تطوان - هند السباعي الإدريسي (*): أكثر من 15.200 مستمع لأغنية "هاك آ ماما" في أقل من أسبوع على طرحها عبر "ساوند كلاود". أغنية من التراث الفني اليهودي المغربي القديم أعاد غناءها الشاب فيصل عزيزي، ابن مدينة تطونن خريج المعهد العالي للفنون المسرحية والأنشطة الثقافية. مغرب تمازج الثقافات يقول فيصل عزيزي ل"هنا صوتك" عن فكرة إعادة غناء "هاك آ ماما": "اكتشفت هذه الأغنية الرائعة عندما اشتغلت مع المخرج المسرحي محمد زهير في النسخة الجديدة لمسرحية "الحراز" كممثل و مغن. ففكرت في إعادة صياغتها في إطار مشروعي الموسيقي الجديد PROJECT AXEPT . وعن جذور الأغنية يقول فيصل: "حسب علمي، فالأصل الجغرافي لهذه الأغنية هو ملاح مدينة صفرو، كان اليهود يغنونها آنذاك في أوقات الفرحة والصخب. زهرة الفاسية، وهي فنانة مغربية يهودية من مدينة صفرو، اشتهرت بتأديتها في سنوات العشرينات من القرن الماضي، وبعدها غناها العديد من الفنانين". ويضيف فيصل عزيزي: "الموسيقى اليهودية المغربية تتميز بغناها على مستوى الألحان والتوزيع منذ القدم، وتوثق لمغرب امتاز برقي الكلمات وتعدد الأنماط وتمازج الثقافات. اهتمامي بهذا الموروث ابتدأ حينما تعمقت في الموسيقى الأندلسية والغرناطية. اكتشفت بأن الوجود اليهودي بالمغرب كان يثري الموسيقى والفنون بشكل عام بفضل معارفهم ومهنيتهم في المجال الفني ولتاريخهم العريق". الإبداع سر النجاح وعن إحياء الفن القديم علق فيصل: "هناك العديد من الفنانين الذين قاموا مؤخرا بتجديد أغان تراثية، هذا أمر جيد. غير أن التجديد يجب أن يكون مرفقا بالمسؤولية". ويضيف: "أعتقد أن التراث الموسيقي المغربي مادة فنية مركبة تخول لنا إنجاز أغان جد عصرية. التجديد ليس فقط إضافة مؤثرات عصرية عالمية، بل استنباط الحديث من الموروث. أنا لست ممن يحثون على إحياء التراث، بل أفضل الإبداعات الجديدة التي تستلهم افكارها من الحالي والقديم. وعن نجاح الأغنية، والإقبال الكبير علبها، خصوصا من الشباب، يقول فيصل ل" هنا صوتك": "الأغنية في شكلها الأصلي أغنية رائعة، كنت أشعر بأن تجديدها سيلقى إقبالا كبيرا، وهذا ما حدث. الآن، سنصورها VIDEO CLIP لإكمال جانبها الجمالي. و يختم فيصل: " أظن أن الفنان يجب أن يظل حرا في اختياراته ويستحسن ألا ينحصر في نمط أو ممارسة موسيقية واحدة. إذا رغب في تجديد موروث موسيقي معين، فيجب أن يدرس ذلك جيدا، إنه اجتهاد وتوثيق جديد لتاريخ فني".