– متابعة (صور زكرياء العشيري): شكل موضوع "العزوف عن السياسية وأسئلة السوسيولوجيا" محور مناظرة وطنية التأمت أمس الجمعة بطنجة بمبادرة من جمعية القنطرة. وركز هذا اللقاء طرح أسئلة في هذا الجانب من قلب التحولات الاجتماعية الراهنة، وما يصاحبها على المستوى السيكولوجي في تحديد سلوكيات الأفراد داخل المجتمع، وعلاقتها بالفعل السياسي في عرضانيته دون اختزال للسياسة في عملية التصويت الانتخابي. وأكد أستاذ علم النفس الاجتماعي مصطفى الشكدالي، في عرض خلال هذه المناظرة، على ضرورة تجنب الخلط بين العزوف عن التصويت الانتخابي والعزوف عن العمل السياسي، مشيرا إلى أن العزوف السياسي يدل على أزمة ثقة أمام عدم وجود رؤية سياسية واضحة وواقعية. ودعا الشكدالي، في هذا السياق، إلى تقوية دور التعليم والتربية في تنمية الوعي والمعرفة لدى الطلبة حول الوضع السياسي في المغرب وتعزيز وتكريس ثقافة المواطنة لدى الأجيال الصاعدة. من جانبه، قال النائب البرلماني عن حزب العدالة والتنمية محمد خيي إن العزوف السياسي يمكن أن يفسر على أنه عزوف عن الممارسات السياسية السلبية، والتي تعكس بروز سلوكين اثنين يتمثلان في العزوف المطلق أو تبني نوع من الانتظارية في أفق وقوع تحول سياسي محتمل. ودعا إلى تحصين العمل السياسي بالفعالية والمصداقية اللازمة لتشجيع المواطن على الانخراط في العمل السياسي والمشاركة أكثر فأكثر في الحياة السياسية والمساهمة في تدبير الشأن المحلي. من جانبه، شدد الأمين العام الجهوي لحزب الأصالة والمعاصرة بجهة طنجة - تطوان عبد المنعم البري على ضرورة تقوية الوعي السياسي واستعادة ثقة المواطنين في العمل السياسي من خلال تحسين "العرض السياسي" وتجويد خطابات السياسيين. وعزا أستاذ علم النفس الاجتماعي بجامعة القاضي عياض بمراكش مصطفى السعليتي بروز ظاهرة العزوف السياسي إلى "الدوغمائية السياسية" وشخصنة الصراعات، وغياب أخلاقيات الحوار واحترام الاختلاف، وعدم وجود بدائل سياسية، معتبرا أن هذا العزوف وعدم الاهتمام بممارسة السياسية والانخراط في العمل السياسي قد يؤدي إلى بروز ميولات لدى بعض المواطنين تتبنى ممارسات اجتماعية سلبية. ودعا السعليتي المسؤولين السياسيين الى إيلاء اهتمام خاص بقدراتهم القيادية لمواجهة مشكلة عزوف المواطنين عن العمل السياسي والمشاركة في الانتخابات.