفع شعارات قوية من قبيل : "المخزن مشيتي غالط ,, ما بقاو يخلعونا زراوط " بغينا مغرب الكفاءة ماشي مغرب الزرواطة " " الشعب يريد إسقاط الاستبداد " " يا شهيد ارتاح ارتاح سنواصل الكفاح " .. وقد كان نصيب الأسد من الشعارات من نصيب سمير ابو الحقوق رئيس قسم الشؤون العامة بعمالة المضيق الفنيدق ، حيث رفعت ضده شعارات " ارحل ديجاج " " الفنيدق أرضي حرة ,, أبو الحقوق يطلع برا " .. وقد اعتبر محمد السليماني الكاتب الاقليمي للحزب في كلمته أن هذا الشخص هو وراء التشويش على أنشطة الحزب ، ووراء المحاولات الفاشلة لنسف التحالفات التي شارك فيها الحزب بالمدينتين ، كما طالب بفتح تحقيق في علاقته بالطرق المشبوهة التي وزعت بها تمويلات لمشاريع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية لمجموعة من المقربين و المتنفعين على حساب مصالح السكان ، و علاقته كذلك بلوبي جوازات السفر .. من جهته طالب نبيل الشليح نائب الكاتب الجهوي للحزب عامل الاقليم إلى تطهير إدارته من المفسدين ، كما استنكر منع الاحزاب السياسية من أداء واجبها في تأطير المواطنين في اللحظة التاريخية التي يستعد فيها البلد لفتح نقاش عمومي حول محتويات الدستور الجديد ، كما دعى لإطلاق خطوات سريعة لبناء الثقة في مقدمتها إطلاق سراح الصحفي رشيد نيني ، لتوفير الأجواء المناسبة لانجاح الورش الدستوري المقبل .. نفس سيناريو وقفة الفنيدق تكررهذه المرة بالمضيق ، حيث تجمهر المئات من ساكنة الرنكون ابتداء من الساعة الثامنة ، بساحة الكنيسة في وقفة ثانية استمرت حتى أذان المغرب ، تحت أنظار مجموعة من رجال السلطة الذين كانت الابتسامة بادية على وجوه بعضهم كل ما رفع شعار : " أبو الحقوق .. ديكاج " ..
