كانت مسيرة الصمود ليوم 24 أبريل التي دعت إليها حركة 20 فبراير بدعم من عدة فعاليات سياسية ومدنية وحقوقية، الأكثر قوة حسب العديد من المتتبعين، سواء من الجانب العددي للمتظاهرين أو من جانب قوة الشعارات والمواقف التي رفعت خلالها. فقد قدرت بعض المصادر عدد المحتجين الذين خرجوا في يوم الصمود في أزيد من 45ألف مواطن، وهو رقم فاق كل الأعداد المعلنة رسميا وكذا المعهودة في المسيرات والوقفات السابقة.
ويرشح أن يتزايد خلال المحطات النضالية لمواطني مدينة طنجة الذين جاؤوا من مختلف مناطق المدينة، أغلبها عبارة عن أحياء شعبية مثل حي بنكيران، حومة الشوك، الجيراري، الإدريسية، السواني، والبرانص وغيرها، وكلهم تجمعوا في مسيرة انطلقت من ساحة التغيير بحي بني مكادة، وجابت أهم الأحياء الشعبية مثل بنديبان وكاسبارطا قبل أن تتوقف أمام الساحة المقابلة لمسجد طارق بن زياد، حيث اعتبرت الوقفة هناك بمثابة اعتصام إنذاري للمطالبة بتعجيل تحقيق المطالب الشعبية.
ويرى البعض في تحويل مسار احتجاجات الحركة داخل الأحياء الشعبية، تهديدا واضحا بتصعيد التحركات الاحتجاجية ما لم تحقق مطالبهم، وذلك بالنظر إلى أن كلمة "الاعتصام" ترددت خلال هذه المسيرة أكثر من مثيلاتها، ومن بين ذلك تهديد المتظاهرين بالاعتصام أمام مدرسة عمر بن الخطاب في بنديبان في حال لم يتم إطلاق سراح مجموعة من نشطاء جمعية للمعطلين وآخرين من الاتحاد الوطني لطلبة المغرب، كانت قوات أمنية احتجزتهم ومنعتهم من الالتحاق بالمسيرة لأسباب غير معروفة.
لكن على ما يبدو فإن الاعتصامات آخر ما يتمناه المسؤولون، مما يفسر سرعة إطلاق سراح المحتجزين. لكن إلى أي مدى ستظل السلطات العمومية تتحاشى أسباب دخول المواطنين في هذه الاعتصامات التي تخشاها، ما دام أن مطالب الحركة على الصعيد المحلي على الأقل لم يتحقق منها شيء حتى الآن؟ سؤال سيأتي حتما أوان الإجابة عنه في لاحق الأيام.