span style="'color:" black; font-family: "Tahoma","sans-serif"; font-size: 10pt; mso-fareast-font-family: "Times New Roman"; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: EN-US; mso-bidi-language: AR-SA;' dir="RTL" lang="AR-SA"كثيرا ما روجت بروباغوندا القومية العربية، منذ أيام إذاعة "صوت العرب" الشهيرة،إلى المجلات السعودية الفاخرة،لمصطلح "الأمة العربية من المحيط إلى الخليج" وذلك إبان ازدهار الفكر القومي العربي الذي لم يكن سوى ثمرة من ثمار مخططات الإمبريالية العالمية التي كان شغلها الشاغل تفكيك الإمبراطورية العثمانية،حيث سهر لورنس العرب بتكليف من ماكماهون على تشجيع الثورة العربية على الأتراك،لتبدأ بذلك جذوة القومية العربية في الاشتعال،ويزداد لهيبها مع ثورة الضباط الأحرار بمصر الذين أعطوا ذلك الفكر القومي مسحة اشتراكية ثورية،أمسك مشعلها من بعدهم حزب البعث بشقيه في سوريا والعراق span style="'color:" black; font-family: "Tahoma","sans-serif"; font-size: 10pt; mso-fareast-font-family: "Times New Roman"; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: EN-US; mso-bidi-language: AR-SA;' . ورغم عدم اتفاقي مع إدخال دول شمال إفريقيا تحت يافطة شعار "الأمة العربية من المحيط إلى الخليج" لقناعتي أن الإسلام لا يعني بتاتا إلحاق حضارات مختلفة غير عربية كالأمازيغ والفرس و الأتراك والأكراد وغيرهم بالعرق العربي واحتوا ئها في إطار أيديولوجية عرقية ضيقة كان لمسيحيي لبنان،من أمثال ميشيل عفلق، الدور الأكبر في تبلور محدداتها.رغم عدم اتفاقي مع ذلك الشعار أو تلك المقولة أجدني مرغما على استعارتها لأناقش على ضوئها القرار الأخير لمجلس التعاون الخليجي الذي قرر دعوة المغرب إلى الانضمام لعضويته،وذلك في خطوة فاجأ ت الجميع وجعلت الأسئلة تطرح وتتناسل، وتجعل الحصيف من الناس يمحص الأمر،فمن خلال استحضار المتغيرات التي عرفتها بداية سنة2011 يمكننا استحضار سياقين صاحبا هذه "المبادرة" الخليجية : السياق الأول:ما تعرفه دول شمال إفريقيا أو المغرب الكبير ومعها دول الشرق الأوسط من ثورات شعبية،انطلقت من تونس لتزلزل كيان الكثير من الدول العربية بما في ذلك بعض الدول البترولية الغنية،حيث تارث الجماهير في البحرين وتظاهر بعض السعوديين في سابقة من نوعها بالمملكة،بينما استبقت الإمارات العربية الأحداث باعتقالها أحد المدونين الإماراتيين،مما جعل دول الخليج تحس أنها ليست بمنأى عن رياح التغيير القوية وبالتالي فهي في حاجة لقوى جديدة تدعم "درع الجزيرة. ". السياق الثاني:سقوط نظام مبارك بمصر وظهور تحولات في مواقف مصر ما بعد الثورة،تجاه العلاقة مع إسرائيل والموقف من الفصائل الفلسطينية من جهة ووصول تحالف حزب الله الموالي لإيران إلى الحكم في لبنان وسقوط تيار السعودية هناك بموازاة مع تنامي القوة العسكرية لإيران من جهة أخرى...وهي العوامل التي جعلت دول الخليج تحس بأن الخطر يداهمها من جانب إيران ومن جانب شعوبها على السواء . في ظل هذين السياقين الذين طبعا بداية هذه السنة التي لاتزال حبلى بالمفاجآت،فإن دول الخليج العربي وجدت نفسها وحيدة في ظل تساقط أنظمة ما كان يسمى ب "محور الاعتدال" الذي لم يتبقى منه سوى الأردن والمغرب،فسارعت بذلك إلى دعوة هذين البلدين إلى الانضمام إلى مجلس التعاون الخليجي وذلك بغية تحقيق هدفين أولهما: مواجهة المد الإيراني المتجسد في التواجد القوي للشيعة بالعراق والبحرين،وكذا في ما أبانت عنه إيران من أطماع في الأراضي الإماراتية،و نشرها التشيع الذي يعتبر حصان طروادة التي تختبئ داخله الطموحات السياسية الإيرانية.أما الهدف الثاني فهو بدون شك تقوية حلف الدول الخليجية وتوسيعه للوقوف في وجه "التسونامي الشعبي" الذي انطلق من تونس كما أسلفنا،ولازالت أمواجه متلاطمة بشكل قوي في سوريا وليبيا و اليمن،فيما وصلت هزاته الارتدادية و بعض من أمواجه إلى بلدان أخرى . الآن وقد جاء رد المغرب لبقا،وجعل الخليجيين يفهمون أن من أولوياته الارتباط بدول محيطه الإقليمي بالأساس وهي دول المغرب الكبير،يجعلنا نتساءل لو انضم المغرب فعلا إلى مجلس التعاون الخليجي،هل سيردد الخليجيون شعارا جديدا:الأمة العربية من الخليج إلى الخليج،مادام المغرب سيصبح بلدا خليجيا؟قد يفعلون ذلك،مادام الصراع بينهم وبين إيران التي تسمي الخليج الذي يرونه عربيا بالخليج الفارسي،صراعا إيديولوجيا،بل إنه غالبا ما يتم تحويره إلى صراع قومي،خاصة خلال أيام حزب البعث العراقي الذي شبه زعيمه صدام حربه على إيران بالقادسية،التي حارب خلالها العرب المسلمون إمبراطورية فارس