– متابعة: لم تخلف مدينة طنجة، موعدها السنوي الروحاني، من خلال تنظيم موكب الهدايا نحو ضريح الولي الصالح سيدي بوعراقية، الذي أضفى تنظيمه هذا اليوم السبت، مثل سابقيه، حلة كرنفالية روحانية على مختلف شوارع مدينة البوغاز التي جابها الموكب. ووسط جموع غفيرة من ساكنة مدينة طنجة، تجمعوا على الأرصفة وفوق أسطح المنازل، انطلق موكب الهدايا من ساحة الأمم، ليجوب شارع محمد الخامس، مرورا بساحة فرنسا وشارع بلجيكا وساحة الكويت، قبل أن يعرج إلى شارع الحسن الثاني، حيث يتواجد مقر الزاوية البقالية، التي تسلم أفرادها هدايا الموكب بما يحمله من عطايا وهبات. وتضمن الموكب الذي تقدمه فارس على صهوة جواده، مجموعة من طلبة القرآن الكريم بمدرسة "عمر بن الخطاب" بجلابيبهم البيضاء وفي أيديهم ألواح تدريس الذكر، والعشرات بلباس تقليدي حاملين الهدايا، ويجرون ثيرانا عليها أعلام القبائل المحيطة بمدينة طنجة، بالإضافة إلى عدد من الفرق الفلكلورية. ويشكل موكب الهدايا، الذي يمثل تقليدا ضاربا في تاريخ مدينة طنجة، ذروة احتفالات موسم سيدي بوعراقيةّ، الذي يصادف ذكرى المولد النبوي الشريف، حيث يستمر الاحتفال بهذا الموسم، سبعة أيام بلياليها بتنظيم أمسيات أمداح وأذكار وسماع صوفي داخل ضريح هذا الولي الصالح الذي يعد من كبار الأولياء الصالحين بالمدينة. ويشمل برنامج هذه الاحتفالات الروحانية كذلك، تنظيم أمسيات دينية، وأنشطة ثقافية متنوعة بمختلف المؤسسات التعليمية بالمدينة حول التعريف بالأبعاد الدينية والتاريخية والثقافية والسياسية لهذا الموسم الديني السنوي، فضلا عن أنشطة اجتماعية، تستفيد خلالها العديد من الأسر في المدينة، من عمليات إعذار جماعي لفائدة أطفالها. وتجدر الإشارة، إلى أن إدارة الانتداب الدولي بطنجة، قد منعت إحياء هذا الموسم في اربعينات القرن الماضي، بعدما صار يشكل مناسبة لتجمع المطالبين بجلاء الحماية عن المغرب، حيث كان رجال الحركة الوطنية ينشطون وسط جموع المحتفلين بالموسم ويرفعون شعارات ضد الحماية الدولية، قبل أن يعاد إحياؤه ابتداء من سنة 2007. وفي سنة 2011، اضطرت اللجنة المنظمة لموكب الهدايا إلى إلغاء الاحتفال، بسبب ظروف أمنية غير مستقرة في مدينة طنجة، على إثر أحداث الشغب التي عاشتها المدينة يوم 20 فبراير، في أعقاب مظاهرة شعبية اكتست طابعا سلميا منذ انطلاقها إلى انتهائها.