بوجه دائم الإبتسام ويد لا تتوقف عن العمل، تستقبل زاينة اليطفتي، الراغبين في التعرف أكثر على حرفة نسج الزرابي والسجاد المغربي الأصيل، التي بدأت تندثر شيئا فشيئا مع ظهور وسائل جديدة غير يدوية لصنع مثل هذه المنتوجات. فبألوانها الساحرة وتصاميمها المبدعة، تبهر “الزربية” كما يحب أهل الشمال أن يطلقوا عليها، كل من ينظر إليها، وتعود بهم إلى ذكريات الماضي حيث كانت النسوة تقمن بصناعتها بشكل يدوي وبإستعمال أدوات تقليدية تدخل ضمن التراث المغربي الأصيل، ك “المرمة” و”المنسج”. وتعتبر الزربية التقليدية، جزء من الديكور الموجود في جميع المنازل المغربية، نظرا لإستعمالاتها المتعددة، فبالإضافة إلى دورها في تزيين البيت وإعطاءها رونقا وجمالية أكثر له، فالسجاد يقي من الجو البارد ويمنح نوعا من الراحة لمحبي الجلوس على الأرض. ويتميز السجاد المغربي حسب زاينة اليطفتي، بألوانه الفاقعة وتصاميمه المختلفة، حيث يطغى على مواده الأساسية كل من الصوف الخالص أو القطن، ويزين فيما بعد بأشكال مميزة تعكس ثقافة ومكونات كل من منطقة الشمال والريف وكذا الحضارة الأندلسية، مضيفة أن هذه المعايير تختلف من منطقة لأخرى، مما ساعد على وجود أنواع كثيرة من السجاد داخل بلد واحد. وأكدت زاينة المنحدرة من قرية الأحد الغربية، في حديث لصحيفة “طنجة 24″، أن السجاد اليدوي يواجه منافسة كبيرة من قبل السجاد الآلي المستورد والأرخص ثمنا، حيث بدأ الناس يتجهون إلى شراء الزربية الرخيصة، على الرغم من أن وجود الزربية التقليدية في البيت يشكل قيمة مضافة ودعما لتراث المغرب التقليدي. وأوضحت زاينة، أن الأصواف المستعملة في الزربية اليدوية، طبيعية وليست كتلك المصنوعة بالآلات الميكانيكية، وهو الأمر الذي يجهله الزبون ويجعله يفضل اللجوء إلى المنتوج المنخفض التكلفة، عوض شراء ما يبدعه الصانع التقليدي بكلتا يديه. وتعتبر اليطفتي المعارض والملتقيات الخاصة بالصناعة والحرف التقليدية، فرصة مهمة لهم من أجل إبراز مدى التنوع الثقافي التي تزخر به بلادنا، وكذا قدرة صناعنا على إنتاج أشكال إبداعية من خلال مواد بسيطة.