طالعتنا بعض الجرائد الوطنية بتلخيص موجز لبيان منسوب لعصبة الدارالبيضاء لكرة القدم ،تنتقد فيه الحسين راديف رئيس عصبة سوس، وتخاطبه بتعابير مباشرة، ردا على بيان عصبة سوس المستنكر لقرار لجنة اصلاح للقوانين والانظمة، والذي هو في نفس الوقت رئيس عصبة ، ينتمي اليها الفريق المستفيد من القرار، علما أنه في ادبيات القانون تتضح ملامح التجريح بكل تأكيد، حيث كان على السيد رئيس عصبة الدارالبيضاء ان لايكون حكما في القضية، ولو لدرء الشبهات.. بيان عصبة سوس لم يصدره الحسين راديف كشخص معنوي او ذاتي، بل، كان تعبيرا جماعيا لكل الفرق السوسية، وبطبيعة الحال رئيس اية عصبة من حقه ان ينتقد تجاوز القانون الجامعي والاضرار بفريق ما من فرق عصبته، فاعضاء تلك الفرق هم الذين صوتوا عليه للرئاسة، وهو ما يعني ان تعبير " حشر انفه" تعبير لا يليق بمن يحاول إلصاقه بالآخرين للدفاع عن ورطته باسم بيان ثان نعرف من اصدره في الاصل.. ان بيان عصبة سوس حين نادى بتطهير الجامعة من جيوب محاربة التأهيل الكروي، استند في نظري ملفات سابقة ، سكت عنها في حينها أملا في تغير العقليات، وبالمناسبة، ليس ملف هوارة هو الملف الاول الذي عاث فيه السيد اصلاح إفسادا او تأويلا ضيقا ومرفوضا للقانون، ففريق ادرار سوس أنزل من القسم الاول هواة بعد اعتراض اولمبيك الدشيرة على لاعب بدعوى توفره على رخصتين، ورغم ادلاء حسنية اكادير بجميع محاضر مباريات الشبان طيلة موسمين يفترض ان اللاعب موضوع التعرض قد لعب خلالها ضمن شباب الحسنية، فإن لامحضر من تلك المحاضر يثبت اشراك اللاعب المعني، والذي ظل موسمين دون اللعب، ليبقى لجوء لجنة القوانين والانظمة الى التصويت في الحسم، مهزلة لن تنساهى فرق الهواة للجنة كان يسيرها ولايزال السيد عبد الهادي إصلاح، وملف مباراة نهضة طانطان ضد اتحاد افني لااعتقد ان نزول طانطان الى القسم الثاني هواة شيء ينسى بالنسبة الي ساكنة طانطان بسبب الاحكام الغريبة التي منها الحكم باعادة مباراة بين الفريقين في مراكش، رغم ان شروط اعادة المباراة غير متوفرة أصلا، ناهيك عن تسرع لجنة القوانين والانظمة في اعلان فريق بيضاوي صاعدا على حساب عند علي المراكشي بمجرد اندلاع قضية الحكم الكزاز، لولا تدارك الجامعة للمسألة وحكمها باعادة المباراة، ولو ان تلك الاعادة ليست مبنية على احكام مقنعة.. لقد جاء بيان عصبة سوس في الواقع متأخرا، وهذا ما تناساه اهل الدارالبيضاء الذين حاولوا اتهام عصبة سوس بالنزعة الاقليمية التي عفى عنها الزمن، ولو ان النزعة الاقليمية هي التي تحرك قرارات السيد اصلاح لجبر خاطر فرق عصبته، رغم ان فرق الدارالبيضاء كبيرة في قلوب السوسيين ، سواء الرجاء او الوداد، فالمشكل القائم ليس في فرق الدارالبيضاء، لكن في نوايا رئيس عصبة البيضاء الذي نعتقد انه غير مؤهل تكوينا وقانونا لرئاسة لجنة حساسة كلجنة القوانين والانظمة، بدليل الاخطاء التي راكمها بما فيها جعل مالية الجامعة مضطرة لتغريم المغرب الفاسي مصاريف لو تم على الاقل نقاش ملف الوداد واهوارة في وقته المناسب لما كان ذلك التغريم، والذي تطالب الماص عبره بتعويض 13 مليون، أي ميزانية تسيير فريق من فرق الثاني هواة لسنة كاملة، فرئاسة لجنة من هذا الحجم لاتحتاج الى خبير في السفسطة والحديث الشفوي والنظري الرنان، بكل اصناف البلاغة والريتوريك ، بقدرما هي في حاجة الى النزاهة والموضوعية، واحترام القوانين الجامعية ( نتحدى عصبة الدارالبيضاء ان يدلونا في صفحات القوانين العامة كلها على بند ينص بقبول اعتماد صور شمسية كدليل مادي لاصدار حكم ).. الشطط في استغلال مهمة جامعية ما، لايتطلب اصلا اللجوء الى بيانات مضادة لدرء الضعف وتبرير اقفال الهاتف في حق البرامج الاذاعية الرياضية المباشرة بالرباط مثلا، والشطط في استغلال قضية فريق ما لنوايا انتخابية قادمة في عصبة معينة، لايجب الابقاء عليه كوضع شاذ، بقدرما تلزمنا الموضوعية بأن نلتمس من رئاسة الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم اعفاء اعضاء لجنة القوانين والانظمة من مسؤولية اتضح انهم غير جديين ونزهاء في تحملها، او على الاقل تعيين رئيس جديد للجنة، وتطعيمها بعناصر تراعي جهات المغرب كرويا، بحيث تكون كل العصب ممثلة فيها، املا في قرارات تقوي الثقة في الجامعة على مستوى تعاملها مع جميع اندية المملكة.. بقلم: محمد بلوش