المحكمة العليا الأمريكية تؤيد حظر تطبيق تيك توك    أفضل الوجهات السياحية في المغرب: دليل شامل لعام 2025    هل يفتح اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل و"حماس" أفقا للسلام الدائم؟    له موقف كراهية ضد المملكة.. الرباط تنفي أي صلة بمغربي موقوف بتهمة التجسس في ألمانيا    "كوديم" يتنفس الصعداء بهزم "الماط"    نيناتي: أمتن لدعم الملك لتنمية ليبيريا    السياقة الاستعراضية توقف شخصين    الدار البيضاء.. سفير الصين بالمغرب يدشن الاحتفالات بعيد الربيع الصيني    جهة الرباط-سلا-القنيطرة.. إطلاق خدمات سبعة مراكز صحية    إتقان اللغة الأمازيغية.. من السلطان محمد الثالث إلى ولي العهد مولاي الحسن: إرث ثقافي مستمر    بلاغ لوزارة الخارجية المغربية يشيد ب "وقف القتال والهجمات على المدنيين" في غزة    نور الدين أمرابط يرفض عرض الوداد ويُفضل العودة إلى إنجلترا    المغرب يرحب باتفاق وقف إطلاق النار في غزة ويؤكد على ضرورة التزام الأطراف بالسلام    المغرب يشيد باتفاق وقف إطلاق النار في غزة ويدعو لسلام دائم    إسرائيل تنشر قائمة بأسماء 95 معتقلا فلسطينيا ستفرج عنهم اعتبارا من الأحد    طقس السبت.. امطار وثلوج بعدد من مناطق المملكة    مراسلة لوزير الداخلية تضع جدولة زمنية لإخراج الشركات الجهوية المتعددة الخدمات لحيز الوجود    الجيش يفتقد 3 لاعبين أمام ماميلودي    فرق التجهيز تتدخل لفتح طريق مغلقة بسبب الثلوج بإقليم الحسيمة    جنيف.. مطالبات بتسليط الضوء على ضحايا الاختفاء القسري في تندوف    بورصة الدار البيضاء تنهي تداولاتها بالأحمر    شهادة تأمين "المسؤولية المدنية العشرية" أصبحت إجبارية للحصول على "رخصة السكن"    توقيف عنصر متطرف بتاوريرت يتبنى الفكر المتشدد لتنظيم «داعش» الإرهابي    المغاربة يتصدرون قائمة الأجانب المسجلين في الضمان الاجتماعي بإسبانيا    مجموعة مارتينيز أوتيرو الإسبانية تختار المغرب لفتح أول مصنع لها في الخارج    "بوحمرون" يجلب قلق ساكنة طنجة.. مسؤولون: الوضع تحت السيطرة    تخفيف ضريبي يرفع معاشات التقاعد    "أطاك" تنتقد لجوء الدولة إلى تكبيل الحق في ممارسة الإضراب    محمد الشوبي يشتكي الإقصاء من الاعمال التلفزيونية    كوت ديفوار تجدد التأكيد على موقفها الثابت الداعم للوحدة الترابية ولمغربية الصحراء    التأشيرة الالكترونية.. نتائج إيجابية على القطاع السياحي بالمغرب (وزارة)    فتح استثنائي لمعبر "زوج بغال"الحدودي بين المغرب والجزائر    انضمام الحارس المغربي أنس الزنيتي إلى الوصل الاماراتي    الهند وباكستان في طليعة المستفيدين من التأشيرة الإلكترونية المغربية.. إصدار أزيد من 385 ألف تأشيرة منذ 2022    مغاربة يحتفلون باتفاق غزة وينددون باستمرار الإبادة عقب صلاة الجمعة    أوريد يوقع بمرتيل كتابه "الإغراء الأخير للغرب: تداعيات الحرب على غزة"    وفاة الممثل المصري فكري صادق بعد صراع مع المرض    الدولي المغربي حمزة منديل ينضم إلى أريس سالونيكا اليوناني    السيتي يحصن هالاند بعقد "تاريخي"    وفاة جوان بلورايت نجمة المسرح والسينما البريطانية عن 95 عامًا    ارتفاع أسعار النفط في ظل مخاوف بشأن المعروض    قصة حب ومليون دولار.. تعليق من براد بيت على قصة الفرنسية التي خدعت بغرامه    الرجاء يعلن انطلاق عملية بيع تذاكر مباراته ضد مانييما    منع الجمهور التطواني من التنقل لمتابعة مقابلة النادي المكناسي    الصين تؤكد على التزامها الدائم بتعزيز التحول العالمي نحو اقتصاد منخفض الكربون    ‬"فيتش": البيئة تدعم البنوك المغربية    مزاد يثمن الفن التشكيلي بالبيضاء    حمودان يقدم لوحات فنية في طنجة    استطلاع هسبريس: المغاربة يفضلون "الكاش" على البطاقات البنكية    «نحو مغرب خال من السيدا بحلول 2030»: اليوم الدراسي للفريق الاشتراكي يسائل السياسات العمومية والمبادرات المدنية    تناول المضادات الحيوية بدون استشارة الطبيب..مختص يفرد التداعيات ل" رسالة 24 "    خبيرة توضح كيف يرتبط داء السيدا بأمراض الجهاز الهضمي..    HomePure Zayn من QNET يحدد معيارًا جديدًا للعيش الصحي    ثمود هوليود: أنطولوجيا النار والتطهير    الأمازيغية :اللغة الأم….«أسكاس امباركي»    ملفات ساخنة لعام 2025    أخذنا على حين ′′غزة′′!    الجمعية النسائية تنتقد كيفية تقديم اقتراحات المشروع الإصلاحي لمدونة الأسرة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تاريخ الخطاب الامازيغي الحلقة الثالثة 3/4

سنعرض لمفهوم و تاريخ الخطاب الامازيغي عبر أربع حلقات نخصص اولاها للتعريف بالخطاب الامازيغي فيما الثانية للخطاب الامازيغي في عهد الحماية الفرنسية و الثالة لفترة ما بعد الاستقلال الى حدود التسعينيات من القرن الماضي على أن تخصص الحلقة الاخيرة لمرحلة ما بعد التسعينيات

الحلقة الاولى:
اذا كان الخطاب هو ما يكلم شخص به غيره وقد يفيد الفصاحة والبيان أو الوعظ والإرشاد كما أسلفنا،فان الخطاب الامازيغي من الناحية اللغوية هو ذلك الوعظ أو الكلام الفصيح البين الذي لا لبس فيه يتم إيصاله سواء إلى الجماهير الشعبية أو الى المؤسسات الرسمية بطرق متنوعة قصد إحساسهم بالقضية الامازيغية .
أما في التناول الاصطلاحي للعبارة فيمكن القول أن الخطاب الامازيغي ” نسق من المفاهيم و مجموعة من التصورات حول المسألة الامازيغية تصدر من أفراد أو جماعات أو هيئات على شكل أقوال وأفعال واعية مسترسلة في الزمان بهدف خدمة القضية الامازيغية وتطوير مكتسباتها لغويا،ثقافيا و هوياتيا ،أشكال تهدف الى تحسيس وتحفيز الجماهير للانخراط في المد النضالي الأمازيغي قصد الضغط على المؤسسات الرسمية لتلبية مجموعة من المطالب التي تتنوع طبيعتها سياسية،حقوقية،اجتماعية،ثقافية...”(1).
وانطلاقا من هذا التعريف يمكن الوقوف على ثلاثة ركائز اساسية لهذا الخطاب نوردها كما يلي:
الاستمرارية : الخطاب الامازيغي حصيلة حوار فترة زمنية طويلة ومستمرة.صحيح أننا قد نجد صراعات واختلافات عبر مراحل التشكل، إلا أننا لا نستطيع أن ننفي أن الخطاب الامازيغي يحاول في كل مرة تحديد قاموس مشترك من الدلالات والمفاهيم الجديدة وتصريفها عبر ممارسة يومية مستمرة. الخطاب الامازيغي بكل شكل من الاشكال ليس ظاهرة مرحلية عابرة وليس حبيس ظرفية معينة ينتهي بنهايتها.
التعبئة :اذا كانت خطابات الحركات الاجتماعية تحمل في ثناياها خطابا إيديولوجيا تعبويا فان الخطاب الامازيغي لا يشكل استثناء بل انه أثبت قدرته على اكتساح قاعدة جماهيرية واسعة وكسر أو على الأقل زعزعة الكثير من الطابوهات رغم حداثته مقارنة بخطابات أخرى .
النسقية :”يمتاز الخطاب الامازيغي بالتماسك والتطابق بين مختلف المفاهيم والرؤى المتداولة فكل مفهوم يستدعي مفهوما آخر مكملا له وانطلاقا من هذه النسقية يتم إنتاج معرفة علمية موضوعية حول الامازيغية بكل مكوناتها اللغوية والهوياتية والتاريخية.
إن الآراء والمواقف التي يعبر عنها هذا الشخص أو ذاك ، هذه الجمعية أو تلك هي المحددة في البداية لملامح ما نسميه بالخطاب الأمازيغي سلبيا كان او ايجابيا وكل ما ينبغي فعله من طرف المتتبع هو النظر إلى هذه المتفاوتات باعتبارها ذلك الكل الذي يجمع بين أجزاء يكمل بعضها البعض الأخر ، بصرف النظر عما سيكون بينها من تفاوت تفرضها في بعض الأحيان ظروف معينة ، أن الأستاذ احمد عصيد فضل اختزاله في الوثائق والأدبيات الرسمية للحركة الأمازيغية ويستثني الآراء الشخصية وسلوكات الطلبة (2).
“لا ديمقراطية بدون إنصاف الامازيغية” كان شعار عدة فعاليات وتنظيمات مدنية مستقلة عن كل التلاوين السياسية السائدة والتي نادت و لا تزال تنادي بضرورة إحداث القطيعة مع التمييز بسبب اللون او الدين او اللغة،فعاليات استطاعت أن تنتج خطابا مرجعيا جديدا لم تكن تسعى من وراءه الى طرح نفسها بديلا عن باقي التنظيمات السائدة أو الإجابة عن كل التساؤلات التي تطرحها التجربة الراهنة بقدر ما لم تكن تتوخى أكثر من المساهمة من موقعها في تفعيل الإنتقال الديمقراطي والإنفتاح على أفق الحداثة الذي سيحرر كل الخطابات من الأصولية والوصولية و هوالاسلوب الوحيد لوقف الحيف والتهميش و النظرة الاحادية التأحيدية وبالتالي طرح الاختلاف و التعايش خارج الأفكار الإنغلاقية والظلامية ،ليظل بذلك ظهور الخطاب الامازيغي في الساحة الثقافية المغربية طفرة نوعية على مستوى الخطاب الفكري.
من هنا كان يمكن القول أن الخطاب الأمازيغي في شموليته خطاب نقدي جاء كنتيجة طبيعية و حتمية لمجموعة من الأخطاء القاتلة التي لا تقر بالاساليب الحداثية في الحياة الإجتماعية والممارسة من قبل التيارات السياسية ذات النزعة الاحادية وبعض الجمعيات المفبركة التابعة لها ذات التوجه الاقصائي و التي تعيش الترف الفكري ولا تدخر جهدا في تنصيب نفسها المالكة الوحيدة للشرعية والمصداقية. وضع اظطر معه الخطاب الامازيغي أن يفكر في كيفية مواجهة هذا المد “التضليلي” و الإحتجاج الحضاري ضد الإقصاء الممنهج من طرف التحالفات السائدة التي قادت البلاد الى موت حقيقي.
ان الخطاب الامازيغي حسب أدبيات المناضلين الامازيغ يتأسس على مبادئ اساسية تنطلق من مرجعية أساسية محورها الآني والمستقبلي: إعادة الإعتبار للإنسان والمجال والتاريخ والهوية والثقافة واللغة دون أي ميز يذكر،و ذلك لتصحيح المسار السياسي والتاريخي الذي موقعته المفاهيم الكلاسيكية خارج سياقاته الموضوعية وبنياته الفكرية التي تستمد مرجعيتها من العرف الإجتماعي .وجدير بالذكر أن المنطلق الفكري لهذا الخطاب لا يخرج عن الحداثة والديمقراطية والتصورات الواقعية التي تستهدف إقالة الفكر الشعبوي وإقامة المجتمع المدني كفضاء للإختلاف والتعبير الحر الذي يظل رهانا غير يسير ادراكه في ظل سيادة نمط من التفكير التقليداني و طغيان البراكماتية و الميكيافيلية.من هذا المنطلق الإنساني كانت تتسع خريطة الخطاب الامازيغي في صفوف الجماهير التواقة لإنعتاق والحرية وهو خطاب لا علاقة له بالإيديولوجية التي لا تخدم الإنسانية ولا ترعى السلم الاجتماعي.
وكما أسلفنا اذا،إن كان الخطاب الامازيغي لايطرح نفسه بديلا عن الكيانات الفكرية و المرجعية الاخرى،بل انه -كما نراه- في بحث مستمر عن من سيتعاون معه لتحقيق الإنتقال الديمقراطي وكيف سيجعل من الصراع الحقوقي والثقافي والديمقراطي سبيلا الى تحقيق المجتمع المدني ودولة المؤسسات
و هو ما يفرض تجاوز الخلافات والقبول بالاختلاف و التحرر من شوائب الذات القاتلة. فالمشهد السياسي بالمغرب أمام حتمية احترام الخصوصيات الثقافية واللغوية والتاريخية للمغاربة ان كان يريد لنفسه مكانا في الشارع المغربي.وضع يجرنا الى القول أن آن الأوان أن نتساءل:
إلى متى سيظل الحرج يلازمنا كلما تناولنا الخطاب الأمازيغي ؟؟؟
(1) “مجدي مجيد” : “الصراعات الطبقية منذ الاستقلال”, 1987 منشورات “حوار” بروتردام بهولندا.
. (2) أحمد عصيد : مجلة نوافذ عدد17|18 غشت2002

********************************************
الحلقة الثانية
بعد أن خصصنا الحلقة الاولى للتعريف بالخطاب الامازيغي سنعرض في هذه الحلقة (الثانية) للخطاب الامازيغي في عهد الحماية الفرنسية على أن نتطرق في الثالثة لفترة ما بعد الاستقلال الى حدود التسعينيات من القرن الماضي ،أما الحلقة الاخيرة فسنتناول فيها مرحلة ما بعد التسعينيات
منذ ظهور بوادرها و ارهاصاتها الاولية إلى اليوم، حققت الحركة الأمازيغية منجزات كثيرة وهامة لصالح الأمازيغية، خصوصا أنها استطاعت أن تفرض، بنضالها ومطالبها وخطابها الجديد، على السلطة الرسمية بالمغرب التعامل مع الأمازيغية كقضية جدية تضعها ضمن الملفات الساخنة. ان ما يميز الحركة الأمازيغية و خطابها أنها تسير في اتجاه تصاعدي متقدم بشكل مطرد على عكس ما نجده في حركات فكرية و أيديولوجية أخرى تكون موسمية وعابرة .فهي تستفيد من مراكمة الانجازات مما سيتضح خصوصا مع القاء نظرة على تاريخ الخطاب الامازيغي لدى هذه الحركة المجتمعية.
يعتبر الكثير من النشطاء الامازيغ معاهدة الحماية لسنة 1912 غطاءا شرعيا لتدمير البنيات الاجتماعية و الثقافية الأمازيغية،حيث أن المرحلة الاولى تميزت بسياسة إفقار الأمازيغ حيث جردوا من ممتلكاتهم الجماعية، في حين أنه في مرحلة موالية جاء دور الأمازيغية كهوية ولغة وثقافة.
تميزت مرحلة ما قبل الاستقلال أو عهد الحماية الفرنسية و التدمير العسكري للمعالم الامازيغية و سعى الاستعمار الفرنسي للنظم و القيم الأمازيغية.فمع توقيع معاهدة الحماية سنة 1912 ، و الى حدود 1933 ، تاريخ سقوط آخر معاقل المقاومة الشعبية المسلحة بالجنوب الشرقي وغرب الأطلس الصغير.
تم تدمير للبنيات السوسيوثقافية والاقتصادية والسياسية للقبائل الأمازيغية عسكريا ، و على طول البلاد بدون استثناء، لأنها، اختارت مواجهة سلطات الحماية و لم تستسلم للاحتلال الا بعد الهزائم العسكرية.
و على الرغم من كون القبائل الامازيغية منهكة عسكريا واقتصاديا وسياسيا وثقافيا خلال تلط المرحلة، تشبث بمقوماتها الحضارية العريقة ، وضع استغلته الأرستقراطية المدينية لتحقيق مكاسب سياسية ذات بعد استراتيجي بايعاز من شخصيات سياسية أجنبية "شقيقة"، و قد كان إصدار الظهير الشريف ل 16 ماي 1930، المنظم لسير العدالة بالقبائل ذات الأعراف الأمازيغية، مناسبة للتخوين وللتلفيق هدفت بشكل مباشر أو غير مباشر الى إقصاء الامازيغية بمفهومها الشامل من الحقل السياسي، وتكريس عزلتها عن الانخراط في دينامكية العالم المتحرك. لقد تعمدت، عن وعي، أن تقدم "البربر" في صورة المرتدين عن الإسلام لاعتناق المسيحية. ترددت أصداء تلك الحملة المضللة في أرجاء العالم الإسلامي، المحسوب عليه المغرب آنذاك، من الناحية الجيوستراتيجية، فلم يتأثر أحد لما كان يتعرض له "البربر" من التدمير والإبادة (ستمائة ألف شهيد). اشتد الحصار على القبائل الأمازيغية وانطوى الناس على أنفسهم، لا يجدون سندا يعولون عليه لفضح جرائم الاستعمار أمام الرأي العام الدولي(1). وفي ذات السياق،و في اطارالنوايا السياسة الاستعمارية بخصوص تعليم "البربر"، أصدر روني أولوج، وهو واحد من منظري "السياسة البربرية الفرنسية"، في كتاب له بعنوان "آخر أبناء الظل"، "حذر فيه فرنسا، في معرض حديثه عن سكان الأطلس الكبير، من ارتكاب خطأ فادح إن هي حاولت تثقيف أبناء تلك المناطق، ناصحا إياها بالاكتفاء بمدهم بالنعال والمحاريث بدل منحهم الشهادات، معتبرا أن البربري بدائي وينبغي التعامل معه على أساس هذه الحقيقة والتحدث معه عن الغنم والشعير والسكر والشاي بدل التعليم، لأنه إذا تثقف سيصبح من الصعب إرجاعه إلى الأشغال الفلاحية أو حانوت أبيه(2).
و هكذا خصصت سلطات الحماية، في الثلاثينيات، إعدادية واحدة بآزرو لكل الأطفال الأمازيغ، في حين تمت إقامة ثانويات في عدد من المدن المغربية و ان كانت ساكنتها لا تتجاوز عشر السكان. سياسة عنصرية إقصائية تمت بشكل جلي بناء على أساس الموقف من معاهدة الحماية. فقد كان أول فوج اجتاز البكالوريا في فاس سنة 1926، بينما كان أول تلميذ أمازيغي وحيد، حصل على البكالوريا سنة 1949، بفاس، بعد طرده من إعدادية آزرو، عقابا له على التحريض على إضراب التلاميذ سنة 1944. وقد تأكدت نتائج هذه السياسة العنصرية سنة 1956 ، حيث تم إحصاء 500 (خمسمائة) خريج من الجامعة بالمدن، مقابل 6 (ستة) أمازيغ فقط.
لم تكن المعرفة العلمية وحدها السلاح الوحيد للاستعمار الفرنسي بل كان التدمير العسكري الاستعماري ، كانت حصيلة 22 سنة من حرب للامكانات الاقتصادية والمؤهلات البشرية للقبائل ، اذ تم تجريدها من السيادة على مواردها الطبيعية،و استولت السلطات الاستعمارية على أفضل الأراضي والمياه و باقي الثروات، و أسست لمصطلح "المغرب غير النافع" عبر تهميش هذه المناطق وعزلها داخل بنيات بدائية .
بعد القضاء اذا على النظم الامازيغية، آن الاوان لنظام جديد أن يحل محلها، نظام يتجاذبه خطاب أوروبي حداثي من جهة ، "يسعى" الى ترقية البربر حضاريا، و آخر عروبي مشرقي، يريد "تخليص" عقيدة البربر من بقايا الوثنية وحمايتها من التبشير المسيحي. بينما نجد الخطابين يشتركان في السعي إلى اجتثاث جذور الأمازيغية المترسخة في ضمير و أذهان أهلها.
بعد مرحلة المقاومة المسلحة للاستعمار الفرنسي، و في الشق السياسي ،توج أبناء الأسر الأرستقراطية معاهدة الحماية بشغل الفراغ السياسي الذي خلفه تدميرالنظم و القبائل الأمازيغية وتنحيتها بشكل نهائي من الحياة السياسية ، و عرفت سنة 1934 تأسيس أول حزب مغربي "راسل" سلطات الحماية بخصوص إصلاحات، في المجال الاقتصادي والاجتماعي والسياسي والإداري والثقافي.
ففي المجال الثقافي الذي يهمنا أكثر من غيره،هنا، ألح هذا التنظيم على ضرورة احترام الوحدة الوطنية المغربية التي تم اختزالها في الهوية الثقافية العربية الإسلامية ،في أبشع صورتجاهل و إقصاء الأمازيغية.لكن نظام الحماية فقد غطاء الشرعية بعد الانقسام داخل الجسم المغربي حيث انقسم الشعب و النخب المغربية مما أدى الى نفي السلطان و فتح أبواب المقاومة المسلحة من جديد أمام الشعب المغربي.
في سنة 1955 ،و بعد ورود تقارير حول عزم القبائل العودة الى حمل السلاح فتحت السلطات الفرنسية، ما بين 22 و27 غشت 1955 مفاوضات مع ممثلي الحزب الذي أسس سنة 1934 رغم انقسامه الداخلي قصد قولبة المستقبل السياسي للمغرب في غياب السلطان المغربي المنفي.مفاوضات تم على اثرها الانتقال من نظام الحماية حيث كانت الرسمية من نصيب اللغة الفرنسية والحضارة من نصيب ثقافتها، إلى نظام يربط الوحدة الوطنية المغربية بالهوية الثقافية العربية الإسلامية و اللغة العربية لتسجل بذلك أولى لبنات الإقصاء الرسمي للأمازيغية لما بعد الحماية.
(1) ارضية الاختيار الأمازيغي طبعة المعارف الجديدة 2007.ص 9
(2) نفس المرجع ص 10
********************************************************
الحلقة الثالثة:
بعد نشر الحلقتين الاولى و الثانية،نخصص الحلقة الثالثة من الخطاب الامازيغي لفترة ما بعد الاستقلال الى حدود التسعينيات من القرن الماضي ،على أن تكون الحلقة الاخيرة خاصة بمرحلة ما بعد التسعينيات لفترة ما بعد الاستقلال
عرفت الطموحات السياسية الأمازيغية بعد الاستقلال اجهاضا تاما خاصة ما بين 1956 و 1959 .فبعد رحيل المستعمر الفرنسي ابان الاستقلال الشكلي الذي جاء وفق شروط سياسية محددة، تولت النخب المدينية مراكز القرار وتحكمت فيه، فقامت بتوزيع الثروات الاقتصادية المسترجعة لصالح فئات معينة و ظل المغرب غير النافع في شرود تام يعيش حياة بدائية في شتى المجالات البشرية والاقتصادية والاجتماعية،مما ولد لدى الساكنة شعورا بالتذمر و اليأس توج بمواجهات ضد هذه الممارسات خاصة في المناطق ذات الاغلبية الامازيغية.ليتهم هؤلاء بخيانة الوطن و السعي الى الفرقة مما فتح الباب امام مسلسل من الاعتقالات والمحاكمات في الأطلس المتوسط والجنوب الشرقي، خلال سنوات 1957 و1958 و1959، ثم حملة عسكرية دامية بالريف سنة 1958.
لم يقتصر الاقصاء على الجوانب الاقتصادية و الاجتماعية بل حتى اللغوية و الثقافية،حيث كانت السياسة الرسمية للدولة تستمد خططها من أرضية 1934 التي عبرت بصريح العبارة عن عدائها للأمازيغية و استمات مهندسوها في الدعوة الى ضرورة إبادة "اللهجات البربرية".، وسنة 1959 و في اطار تفعيل سياسة الإقصاء هذه، أعدت الدولة مخططات لتعريب التعليم والإدارة والحياة العامة.خطوة سعى بها أصحابها الى ربط المغرب ب"العالم العربي" و أصبح كل من يشكك في هذا الطرح محل تخوين، إنها بداية عهد التكتم والتقية و نهاية الامل في الوجود .
من جانب آخر شهد المغرب ما بين سنتي 1971 و 1972 أحداثا سياسية مروعة تجلت في محاولتين انقلابيتين فاشلتين للاستيلاء على السلطة كان جل قادتهما من أصول أمازيغية، كما شهدت سنة 1973 "انتفاضة شعبية مسلحة "،خطط لها التيار البعثي مستغلا أجواء اليأس و التذمر التي خلفها تدهور الاوضاع الاجتماعية للساكنة، فتفجرت الشرارة الاولى كذلك في مناطق محسوبة على الامازيغ مما حمل الامازيغية وزر كل ما وقع خلال هذه السنوات،ولم يجد أعداء الهوية الأمازيغية بالمغرب أي صعوبة في ربط الامازيغ بمصدر الخطر على استقرار النظام.
و كنتيجة لهذا التأويل المغرض للأحداث،تم ابعاد الأطر الأمازيغية من المناصب السامية والدوائر المحيطة بالملك،فأصبحت الهوية الأمازيغية، خاصة في الحواضر تهمة بالتفرقة، والدعوة لها محاولة لإحياء "الظهير البربري" وعمالة للصهيونية والإمبريالية وغيرها من التلفيقات التي تعود عليها الخصوم السياسيون.و قد ظل اشراك النخب السياسية الأمازيغية في العمل السياسي رهينا بما تحققه من حشد الدعم للمخططات الرسمية.
على خلفية كل هذه المستجدات ، تم تسجيل تطور نوعي في التعبير عن الوعي الهوياتي بين النخب المثقفة الأمازيغية،مما أثار حفيظة التيار العروبي الذي توافق مع القصر على ضرورة التفكير في إقامة مؤسسات دستورية تستطيع بناء مغرب مرتبط ب"الأمة العربية"، و تكفل تحويل الامازيغ إلى أقلية، يسهل امتصاصها في وطن يمتد من الخليج إلى المحيط، مؤسسات توحد المغرب على أساس العروبة والإسلام.
و خلال النصف الاخير من ستينيات القرن الماضي، فيما يخص الشق التنموي ، ظهرت الطلائع الأولى للنخبة الأمازيغية المثقفة ،وبحكم احتكاكها بالواقع السائد آنذاك، وقفت على أن ما كان يعرف ب"المغرب غير النافع" يعاني نقصا حادا من حيث التجهيزات الأساسية في المجالات التنموية كما أنه لم يمكن محل اهتمام ضمن مخططات الدولة التي تجاهلته،حقيقة اكتشفتها هذه النخبة الأمازيغية التي اصطدمت بحقيقة و حجم الفوارق و صدمت لكون المناطق التي تنحدر منها مجرد مصدر لليد العاملة والثروات الطبيعية.
وعلى الواجهة الثقافية، تم تسريع وتيرة التعريب في التعليم والإدارة ووسائل الاتصال السمعي البصري خلال منتصف السبعينيات، ، يدعمها خطاب رسمي يعتبر الثقافة المغربية جزءا لا يتجزأمن المنظومة الثقافية العربية المشرقية. لم يقف الامر عند هذا الحد بل ان سياسة المغرب الخارجية كانت تصب دائما في مصالح الشرق الأوسط، مما أضطر بشكل كبير بالدبلوماسية المغربية التي طبعتها التناقضات .
وكخلاصة لكل ما قيل،ننتهي الى أن إقصاء الأمازيغية، من الفضاء الرسمي للدولة المغربية ،انما هو نتاج تدبير سياسي منهج و هادف،وفق خطوات دشنها توقيع معاهدة الحماية سنة 1912. و بعد الاستقلال، امتدت آثاره لتشمل المقومات الهوياتية التي تضررت بشكل مهول وكبير. لقد كانت الآثار الاجتماعية والسياسية والإيديولوجية لكل هذه الوقائع على فكر الفعاليات الأمازيغية المثقفة، و التي دشنت صحوتها بانطلاق حركة فكرية وفنية أمازيغية وضع أسسها ثلة من رواد الحركة الأمازيغية. فعلى سبيل المثال، عمل اللسانيون الأمازيغيون، وعلى رأسهم بوجمعة هباز، على تأكيد وحدة اللغة الأمازيغية، وفق قواعد العلوم اللسانية. و بهذا، كانوا يتصدون للإيديولوجية الاستعمارية التي تقسم هذه اللغة إلى لهجات متعددة، تتخذها ذريعة لتزكية تقسيم السكان إلى اتحادات وقبائل وعشائر، يحتل كل منها مجالا لغويا واقتصاديا محددا، تحت وصاية الإدارة الاستعمارية. (1). وكانت الدراسات التاريخية بدورها مفتاحا للتعريف بالقضية الأمازيغية، التي تضرب بجذورها في العصور القديمة إلى تجلياتها اللغوية والثقافية الحاضرة في الحياة اليومية للمغاربة.
هذا وقد تم تجاهل الخصوصية الأمازيغية في التحليل التاريخي نظرا لكون ما كتب عن تاريخ المغرب كان من عمل الباحثين الأجانب الذين سعوا الى قولبة التاريخ وفق مصالحهم القومية،مما دفع الباحثين الأمازيغ يتقدمهم المرحوم صدقي علي أزايكو الى وضع مقاربة جديدة تتحرى الموضوعية في تحليل تاريخ المغرب تعتمد مختلف المصادر والوثائق التي يقرها المنهج العلمي، لإبراز حقيقة العديد من الوقائع والأحداث التاريخية، بعد تخليصها من الأساطير والتأويلات الإيديولوجية (2).
لم يكن اذا أمام الأمازيغ أبناء المقاومين، اللذين دخلوا المدارس الحديثة وتخرجوا عبر برامج التعريب القسري والإجباري، الا أن يعملوا بتؤدة وروية و عبر محطات للتأسيس لنضج فكري من أجل إعادة الاعتبار لتاريخهم وهويتهم وثقافتهم الأمازيغية. فكانت البداية

بالعمل الجمعوي،و ان كانت سبقته بعض البوادر الاولى لظهور الخطاب الامازيغي الحديث،حيث نشر محمد شفيق(3) مقالاته في مجلة آفاق،مجلة اتحاد كتاب المغرب،سنة 1965 تحت عنوان "حول تراثنا المجهول"،فتأسست الجمعية المغربية للبحث والتبادل الثقافيAMREC بالرباط يوم 10نونبر سنة 1967 كجمعية تهتم بالتراث موظفة مصطلحي الثقافة و التراث الشعبيين وتعمل على محو الأمية و اصدار منشورات توزع باليد ("أراتن" 1974سنة ثم "التبادل الثقافي" سنة 1978) خاصة مع بلورة وعي وخطاب أمازيغي جذري أوسع عبر تأسيس الأكاديمية الأمازيغية بباريس من طرف المناضلين الأمازيغ من أصول قبائلية من المهاجرين بفرنسا يتقدمهم موحند باسعود أعراب (4) هذه الأكاديمية التي عملت على تجديد وإعادة إحياء حروف تيفيناغ الجديدة ونشرها على نطاق واسع، وتعبئة قوى جماهيرية واسعة خاصة في الجزائر والمغرب، هذا الأخير الذي تميزت نهاية السبعينات بميلاد مجموعة من الجمعيات الثقافية من قبيل الجمعية الجديدة للثقافة والفنون الشعبية بالرباط يوم 16 اكتوبر من سنة 1978 وجمعية الانطلاقة الثقافية بالناظور وجمعية الجامعة الصيفية بأكادير وجمعية أمازيغ التي أسسها بمعية آخرين المرحوم علي صدقي أزايكو، الذي سيكون أول معتقل سياسي أمازيغي إثر اعتقاله بعد نشره لمقاله "من أجل مفهوم حقيقي لهويتنا الوطنية". كما صادق مجلس النواب المغربي في ذات السنة على ملف "معهد الأبحاث والدراسات الامازيغية" الذي لم يكتب له الوجود الفعلي.
هكذا كان الخطاب الامازيغي المتمركز حول الثقافة الشعبية ما بين منتصف الستينات و و أواخر السبعينات خطابا منخرطا في عصره،يروم الدفاع عن الامازيغية عبرآليات الخطاب الثوري السائد آنذاك (5).و استطاع أن يقوم باعادة تأسيس عدد من المفاهيم التي كانت مستعملة من قبل لدى "الحركة الوطنية" و التي تبناها الخطاب الرسمي بعد الاستقلال لتتخذ الهوية و الوطنية و الوحدة و اللغةو الثقافة و التاريخ طابعا تعدديا منفتحا بعد أن كانت مختزلة في البعد العربي-الاسلامي.(6).
لقد ارتبطت سنة 1980 بمجموعة من الأحداث التي يمكن اعتبارها بداية أساسية لحركة ثقافية امازيغية نشيطة خاصة في الشقيقة الجزائر،أحداث أرخت بظلالها على الحركة الامازيغية بالمغرب كذلك حيث شهدت السنة أول مجلة امازيغية وهي مجلة "امازيغ" لكن بعد صدور العدد الأول واستعدادا للعدد الثاني طالها قرار المنع حيث تم اعتقال الأستاذ علي صدفي ازايكو لمدة سنة بسجن باب لعلو وهذا بسبب مقال له بالمجلة.وكانت الدورة الأولى لجمعية الجامعة الصيفية سنة 1980 بأكادير أول مناسبة لبروز علني للخطاب الأمازيغي في شكل ندوة وطنية،ليتم بعدها منع الدورة الثانية للجامعة الصيفية بأكادير سنة 1982، وتدشن فترة الكمون و الجمود الذي طبع نشاط الحركة الجمعوية الأمازيغية على غرار الجمود العام الذي طبع الحياة السياسية المغربية طيلة عقد الثمانينات،و حوصرت أنشطة جمعية الجامعة الصيفية الى حدود سنة 1988 حيث تم استئناف النشاط الأمازيغي مع مطلع التسعينات.
هوامش:
(23) ارضية الاختيار الأمازيغي طبعة المعارف الجديدة 2007.ص 17 و 18
(24) المرجع نفسه ص 18
(3) يعتبر محمد شفيق الأب الروحي للحركة الثقافية الأمازيغية بالمغرب، وإحدى أهم الشخصيات الثقافية المغربية خصوصا، والأمازيغية عموما، في عصر ما بعد الاستعمار. كان مستشارا للملك الحسن الثاني. وأصبح أول عميد للمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية بالرباط.ولد محمد شفيق يوم 17 سبتمبر 1926 ب أيت سادن بنواحي فاس،درس في مدينة أزرو وحصل على الإجازة في التاريخ وشهادة في التفتيش التربوي.وفي عام 1959 عين مفتشا عاما للتعليم ثم مساعدا للتعليم عام 1969، وفي نوفمبر 1971 عين كاتبا للدولة لدى الوزير الأول ثم مكلفا لدى الديوان الملكي، وعضوا في أكاديمية المملكة المغربية.وعين عميدا للمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية يوم 17 أكتوبر2001 حتى عام 2003 حيث عين مكانه أحمد بوكوس.وكان هو من حرر " البيان الأمازيغي " الذي وقع عليه 229 من النخبة الأمازيغية. ويدعو البيان لإعادة الاعتبار إلى اللغة والثقافة والهوية الأمازيغية وإلى إصلاح التعليم وكتابة التاريخ المغربي من جديد، وتوظيف الناطقين بالأمازيغية في الأجهزة الإدارية. وسلم هذا البيان إلى الملك محمد السادس في عيد العرش عام 2001.
(4) مناضل وطني جزائري خلال حرب الجزائر ومناضل من أجل القضية الأمازيغية.المؤسس الرئيس الأكاديمية البربرية أكراو ايمازيغن. ولد يوم 24 ديسمبر 1924 بتكمونت الجديد بقرية 'الودية' بالقبائل الجزائرية.تشبع بالايديولوجية الوطنية الاستقلالية لمنظمة نجم شمال ايفريقيا التي تأسست بباريس عام 1926 من طرف مجموعة من المناضلين والنقابيين القبايليين مثل عمار أماش وسي جيلاني وايت تودرت وبونون..منذ يناير 1955 عينه كريم بلقاسم مسؤولا عن منطقة القبائل وأصبح ضابطا حيث كان ناشطا بالولاية الثالثة ثم بالعاصمة الجزائر قبل أن يلتحق بالمغرب.بعد الاستقلال أصبح من أكبر معارضي النظام العسكري الناشيء وقياديا بمقاومي حزب جبهة القوى الاشتراكية من 1963 إلى 1965.ثم نفي إلى فرنسا حيث أسس عام 1966 بمعية أكاديميين ومثقفين أمازيغيين -مثل محمد أركون والطاوس عمروش -الأكاديمية البربرية من أجل الدفاع عن القضية الأمازيغية.عام 1978 ابلغت فرنسا موحاند رغبتها في مغادرته لترابها ومنعت الأكاديمية البربرية.استقر موحاند بإنجلترا إلى عودته إلى القبائل عام 1997 حيث خاض نضالا مريرا من أجل منحه جواز سفر وبطاقة مقاوم.بعد إصابته بمرض باركنسون عاد إلى بريطانيا من أجل التدواي إلى أن وافته المنية يوم 1 يناير 2002 ودفن بقرية أكاودج بتيزي وزو وحضر جنازته العديد من الشخصيات السياسية والثقافية الجزائرية.موحاند هو من وضع تصميم العلم الأمازيغي. وله كتب عديدة حول الأمازيغية.
(5) Voir Hassan Rachiq ,Usages de l'identité Amazigh au Maroc
(6) أسئلة الثقافة و الهوية في المغرب المعاصر لأحمد عصيد الرباط 2002


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.