تشن المصالح الأمنية الإسبانية أكبر وأقوى حملاتها الأمنية ضد تجارة الحشيش في جنوب إسبانيا منذ العام الماضي، وقد أسفرت الحملات على تفكيك العشرات من شبكات تهريب الحشيش وتوقيف المئات من المُهربين. وأعطت وزارة الداخلية الإسبانية إنطلاقة هذه الحملات القوية والشرسة بهدف محاربة تجارة المخدرات، وقد وفّرت لذلك إمكانيات بشرية وتقنية هامة لرصد واعتقال وتفكيك جميع المتورطين في تجارة المخدرات.
هذه الحملات الأمنية الواسعة لم تؤثر فقط على تجارة المخدرات بجنوب إسبانيا، بل ألقت بظلالها بشكل كبير على شمال المغرب، وخاصة إقليمي شفشاون والحسيمة الذين يٌعتبران من مصدر لأغلب الحشيش المغربي. وذكرت مصادر خاصة بشفشاون والحسيمة ل”طنجة24″ أن هناك أزمة اقتصادية غير مسبوقة في الإقليمين المذكورين، خاصة في الدواوير والمناطق القروية التي تعتمد في عيشها على تجارة الكيف. وأضافت ذات المصادر، أن الحملات الأمنية الإسبانية على تجارة المخدرات بمضيق جبل طارق، ساهمت بشكل كبير في تراجع الاقبال على الكيف المغربي في هذه المناطق وبالتالي تراجع مدخول المواطنين البسطاء الذين كانوا يعتمدون على الكيف. وطالب نشطاء مغاربة ينتمون إلى جمعيات مدنية في شفشاون في أوقات سابقة من السلطات المغربية، بضرورة إيجاد حلول ناجعة لتجارة الكيف في شمال المغرب، وخلق فرص الشغل لسكان هذه المناطق لإخراجهم من أزمتهم الخانقة.