نشرت جريدة الإتحاد الإشتراكي في عددها الصادر اليوم مقالا للزميل عبد اللطيف البعمراني حول الدورة 20 لطواف المغرب واستبعاد محطة أكادير من مراحل هذا الطواف وذلك لثاني مرة على التوالي بعد الدورة 19 التي أقيمت شهر دجنبر المنصرم ، ونظرا لأهمية ماجاء في مقال زميلنا البعمراني وتعميما للفائدة يعيد موقع سوس سبور نشر هذا المقال مع شكرنا الخالص للزميل عبد اللطيف : " تعيش بلادنا هذه الايام على إيقاع توالي مراحل طواف المغرب للدراجات، في دورته العشرين، وما يميز هذه الدورة هو ما لاحظه بمرارة، العديد من المتتبعين الرياضيين، بعاصمة سوس ومدارها، من استبعاد لمحطة اكادير، التي شكلت دائما، خلال الدورات السابقة، بل ومنذ فجر الاستقلال، عنوانا بارزا ضمن مراحل الطواف• فمدينة الانبعاث لها الكثير من الذكريات مع طواف المغرب، وذلك منذ تأسيس جامعة الدراجات، أواخر عقد الخمسينات، على يد المرحوم عبد السلام مشيش العلمي• فمع الاستقلال، كان عدد مراحل الطواف يتراوح بين 12 الى 15 مرحلة، وكانت اكادير تشكل ضمنها محطة اساسية، لأنه كان من الصعب تصور طواف بمستوى تقني عال بدون مرحلة الصويرة - اكادير - او اكادير - الصويرة• فهذه المرحلة، التي تمتد على مسافة 170 كلم، معروفة بممر الطوبوكان، وبالمرتفعات الواقعة بين التامري والكيلومتر 17، والتي كانت عبارة عن منعرجات ومنحدرات ذات قيمة تقنية عالية بالنسبة للدراجين ولمستوى المنافسة• ثم ارتباطا بأكادير دائما، فقد كانت بعض الطوافات، في عقد الستينات، تعرف مرحلة اكادير - مراكش، عبر الممر الاسطوري لتيزينتاست الذي يختزن بدوره ذكريات خالدة لأحد الابطال القدماء، هو محمد الكورش، الذي كان المتسابق الوحيد الذي يتوفر على الجرأة على نزول هذا المرتفع، في اتجاه اكادير، بسرعة جنونية لم يكن بقدرة اي متسابق مضاهاته فيها، ليدخل الى اكادير دخولا جماهيريا، وينتظر طويلا قبل ان تظهر الطلائع الاولى لكوكبة المتسابقين• نفس المتسابق، محمد الكورش، تمكن من ان يدخل في الرتبة الاولى، الى نقطة الوصول بملعب الحسين بيجوان، قرب شاطئ اكادير، متفوقا على متسابقين سويديين هم الاخوة بيترسون، وذلك بمساعدة زميله في الفريق الوطني عبد الله قدور• ولمن أصاب ذاكرتهم الانحسار نقول إن ذكريات اكادير مع طواف المغرب لا تتوقف عند هذا الحد، فأكادير هي المدينة الأولى، بعد البيضاء والرباط، التي شكلت المحطة الأخيرة لطواف المغرب، وذلك سنة 1974 ، فطواف المغرب 10، الذي عرف فوز مصطفى النجاري، انتهت مرحلته الاخيرة بملعب الانبعاث التي دخلها النجاري منتصرا بعد سقوط منافسه السوفياتي، صاحب القميص البرتقالي (القميص الاصفر اليوم)، والذي سقط من دراجته عند مدخل حلبة الملعب، مما أتاح للنجاري بأن يفوز• ونشير الى أن بعد الطواف 10 لسنة 1974، ستتوقف التظاهرة اضطراريا، حتى سنة 1981، حيث ستنطلق الدورة 11 وستكون نقطة انطلاق هذه الدورة هي مدينة اكادير• وعلى سبيل التذكير دائما ، لابأس ان نرجع الى الوراء قليلا لنذكر بدراج كبير لا يتم الحديث عنه كثيرا، وهو المرحوم عبد الرحمان فراق، الذي فاز سنة 1964 بمرحلة الصويرةاكادير امام منافس بلجيكي قوي هو تيميرمان، وخلال هذا الطواف بقي المرحوم فراق منتزعا القميص البرتقالي حتى مدينة الجديدة، لينتزعه منه محمد الكورش، خلال المرحلة الأخيرة الجديدة - البيضاء• هذه بضع ذكريات نريد من خلالها ان نبين اهمية اكادير ضمن ذاكرة طواف المغرب، وهي أهمية تجعلنا لا نفهم، ولا يفهم الكثيرون، لماذا تم استبعاد هذه المحطة ، فأكادير هي بوابة الجنوب المغربي الكبير ولا يعقل ان يشطب على اسمها ضمن محطات تظاهرة تحمل اسم طواف المغرب• بقلم : عبد اللطيف البعمراني - جريدة الاتحاد الاشتراكي عدد 8585 بتاريخ 15 يونيو 2007.