كل المكبرات تؤذن ، كل الإذاعات والصحف تدعونا إلى الرحيل. جميع الناس يحملون أغراضهم, شباب نساء وأطفال، الكل يجري دون توقف و لا التفات، الخلف وطن، سجن و قضبان، يأس و عذاب. أما الحلم فيرسم لكل منا خريطته المبتغاة، غربة و حرية، عنصرية و انحلال... غبار و رياح تفقدني شهية التأمل، منظر الغربان و الكلاب الهزيلة تبين وجود جيفة في الوطن، تجعلنا نجري بدون اتجاه محكمين القبضة على أنوفنا حتى لا تشمئز نفوسنا الحساسة. الجمال يغري و التعددية أكثر وفي المقابل تلوث نفسي وأخلاقي، انفصام في الشخصية، انهيار القيم التقليدية، قمع الأفكار التحررية، ضباب في الأعين وإصابات بعمى الألوان. span dir="rtl" lang="AR-MA" 16pt;?="" Roman?;="" New="" ?Times=""السفينة و البحر يذكراني بسفينة نوح، صنعها للخلاص، انحن كذلك نجونا بجلدنا من قهر الخونة ام مستسلمين حاملين راية الجبن و العار نحو المجهول، حاملين فقط معنا بعض الذكريات الأليمة، آه من قسوة الوطن ومن ظلام المجهول، آه من ارضي المسقية بدماء أجدادي، آه من الخيانة والاستبداد span dir="rtl" lang="AR-MA" 16pt;?="" Roman?;="" New="" ?Times="" .