مع مقدم شهر رمضان المعظم، تفتح المساجد أبوابها وتمتلئ عن آخرها بجموع غفيرة من المصلين أتوا، رجالا وركبانا، لأداء صلاة التراويح وسائر الصلوات، الأمر الذي يطرح أكثر من تساؤل حول مقصدية هذا الإقبال الذي بات ينفرد به الشهر الفضيل عن سائر الشهور الأخرى. ويدل هذا الإقبال الكثيف للمغاربة على الصلاة والقيام، وارتياد المساجد في رمضان على جوانب إيجابية في حياتهم وتعظيمهم لمكانة هذا الشهر الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس. الإقبال المكثف على المساجد خلال رمضان، يعكس حسب العديد من المواطنين، مدى تشبت المغاربة بدينهم وحرصهم على تأدية شعيرة الصوم التي لا تكتمل، يقول المتحدث، من دون تأدية ركن الصلاة. ويعتبر كثيرون، إن ظاهرة الإقبال على المساجد خلال رمضان، خاصة من طرف الشباب، تعد ظاهرة إيجابية تبعث على الارتياح وتنم عن مدى التشبث بالقيم الدينية والحرص على أداء الشعائر. غير أنه على الرغم من الإقبال المكثف للمغاربة على دور العبادة خلال الشهر الفضيل، لا تزال ثقافة ارتياد المساجد على مدار شهور السنة، غير راسخة لدى معظم الناس بعد. بحسب آراء أخرى. ومن هذا المنطلق، تطفو العديد من الانتقادات في حق الناس الذين يحصرون عمارة المساجد خلال شهر رمضان، حيث يرى الكثيرون، أن “الصلاة ليست حكرا على رمضان وكل مسلم ملزم بتأدية ما بذمته من صلاة وصيام وزكاة”. وعلى رأي الغالبية من المواطنين، يرى الدكتور عبد الله عبد المومن، أستاذ الفقه وأصوله بجامعة ابن زهر، أن امتلاء المساجد في رمضان هي ظاهرة صحية ورجوع الإنسان إلى الله تعالى في هذا الشهر الفضيل، دال على أن الإنسان فيه عنصر الإيمان وتمام التقوى ويعتبر الدكتور عبد المومن، في حديث لجريدة طنجة 24 الإلكترونية، أن “امتلاء المساجد في رمضان دليل على أن الإنسان يريد الخير”، محذرا من أن يسام الآخرون من هذه الظاهرة، لأنه “لا ينبغي أن نحجر واسعا من رحمة الله عز وجل.”. ويسترسل الأستاذ الجامعي، أن الإنسان ما دام يريد الرجوع إلى الله تعالى في الاشهر الفاضلة، فإنه يريد رضا الله، ومن أتى باب الله فرح الله تعالى به. مؤكدا أن الله يقبل توبة العبد ويقبل رجوع العبد إليه (والله أفرح بتوبة عبده أفرح بتوبة عبده من العقيم الوالد ومن الضال الواجد ومن الظمآن الوارد)، كما جاء في الحديث”.