تطوان - هند السباعي الإدريسي (*): أصبح من الطبيعي رؤية الطلبة الأفارقة جنوب الصحراء بمعظم المعاهد والجامعات المغربية، ورغم أن العديد منهم ينتمي إلى قبائل وأسر عريقة ومعظمهم من خيرة الطلاب، إلا أن معاناتهم مع العنصرية تبقى أكبر ما يجمع بينهم وبين من يتخذ المغرب من أبناء جلدتهم وجهة للعبور من أجل الهجرة إلى الضفة الأوروبية. أحكام مسبقة "لم أختر المغرب"، هكذا قال محمدو بامبا، طالب ماستر في دار الحديث الحسنية ل"هنا صوتك"، "لكن بما أنني حصلت على المرتبة الأولى بالباكالوريا جئت بموجب اتفاقية بين بلدي والمغرب وسعدت بذلك. رغم أن أول ما واجهته عند قدومي كان هو النظرة السلبية تجاه كل ذي بشرة سمراء، إذ يحصل لنا في الغالب أن نكون ضحية أحكام مسبقة، وقد تكون تلك الأحكام مبنية على تجارب سيئة مع "الأفارقة" (كما في لسانهم)، وقد يصل الأمر ببعضهم أن يكن كراهية شديدة لكل شخص ذي بشرة "سوداء"، تترجم في عدم قبول بعضهم أن يكتري بيته لأحدنا أو ما شابه. لكن يجب أن نعترف- وأنا سنغالي- بالخصوصية التي يحظى بها الشخص الذي ينتمي إلى السنغال. فالمغاربة ينزلونهم منزلة متميزة ويعتبرونهم أشقاء لهم ويميزونهم عن غيرهم في التعامل والترحيب". كلمات مسيئة موسى كمر طالب جامعي بالدراسات الإسلامية حكى عن تجربته ل"هنا صوتك": "في البداية عانيت من مشكلة اللغة، علما بأنني أتيت إلى المغرب وأتكلم العربية الفصحى جيدا، إلا أن بعض أساتذتي يتكلمون بالدارجة فقط". وعن تجربته مع العنصرية يقول موسى: "عانيت مشاكل في علاقتي مع مغاربة لم تسبق لهم صلة بإنسان أسود، وذلك راجع لما ترسخ في أذهان بعض العرب حول اللون الأسود، فكانوا يلقبونني بكلمات مسيئة". ويسترسل: "رغم كل شيء، أفضّل الدراسة بالمغرب كونه قريبا لوطني جغرافيا وثقافيا، ولما يتميز به من تكوين متكامل في الدراسات الإسلامية. وتعد الروابط المشتركة بين المغرب والسنغال المتركزة في الاتفاق على الهوية الإسلامية والثوابت الدينية من الاتحاد في المذهب الفقهي والعقيدة الأشعرية والمدرسة الصوفية، علما بأن المغرب هو البلد الوحيد الذي سأدرس فيه ولا أفقد هويتي السنغالية". أفضل بلد وقال فاضل كي طالب الماستر في الدراسات الإنجليزية ل"هناصوتك": "اخترت الدراسة بالمغرب باعتباره أفضل بلد عربي مسلم بالنسبة لي. شخصيا الظروف كانت ملائمة جدا، فعلى المستوى الجامعي نجد أن جل الأساتذة أكفاء وذوو مستويات عالية، إن على الجانب الإنساني الأخلاقي أو المهني، مما ساهم في قدرتنا على التأقلم السريع، أما على المستوى المعيشي فأرى أن تكلفة الحياة ليست غالية ". ويستدرك فاضل: "لكن بالنسبة للأحياء الجامعية نعاني مشكلات نحن الأفارقة، بسبب بسيط هو أن العدد الذي يحصل على السكن الجامعي قليل جدا مما يدفع معظم الطلبة الأجانب إلى البحث عن الكراء. زائد أنه مؤخرا أصبح من الصعب جدا الانخراط والتسجيل في الدراسات العليا، لأن هناك بروتوكولات إدارية تجعل الملف يضيع في بعض الأحيان. و لذلك ربما تبدأ الدراسة لشهرين أو أكثر دون أن نبدأ نحن الأفارقة وهذا يعرقل المنح الدراسية".