ليس كل من يقترف مصيبة يدفع ثمنها بالضرورة ، بل هناك من يقترف المصيبة ويدفع ثمنها شخص اخر بريء منها مثلما وقع للطفل ( ادريسي –م) البالغ من العمر حوالي سبع (7)سنوات ، يدرس بالمستوى الاول من التعليم الابتدائي بمدرسة دوار اولاد أمحمد بجماعة تيساف قيادة ودائرة اوطاط الحاج عمالة بولمان ميسور . لم يخطر- ببال التلميذ ( ادريسي – م) بعد ان توجه الى المسجد القريب من محل سكنى ابويه لاداء شعيرته الدينية ، وبعد ان استنجى وتوضأ وغير ملابسه للالتحاق بابيه للمسجد - اعترض سبيله احد ابناء اقاربه وجيرانه المدعو ( عبد الجبار – ا) شاب يافع انقطع عن الدراسة بدون عمل حيث استدرجه الى احدى زوايا الحقول المجاورة بعيدا عن العيون ، و"مارس عليه الجنس" و خلع له سرواله ، وبعد الانتهاء من عمليته امره بالعودة للمنزل تحت التهديد بالانتقام ان هو افشى سر ما حدث له ليبقى الموضوع طي الكتمان . وبعد عودة الاب من المسجد استفسر زوجته ام الطفل ( م- ادريسي ) عن تاخر الابن ، فقط للحظات معدودة دخل عليهما ابنهما في حالة ذهول وخوف ، حيث توجه مباشرة الى فراشه دون ان يتناول وجبة الغذاء ، ولما استفسره والده عن السبب ، اخبره بما جرى له مع ابن الجيران ( عبد الجبار – ا) . وفي خطوة اولى اصطحبه ابوه الى مستشفى احمد بن ادريس الميسوري بمركز اوطاط الحاج قصد الفحص ، وبامر من الممرض المداوم بالمستشفى أمرهما للتوجه لمستشفى المسيرة الخضراء بميسور البعيد عن دوار الضحية بحوالي 45 كلم ، تم عرضه هناك على انظار مصالح المستشفى بميسور قصد الفحص الطبي تسلمت عائلته شهادة طبيبة تثبت موضوع الهتك وكان ذلك يوم 8/6/2012 ، كما تسلمت عائلة الضحية شهادة طبية اخرى من طبيب اختصاصي في الجراحة تثبت تعرض الضحية لهتك العرض حدد له مدة العجز في 25 يوما . وفي تصريح خاص من "احد أعمام الضحية" توجهت عائلة الضحية الى الدرك الملكي لوضع شكايتها وبتعليمات من السيد وكيل الملك لدى محكمة الاستئناف بفاس ، تم اجراء البحث التمهيدي من لدن الدرك بميسور للاستماع للمشتكي والضحية ابن المشتكي ، والانتقال للبحث عن المشتكى به ، واجراء التحريات اللازمة بخصوص هذه الواقعة. وفي انتظار كلمة ورأي القضاء في هذا الموضوع الذي يتأرجح بين الاتهام والبراءة ، يقول عم الضحية ( ادريسي عكاشة ) ان المشتكى به لازال طليقا وهو المزداد بتاريخ 27/3/1997 ، بعد ان سجلت اقواله بمحضر الضابطة القضائية ، واستمع اليه بمحكمة الاستئناف بفاس في الجلسة الاولى التي انعقدت في الاسبوع الاول من شهر يوليوز 2012 ،ناكرا امام المحكمة ما ُنسب اليه ، وقد مدّدت النيابة العامة بمحكمة الاستئناف في خطوة لاستكمال التحقيق حددت تاريخ جلسة ثانية ليوم 10دجنبر 2012 . وهي الحادثة الثانية في غضون شهر باقليم بولمان ، تتعلق الاولى بفضيحة اخلاقية باعدادية عبد الكريم الخطابي ببولمان بطلها استاذ اللغة العربية الذي تحرش على تلميذاته حسب شكاية اباء وامهات التلميذات بنفس الاعدادية تم احالته على المحكمة الابتدائية لبولمان رفضت تمتيعه بالسراح المؤقت ولايزال مودعا بالسجن المحلي بميسور تحت المراقبة القضائية . وفي تحرك مواز ، قامت فروع الجمعية المغربية لحقوق الانسان باقليم بولمان بتنظيم اشكال نضالية ومرافعاتية في هذا الموضوع لفضح هذه الانتهاكات التي تمس السلامة البدنية والنفسية لافراد ساكنة الاقليم ذكورا واناثا واضطهادا لاجسادها تارة بالتحرش المادي والمعنوي واخرى بالاغتصاب الملموس . وفي انتظار كلمة ورأي القضاء في موضوع انتهاك عرض الطفل( م- ادريسي ) ذو السبع سنوات ، الذي بدت عليه علامات تشنجات تضاريس نفسية تحتجب وراءها شخصيته الحقيقية السوية تطالب اسرة الضحية من خلال إفادة عمه التي ادلى بها في لقاء خاص بتفعيل الحماية القانونية للاطفال بمناطق اقليم بولمان عامة ودواوير اوطاط الحاج المتناثرة خاصة ومعالجة هذه الموجة التي تجتاح مناطق عديدة باقليم بولمان بمقاربات مندمجة تجمع بين الاجتماعي والاقتصادي والثقافي والتوعوي والاعلامي ثم السياسي بالاقليم ضمنها تشغيل الشباب امر لايحتمل التاجيل ،في دائرة تياس الجماعية التي يبلغ عدد قاطنيها ما يربو عن 700 مائة نمة حسب معطيات واردة من مستشار جماعي بدون مرافق اجتماعية وثقافية يفجر فيها الشباب طاقاتهم تحت التاطير الثقافي ، الفني ، المعرفي والسلوكي الرصين والجاد في افق الوقاية ومحاربة اشكال العنف ضد الاطفال كخطة عمل عشرية وضعت لها شعار " مغرب جدير باطفاله " .