في موسم من المواسم، واظن ذلك اوائل التسعينيات، كانت امل تزنيت على موعد مع مباراة السد للصعود للقسم الثاني حرف باء كما كان يسمى انذاك، ولم يكن الخصم سوى شباب هوارة، في مباراة ممتعة بملعب الانبعاث، آلت نتيجتها يومها للهواريين.. اثناء تلك المباراة، كانت جنبات الملعب غاصة بجماهير امل تزنيت بشكل غير معتاد، لنعلم فيما بعد ان حافلات تكلفت بنقل محبي الامل للمؤازرة، حافلات تحمل مصاريفها مرشحون للانتخابات، وهي اسماء وازنة لا داعي لذكر اسماءها ، فهي معروفة في كل ارجاء تزنيت ونواحيها.. واذا كان قد قدر لمدينة تزنيت خلال سنوات عديدة ان يسير مجلسها البلدي في الغالب رؤساء ينتمون لما كان يسمى بالاحزاب الادارية، قبل عهد السيد اوعمو عبد اللطيف، في وقت بسط فيه الاتحاديون اجنحتهم في اكادير ومعظم نواحيها، فإن تدبير الشأن الرياضي لم يكن ابدا من اهتمامات المنتخبين، ولولا جهود المرحوم كوسعيد، الغيور على قطاع الشباب في المدينة طيلة حياته، لما كان من الممكن ربما ان يكون لتزنيت تاريخ كروي الى اليوم.. فبماذا تتهم المكاتب المسيرة؟ وما تهمة المكتب المستقيل مؤخرا؟ هل نطلق في المقاهي اتهامات دون الاتيان بالادلة لنقول للساكنة ان ملف كرة القدم في تزنيت يعاني من سوء التسيير؟ اعتقد انه في الوقت الذي يجب ان تحمد فيه المدينة الله على قلة فرقها المنضوية تحت لواء عصبة سوس لكرة القدم، كان من المفروض ان تلقى تلك الفرق دعما يليق بتوفير شروط التحفيز على اداء ونتائج افضل، مادام من العار المخجل، بل والمميت، ان تعرف تزنيت طفرة عمرانية يشهد بها كل زائر للمدينة، دون ان تواكبها طفرة على مستوى تنمية قطاعات شبابية، خاصة ما يتعلق منها بالجانب الرياضي. لقد قدم المكتب المسير استقالته الجماعية في نظري لأسباب يجب ان تناقش على مستوى المجلس البلدي وعمالة تزنيت وكل الجهات المسؤولة عن تدبير الشأن الرياضي والشبابي بالمدينة، وليس الحل ابدا في تجاهل الواقع المر الذي يعانيه هذا القطاع في حاضرة تزنيت، فكل ما اعرفه شخصيا حول تدخل المجلس البلدي لصالح الرياضة لا يتعدى اعادة انفاق ميزانية ضخمة لمعالجة عشب ملعب المسيرة الخضراء قبل استغلاله، وكأن عملية التعشيب استهلكت ميزانية مضاعفة، لا اخفي على القارىء انها كانت موضوع تندر من التزنيتيين، الذين لم يستسيغوا ذلك النوع من الاهمال الذي جعل المسؤولين ينفقون من المال العام، ميزانية كان من الممكن ان تكفي لبناء مقر او مرافق تضمن للفرق الرياضية مداخيل قارة ولو في حدود ما فوق العالة والكفاف.. اننا في موقع سوس سبور نحس بالامتعاض والالم لما آل إليه وضع الاتحاد الرياضي امل تزنيت، ونتمنى بكل غيرة صادقة تدخل المسؤولين لانقاذ هذا الفريق الوديع من الانحدار المخيف، فللامل في منظومة الكرة السوسية نكهتها الخاصة، ولها بصماتها التي لن تنسى بسهولة، لكن الذي يغيب هو التحدي والارادة القوية للدفع بالقطاع الرياضي نحو الامام، في وقت تحضر فيه ثقافة البقع الارضية والتجزئات المشبوهة كما تطالعنا بذلك الصحف يوما عن صدر يوم.. بقلم: محمد بلوش