– متابعة: دشنت مصالح الأمن بطنجة، نهاية الأسبوع الماضي، لمسلسل حملات جديدة ضد مقاهي مخصصة لتدخين "الشيشا"، وهو التحرك الأمني الذي أسفر عن توقيف عدد من رواد أحد هذه المحلات، بينهم ثلاث يشتغلن كبائعات للهوى. كما مكنت هذه الحملة الأولى من نوعها منذ شهور من توقيف مسير هذا المقهى الموجود بشارع أبي العلاء المعري، بمدينة طنجة، بتهمة إشرافه على نشاط تجاري محظور من الناحية القانونية، وتحويل المحل الذي يشرف عليه، إلى وكر لممارسات غير أخلاقية. وأسفرت هذه الحملة عن حجز أعداد كبيرة من لوازم تدخين الشيشا، على رأسها أعداد كبيرة من قنينات "النرجيلة" وكميات من مخدر "المعسل"، الذي يعتبر المادة الرئيسية في تعاطي "الشيشا". وتشن السلطات الأمنية، حملات متكررة ضد أماكن تدخين الشيشا، وهي في الأصل محلات مرخص لها بمزاولة أنشطة تجارية في شكل مقاهي ومطاعم، غير أن أصحابها يسمحون فيها بمختلف الممارسات اللاأخلاقية وغير القانونية، التي تثير سكان الأحياء المحتضنة لهذه المحلات. ويشير أمنيون، إلى مجموعة من الصعوبات التي تحول دون تحقيق الحملات ضد مقاهي الشيشة لأهدافها المنشودة، من جملتها مسارعة العديد من أصحاب هذه المحلات لإغلاق الأبواب، بمجرد ما يتناهى إلى علمهم خبر أي تحرك أمني، بالرغم من أن معظمها يتم بشكل مفاجئ ومباغت. ولا يقتصر دور هذه المقاهي، التي تنتشر على وجه الخصوص في شارع موسى بن نصير، شالارع المنصور الذهبي، وساحة الأمم، على توفير خدمات تدخين الشيشا، وإنما تحولت الكثير من هذه الفضاءات إلى أوكار لإتيان مختلف السلوكات، مثل استهلاك المخدرات والدعارة. غير أن ما يثير استغراب واستياء سكان العديد من هذه المناطق في وسط المدينة، هو جراة بعض أصحاب هذه المقاهي، الذين جعلوا من محلاتهم أشبه بحانات ليلية، خلال الفترة المسائية، حيث يعمدون إلى إطلاق العنان للموسيقى الصاخبة التي يصل صداها إلى داخل المنازل المجاورة، مما يحرم هؤلاء الموطانين من حقهم في الراحة، فضلا عما يصاحب ذلك من تنامي مشاهد مخلة بالحياء العام مثل مشهد المساومات بين بائعات الهوى والباحثين عن اللذة الرخصية قرب العديد من هذه المحلات.