– سلوى العيدوني (سبتةالمحتلة): أثارت قصة غرق مهاجر سري يوم الثلاثاء الماضي على بعد أميال قليلة من ساحل سبتة، عاطفة العديد من الفاعلين المدنيين بالمدينة السليبة، بعدما روى زملاء الراحل لوسائل الاعلام المحلية طريقة غرقه وما تفوه به في آخر لحظات حياته. حكى ثلاثة من زملاء المهاجر الغريق الذي كان يدعى قيد حياته "عبدول" خلال مراسيم جنازته أول أمس السبت بسبتة، أنهم كانوا قد انطلقوا من ساحل بليونش سباحة، وحاولوا الوصول إلى ساحل سبتةالمحتلة بهذه الطريقة. وعند مسافة أميال قليلة من ساحل سبتة تعرض الشاب "عبدول" ذو الجنسية السينغالية إلى الارهاق، وشعر أنه لن يستطيع اكمال المسير، كما أنه لن يكون قادرا على العودة، فكان ذلك بمثابة الاعلان عن نهايته، فلم يجد بدا من أن يشرع في قراءة القرآن. يقول أحد زملائه من الكونغو الذي كان من ضمن الاحدى عشرة مهاجرا في هذه المحاولة السرية للوصول إلى سبتة، أن عبدول وهو مهاجر مسلم عندما شعر باقتراب نهايته، صار يردد آيات من القرآن الكريم وهو يصارع الامواج التي تجذبه إلى القاع. ويضيف المتحدث، أن "لا أحد كان بمقدوره أن يفعل شيئا لإنقاذ عبدول فالكل كان مرهقا ومعرضا بدوره للغرق"، وأردف قائلا بألم" لقد شهدت اللحظة الاخيرة لعبدول وهو يلفظ أنفاسه المختلطة بتلاوة القرآن قبل أن يسلم الروح لله". بعد غرق عبدول بفترة قصيرة وصلت عناصر الحرس المدني الاسباني من ميناء سبتةالمحتلة، وقامت بانقاذ المهاجرين العشرة، فيما انتشلت جثة عبدول ونلقته رفقة زملائه الاحياء إلى ميناء المدينة، ولم تستطع محاولات عناصر الصليب الاحمر لإعادة الحياة إليه هناك. يوم الجمعة الماضية صلى 3 من زملائه إلى جانب الإمام صلاة الجنازة على عبدول وفق الشعائر الاسلامية، ودفن بمقبرة سانتا كتالينا أمام حزن الحاضرين، وقال أحد رفاقه بعد الجنازة "إن عبدول كان يطمح أن يصل أوروبا للعمل وإنشاء اسرة هناك والعيش بكرامة، فقط لا غير".