- وكالات : أثبتت الدراسات الحديثة أن من يصعب عليه الانفصال عن هاتفه، ويشعر بالقلق في حال نسيانه أو فراغ بطاريته، ويقضي أكثر من خمس ساعات من الاستخدام يوميا، فهو مهدد بحالة من الإدمان قد تستدعي مساعدة طبيب نفسي. ولم يعد الهاتف الذكي للتواصل مع الآخرين فقط، بل أصبح يستخدم في متابعة الأعمال الخاصة وفي مجال الدراسة والترفيه عن النفس من خلال الألعاب، أو مشاهدة الأفلام وسماع الأغاني واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي، ما يجعل استخدامه لفترات طويلة أمرا طبيعيا لدى الكثيرين. وتتفاقم المشكلة بين الأطفال والشباب حيث إن واحدا من بين خمسة مستخدمين يتحقق من هاتفه كل بضع دقائق ويحدق بالشاشات لأكثر من ثلاث ساعات يوميا، وإذا تم إبعاده عن الهاتف يشعر بالتوتر والغضب. وأظهرت دراسة أجريت في جامعة "ميزوري" أن هذه الحالة تسبب فقرا في مهاراته الإدراكية وفقدان التركيز عند سماعه رنين الهاتف، إضافة إلى اضطرابات في النوم وتراجع في مستوى التحصيل الدراسي. وبحسب تقرير لقناة الجزيرة القطرية، قال الدكتور دانييل سيغال المدير التنفيذي ل"MINDSIGHT" إنك "عندما تجري محادثات وتتفقد بريدك الإلكتروني خلال الليل فإن إضاءة الشاشة تطلب من دماغك عدم إفراز الهرمون المساعد على النوم.. أطفئ الشاشة وابتعد عنها ساعة على الأقل قبل موعد النوم.. إنه أمر في غاية الخطورة". وبدأت مؤسسات صحية رسمية في عدد من دول العالم تطلب من الجمهور ضبط وتقنين استخدام تلك الأجهزة، ومنع الأطفال من استخدامها لأكثر من ساعة يوميا. وتقوم بعض الشركات المصنعة للأجهزة الذكية وشركات الاتصالات بإطلاق حملات للتوعية من التعلق الشديد بها. بينما أطلقت شركات أخرى تطبيقات مجانية تقوم بفصل المستخدم عن الشبكة في أوقات محددة، بحسب رغبته. ومع ذلك، فإن أحدث دراسة أجرتها مؤسسة "غالوب" الأمريكية للأبحاث بينت أن المستخدمين يتحققون من هواتفهم 34 مرة على الأقل في اليوم، و81% يبقون هواتفهم بالقرب منهم، و63% يتحققون من هواتفهم حتى أثناء النوم. وبحسب موقع "الديلي ميل" البريطاني، فإن 60% من مستخدمى الهواتف الذكية ينامون وأجهزتهم بأيديهم، و15% منهم قد يوقفون وسائل التسلية وأحاديثهم لمجرد الرد على الهاتف المحمول. وتلك الأرقام جعلت المؤسسات المختصة في الطب النفسي تتمهل في وضع معيار محدد للإدمان، فقد يكون نصف المستخدمين الذين يقدر تعدادهم بملياري ونصف مليار إنسان مصابين بهذا المرض.