أنس عياش (*): عبد الصمد العصري، شاب في بداية الثلاثينيات، ترن مذكرة هاتفه لتخبره أن اليوم عيد ميلاد حبيبته، يلغي موعده المسائي مع الأصدقاء، ثم يغادر مكتب العمل إلى البيت ليتأنق ويحمل هدية المناسبة، فيقصد بيت الحبيبة، ليكتشف المشاهد في نهاية الفيديو أن الأمر يتعلق بأمه.. نموذج من سلسلة فيديوهات على موقع التواصل الاجتماعي يوتيوب، أطلقها عدد من الشباب المغاربة، بعنوان عطي لبلوس (3ti l'plus) أي "قدم إضافة"، وهي سلسلة "تحفيزية للتحسيس بمجموعة من المواضيع ذات الصلة بالتربية على المواطنة، ومحاولة استرجاع القيم الإنسانية المفقودة داخل المجتمع" يقول صاحب الفكرة يوسف معضور (33 عاما) وهو كاتب متخصص في القضايا الاجتماعية في حديثه ل"هنا صوتك" أشعل شمعة "هي رسائل انتقاد للواقع الاجتماعي، لكن بشكل تحفيزي" يقول يوسف معضور، في حديثه ل"هنا صوتك" وأضاف "عالجنا مثلا موضوع الاستعمال المبالغ فيه للإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، لكن بدل الانتقاد فقط ولعن الظلام.. نقدم حلولا بديلة للشباب، كما في فيديو "ديكونيكطا ساعة" أي انفصل ساعة عن الإنترنت، وجالس خلالها العائلة أو اقرأ كتابا، مارس هواية جديدة أو قم بزيارة المرضى والمسنين.." ويقول يوسف إن الفكرة جاءت "نتيجة غياب برامج كهذه موجهة إلى الشباب في القنوات التلفزيونية المغربية، لذا فنحن نحاول رغم الإمكانات المادية والتقنية تقديم منتوج إعلامي يعالج قضايا الشباب بشكل يعتمد قوة الفكرة وبساطة المضمون وخطابا قريبا من الشباب" بلغة فايسبوك "أثارتني في البداية عناوين الفيديوهات والقناة، (ديكونيكطا ساعة، عطي البلوس) وهي تعابير تنهل من الكلمات الأجنبية والعامية المستخدمة خصوصا على مواقع التواصل الاجتماعي" هكذا علق على المبادرة كريم بابا الباحث في الدراما والملتيميديا، موضحا في حديثه ل"هنا صوتك" أن "اختيار هذه التعبيرات يساعد أكثر على الاقتراب من فئة الشباب وتحقيق الانتشار" وبخصوص فكرة (3ti l'plus) قال بابا "إنها مبادرة جيدة لاستغلال منصة الانترنت، وترويج القيم الإيجابية عبر الدراما" مضيفا أن "نجاح تجارب كهذه يظل رهينا بدعم شركاء آخرين ممن يؤمنون بالاستثمار في الوسيط الرقمي من أجل إنتاج مواد تربوية ترفيهية" إلى التلفزيون ويتساءل يوسف شبعة وهو كاتب رأي، "لماذا لا ينقل التلفزيون المغربي برامج مثل هذه؟ للأسف التلفزيون المغربي ورغم أنه يمول من ضرائب المواطنين، يفترض أن يقدم خدمة عمومية من أساسياتها التوعية، إلا أنه لا يقدم لنا سوى برامج الجريمة والمسلسلات الرديئة " وختم يوسف حديثه ل"هنا صوتك" بالقول "أعتقد أننا بحاجة أكثر إلى مواد إعلامية تحفز على القيم الإيجابية، كبر الوالدين وعمل المعروف بدل برامج الاستهلاك..".