– عصام الأحمدي: يلجأ الشباب والفتيات من الجنسين، بشكل متزايد إلى مواقع التواصل الاجتماعي ومواقع الإعلانات المبوبة، للبحث عن شريك الحياة، بحسب ما أظهرته معطيات متاحة على مختلف المواقع والصفحات الإلكترونية المهتمة بهذا المجال. ويشكل الشباب والفتيات المنحدرين من مدينة طنجة، الباحثين عن "النصف الثاني"، نسبة مهمة من مجموع الشباب المغاربة، غير أن الرجال يشكلون النسبة الكبرى من مجموع هؤلاء البالغ عددهم 840 شاب وشابة، ينحدرون من مدينة البوغاز، بحسب موقع "ماروك أنونص"، الذي يخصص حيزا لطلبات الزواج. وبلغ عدد الشباب الباحثين عن عروس، خلال الفترة الممتدة ما بين 20 ماي إلى 20 أكتوبر، من العام الجاري، ما مجموعه 460 شاب، فيما توقف عدد الفتيات الراغبات في إيجاد عريس، خلال نفس الفترة، في 380 فتاة، بحسب معطيات الموقع المذكور. ويؤكد الشباب والشابات الناشرون لإعلانات البحث عن الطرف الثاني في حياتهم، على ضرورة حضور عناصر الاحترام والتدين والالتزام، إضافة إلى الجدية في النصف الثاني سواء كان ذكرا أو أنثى حتى يتمكن الطرفان من الزواج وإنشاء أسرة في المستقبل. ويبدي الكثير من الشباب من الجنسين، ثقة كبيرة في قدرة مواقع الانترنت على مساعدة الراغبين في الزواج على الارتباط بنصفهم الثاني، بحكم الميزات التي تتيحها هذه الوسائط، خاصة في التعرف على صفة الشريك المفترض قبل إرسال أي طلب للزواج. وتقول "لبنى" (اسم مستعار)، فتاة في العشرينات من العمر، بأن الارتباط من خلال مواقع الانترنت أمر ممكن، ويمكن أن تتبعه علاقة زواج شرعي ناجحة، مشيرة إلى أن صديقات لها "حققن حلمهن بالارتباط اعتمادا على هذه الوسائل". وفيما أكدت "لبنى"، أنها لم تفكر بعد في اللجوء إلى وسيلة الانترنت من أجل عرض رغبتها للزواج من عريس محترم، فإنها لن تجد أي حرج في حال ما إذا استعانت بهذه الوسيلة في المستقبل، "لأنه لا يوجد ما يحرم ذلك من الناحية الشرعية"، بحسب الشابة العشرينية. ومن جهته، "يونس"، الشاب الثلاثيني، ينطلق من تجربته الشخصية، في إبراز أهمية الوسائط الحديثة في تسهيل الارتباط الشرعي بين الجنسين، موضحا أنه سبق أن تعرف على فتاة تنحدر من مدينة أصيلة. "وهذه الفتاة هي زوجتي التي أحيا معها والحمد لله حياة سعيدة"، يقول "يونس" مسترسلا، قبل أن يوجه نصيحته إلى أقرانه من الشباب بتجريب حظهم مع وسيلة "زواج الانترنت"، معتبرا أن المطلوب هو الجدية والرغبة في إقامة أسرة. وينقسم العلماء المعاصرون، حول شرعية ما بات يعرف ب"زواج الانترنت"، بين من منع ذلك بحجة أنه قد يدخله خداع أحد الطرفين للآخر، حيث يمكن أن يُقلد الصوتُ فيحصل الخداع، وبين من أن هذا النوع من الزواج صحيح، كلما توفرت شروط الزواج من تلفظ بالإيجاب والقبول، وسماع كل من العاقدين للآخر ومعرفته له.