حذّرت دراسة دولية حديثة، من أن دخان السجائر يمكن أن يجعل سلالات بكتيريا المكورات العنقوديات الذهبية المقاومة للميثيسيلين أكثر مقاومة للمضادات الحيوية. الدراسة أجراها باحثون بجامعات “باث” وكلية “إمبريال” في لندن و”أكسفورد” في بريطانيا، وجامعة “برشلونة المستقلة” في إسبانيا، ونشروا نتائجها، في العدد الأخير من دورية (Scientific Reports) العلمية. وتعد عدوى سلالات بكتيريا المكورات العنقودية الذهبية المقاومة للميثيسيللين (MRSA) نوعًا من البكتيريا العنقودية التي تصبح مقاومة للعديد من أنواع المضادات الحيوية المستخدَمة في علاج العدوى بالبكتيريا العنقودية في العادة. وتحدث حالات العدوى بسلالات البكتيريا العنقودية الذهبية المقاومة للميثيسيللين في الأفراد الذين دخلوا إلى المستشفى أو غيره من أماكن الرعاية الصحية، مثل دور التمريض ومراكز الغسيل الكلوي، بالإضافة إلى العمليات الجراحية وتوصيل الأنابيب الوريدية أو المفاصل الصناعية. ومن المعروف أن هذه السلالات تسبب حالات تتراوح من الالتهابات الجلدية إلى الالتهاب الرئوي والتهاب الشغاف وهو البطانة الداخلية لحجرات وصمامات القلب، كما تؤثر على مجرى الدم، والرئتان، والقلب، والعظام والمفاصل. وفي سلسلة من التجارب المعملية، قام الباحثون بمراقبة 6 سلالات شهيرة من البكتيريا العنقودية الذهبية المقاومة للميثيسيللين، حيث درسوا إمكانية تحور الحمض النووي للميكروبات، وظهور المقاومة للعقاقير. وأثبتت الدراسة أن التعرض لدخان السجائر يسبب مقاومة عدد من سلالات البكتيريا العنقودية الذهبية المقاومة للميثيسيللين لعقار “ريفامبيسين” (Rifampicin) وهو مضاد حيوي يستخدم لعلاج عدد من الالتهابات البكتيرية، وتوقعوا أن تشمل المقاومة أيضا مضادات حيوية أخرى. وأوضح الباحثون أن التعرض لدخان السجائر يجعل بعض سلالات البكتيريا العنقودية الذهبية المقاومة للميثيسيللين أكثر غزوًا وثباتًا، لكن هذا التأثير لم يشمل جميع السلالات التي تم اختبارها. وكانت منظمة الصحة العالمية حذّرت من أن البشرية تتجه صَوْب حقبة ما بعد المضادات الحيوية، التي يمكن فيها أن تؤدي الأمراض المعدية الشائعة والإصابات البسيطة مجدداً إلى الوفاة. وذكرت أن سبب ذلك راجع إلى أن المضادات الحيوية ستصبح أقل فاعلية في قتل العدوى البكتيرية، فيما يعرف باسم مقاومة المضادات الحيوية، وذلك بسبب زيادة جرعات استخدام المضادات الحيوية أو انخفاضها أو سوء استخدامها. وقالت منظمة الصحة العالمية، في أحدث تقاريرها إن عدد المدخنين على مستوى العالم يقدر بحوالي 1.1 مليار شخصٍ، يعيش نحو 80% منهم في البلدان المنخفضة الدخل والبلدان المتوسطة الدخل. وأضافت أن التبغ يقتل ما يقرب من 6 ملايين شخص بإقليم شرق المتوسط سنوياً، بينهم أكثر من 5 ملايين متعاطون سابقون وحاليون للتبغ، وحوالي 600 ألف شخص من غير المدخنين المعرضين للتدخين السلبي. وأشارت إلى أن التدخين يعد أحد الأسباب الرئيسية للعديد من الأمراض المزمنة، بما في ذلك السرطان، وأمراض الرئة، وأمراض القلب، والأوعية الدموية.