– جمال الصغير: لا يفوت أفراد شرائح اجتماعية واسعة، مناسبة عيد الأضحى، دون اغتنامها لكسب دخول مادية، من شأنها التخفيف من أزمتهم الاقتصادية، ولو بشكل نسبي وفي زمن محدد. فيما ينصرف تجار ومهنيون إلى تنويع معروضاتهم وخدماتهم، في انسجام مع العادات والتقاليد التي تصاحب هذه المناسبة الدينية وتزدهر في شوارع وأحياء ودروب مدينة طنجة كغيرها من باقي المدن المغربية. ويلجأ العديد من الشباب إلى الاحتماء بمهن موسمية ومؤقتة، تدخل في إطار ما يعرف ب"البريكولاج"، بغية الحصول على مدخول يغطون به حاجياتهم ويلبون رغبات المواطنين في الحصول على كل ما يحتاجونه خلال هذه المناسبة الدينية، حيث تعرف هذه الفترة ازدهار هذه المهن بسبب رفع الطلب على مجموعة من المواد الاستهلاكية وظهور الحاجة أكثر لهذه المهن، التي ترتبط ارتباطا عضويا بعيد الأضحى المبارك. وتعج مختلف فضاءات طنجة بأصوات شحذ السكاكين والسواطير بواسطة آلات كهربائية خصصت لهذا الغرض مؤقتا أو بوسائل تقليدية مقابل دراهم معدودات، كما أن بين المهن الموسمية التي تصاحب هذه المناسبة الدينية أيضا، هو نقل أكباش العيد بواسطة العربات أو على الأكتاف إلى منازل أصحابها، وكذا بيع علف الأغنام والحبال والفحم والملح و"الشب"، الذي يكثر عليه الإقبال في هذه المناسبة، وذلك من أجل استخدامه في معالجة فروة الأضحية، إضافة إلى تجارة التوابل، إذ تحرص الأسر الطنجاوية كغيرها من الأسر المغربية على اقتناء مختلف أصنافها لاستخدامها في تحضير وجبات خاصة. "التشواط" مهنة أخرى تميز مناسبة عيد الأضحى المبارك، غير أنها تنحصر يوم العيد بعد قيام انتهاء الأسر من ذبح وسلخ أضاحيها، حيث يعهد بمهمة شيها وتهيئتها لتصبح صالحة للاستهلاك إلى شباب ويافعين، يتخذون من جنيات الأحياء وأطراف الشوارع أماكن لممارسة هذه المهنة، حيث يقومون بنصب مواقد بواسطة براميل قديمة وألواح الخشب، من أجل القيام بهذه المهمة. "البريكولاج".. ملاذ العاطلين مهن عيد الأضحى، التي يلجأ إليها الآلاف من الشباب كل سنة، هي واحدة من فرص الشغل غير القارة التي يمارسونها في مناسبات عديدة، منها ما يرتبط بشهر رمضان، ومنها ما يزدهر خلال فصل الصيف، إضافة إلى مهن عديدة منحصرة في أماكن وجهات محددة دون غيرها، وجميع هذه الأنشطة المدرة للدخل، تندرج في إطار ما تعبر عنه التقارير الرسمية، ب"التشغيل الناقص"، وهو مرادف مصطلح "البريكولاج"، كما هو متداول في العامية. وسجل تقرير حديث لبنك المغرب، ارتفاع هذا النوع من التشغيل، لا سيما خلال فترات ضعف النشاط الاقتصادي بشكل عام، وتراجع تسارع النمو، مؤكدا أن معدل البطالة يعتبر المؤشر الرئيسي لقياس مدى عدم استخدام السكان النشيطين، حيث يقول خبراء بنك المغرب إن هذا المؤشر يمكن من فهم مدى الاستخدام الناقص للقدرات الإنتاجية للساكنة المشتغلة. وقد طال التشغيل الناقص، وفق ذات المصدر، 1.1 مليون شخص وطنيا، أي ما يعادل 10.3 في المائة من الساكنة المشتغلة، مرتفعا بواقع 1.1 نقطة مقارنة بسنة 2013، حيث رجح بنك المغرب أن يكون هذا الارتفاع المهم قد خفف من تفاقم حدة البطالة.