اضطر قائد حي بئر الشعيري مساء أمس الثلاثاء إلى الانسحاب من ساحة تافيلالت في منطقة بني مكادة، التي كان يقود فيها دورية أمنية لمنع الباعة المتجولين من افتراش أرصفة الساحة، حيث ووجه بمقاومة غير مسبوقة من طرف هؤلاء الباعة، بعدما تجمع عدد كبير منهم وشرعوا في ترديد شعارات تطالب بالسماح لهم بافتراش الشارع. ولم يجد قائد المنطقة بدا من سحب عناصر القوات المساعدة التي كان يقودها لطرد الباعة المتجولين، بعدما كادت الأمور أن تتطور إلى مواجهة مفتوةحة بين الطرفين، خاصة مع إصرار الباعة على عرض بضاعتهم في هذا الشارع العام الذي يعرف عادة اختناقا كبيرا في حركة المرور نتيجة احتلاله من طرفهم.
وجدير بالاشارة إلى أن ظاهرة الباعة المتجولين عادت خلال الشهور الثلاثة الأخيرة، بشكل أكثر مما كانت عليه في السابق، بسبب تساهل السلطات المحلية مع هذه الظاهرة، وذلك عملا بمقتضيات مذكرة أمنية أصدرتها وزارة الداخلية في يناير الماضي تقضي بتجنب الإشتباك قدر الإمكان مع المواطنين خاصة الباعة المتجولين ، خشية تكرار السيناريو البوعزيزي الذي أودى بنظام الرئيس التونسي المخلوع بنعلي.
هذا وتعاني ساحة تافيلالت في بني مكادة بوجه خاص، من اختناق مروري فضيع خلال أوقات الذروة وكذلك في الفترة المسائية، حيث تتعرض لاحتلال من طرف عدد كبير من الباعة المتجولين القادمين من مختلف أنحاء المدينة لعرض بضاعتهم في الشارع العام، مما دفع السلطات المحلية إلى شن عدة حملات أمنية من أجل منعم من افتراش الأرض، قبل أن ترخي قبضتها تزامنا مع الاحتجاجات التي تعرفها مدينة طنجة أسوة بباقي مناطق البلاد.