– محسن الصمدي: بعيدا عن طقوس الاحتفالات العمالية باليوم العالمي للشغل، الذي يصادف الأول من ماي من كل سنة، يفضل الكثير من سكان مدينة طنجة، اغتنام فرصة العطلة السنوية التي يخولها هذا العيد الأممي، جعل هذا اليوم يوما مخصصا للراحة والاستجمام بين أحضان الطبيعة والمنتزهات الخضراء ورفقة العائلة الأصدقاء. فخلافا للعادات والتقاليد الخاصة بهذا اليوم على الصعيد العالمي، الذي يشكل مناسبة للإحتجاج والمطالبة بتحسين وضعية العمال عبر الخروج في مسيرات وتنظيم مهرجانات خطابية، فإن شريحة عرضة من سكان مدينة طنجة، لا تولي أي اهتمام لتلك المظاهر، بل وحولت هذا اليوم مع توالي السنوات إلى يوم مخصص للعب واللهو والنشاط في رحاب الطبيعة الساحرة أو بالقرب من أمواج البحر. ويشكل استقرار أحوال الطقس في هذا الوقت من السنة، أكثر العوامل التي تشجع الطنجاويين على جعل يوم فاتح ماي مناسبة للنزهة والاستجمام، حيث يفضلون التوجه على شكل جماعات تضم العائلة والأصدقاء، صوب المنتزهات الشهيرة المتواجدة بضواحي المدينة ك (الرميلات، الغابة الديبلوماسية، أشقار والمنار) وذلك من أجل التخفيف من ضغوط العمل اليومية وإستراحة من جو الروتين، مستفيدين من كون الفاتح من ماي الذي يصادف عيد العمال، عطلة يستفيد منها الجميع سواء في القطاعات الخاصة أو القطاعات العمومية. ويرى محمد الطيبي، إطار بنكي بمدينة طنجة، أن الفاتح من ماي يعد فرصة ذهبية للذين يعانون من ضغوط العمل، حيث تعتبر هذه المناسبة من بين المناسبات القليلة التي تجتمع فيها العائلة أو الأصدقاء حول مائدة واحدة خارج المنزل، في جو يملأه النشاط والمتعة. ويضيف الطيبي، في حديثه مع صحيفة "طنجة 24" الإلكترونية، أن خروجه مع العائلة خلال يوم الفاتح من ماي، كفيل بإبعاد ضغوط العمل عنه لسنة أخرى، وذلك راجع حسب رأيه لإفتقادنا في الوقت الحالي للتجمعات العائلية الحميمية، والتي بدأت تنقص شيئا فشيئا مع تطور وسائل التواصل عن بعد. وغير بعيد عن المدينة، إختارت مجموعة من العائلات الطنجاوية التوجه خلال هذا اليوم الفريد، إلى منطقة المنار المتواجدة بأعلى منطقة شرق المدينة، حيث يمتزج هدوء الغابة بصخب الأمواج، وتختلط رائحة الأكل الشهي المحضر فوق نار الحطب برائحة تراب المسقي بأمطار شهر أبريل المتأخرة. وحسب يونس الفشتالي، الموظف بالقطاع العمومي، فإن إختياره قضاء هذا اليوم رفقة مجموعة من أصدقاء المهنة والدراسة، يأتي نظرا لكون الفاتح من ماي أصبح المتنفس الوحيد للعمال من أجل الحصول على قسط من الراحة، ولتبادل الحديث والأخبار مع أشخاص لم يروهم منذ مدة طويلة نظرا لمجموعة من الإلتزامات الشخصية. ويوضح يونس، أنه ورغم كون العطلة تأتي في يوم واحد فقط، إلا ان ذلك يعتبر كافيا من أجل إراحة الذهن والبال، والعودة بروح جديدة ونفس أطول لإستكمال ما تبقى من العمل خلال الأيام القادمة. وتزخر منطقة طنجة، بالعديد من المعالم الطبيعية، التي تشكل قبلة لساكنتها وزوارها، على مدار أيام الأسبوع، أبرزها منتجع غابة الرميلات، القصي عن وسط المدينة بحوالي تسعة كيومترات في اتجاه الضاحية الغربية، حيث يشكل هذا المكان فضاء مثاليا للاستجمام، بفضل مميزاته العديدة، حيث يشكل جزء منه محمية طبيعية لأنواع نادرة من الحيوانات والطيور والنباتات، فضلا عن إطلالته على مضيق جبل طارق، الفاصل بين إفريقيا وأوروبا.