توصل موقع سوس سبور من الصديق محمد بلوش بمقال تحليلي للقاء حسنية اكادير والرجاء البيضاوي الذي أجري اليوم بملعب الآنبعاث بأكادير وانتهى كما هو معلوم بفوز الحسنية بهدف لصفر ، وفيمل يلي النص الكامل لهذا المقال مع تجديد شكرنا الخالص للصديق محمد بلوش الذي لايبخل على الموقع وجميع قرائه بمقالاته المتميزة : تمكن فريق حسنية اكادير، وعن جدارة واستحقاق، من تجاوز متاعب العياء و هواجس الرحلة بين الادغال الافريقية، محققا فوزا تاريخيا رائعا على اشبال المدرب نجمي، بهدف ممتع للاعب هشام العلولي، الامر الذي انعش حظوظه على مستوى الابتعاد عن المنطقة المكهربة، والتي كرست الدورة 24 من بطولة الصفوة وضعيتها في اسفل الترتيب، اما بحكم الهزيمة او التعادل.. وبدت عناصر الحسنية اكثر حرصا على الاقتصاد في اللعب، الامر الذي جعل المبادرة في اغلب اشواط اللقاء تكون في صالح الرجاء، رجاء بدا واضحا انها تشكو من تفكك الخطوط وعقم الهجوم، رغم الفرص الكثيرة التي اتيحت لكل من العلودي سفيان وحسن الطير، ليتمكن الاكاديريون من توجيه المباراة كيف شاؤوا وبذكاء، خاصة بعد تسجيل العلولي لهدف يمكن تصنيفه من اجمل اهداف الموسم الحالي، ولو ان الدفاع المحلي بقيادة القيدوم الاحسايني كان هو من تحمل عبء المقابلة، في وقت كان فيه الهجوم المحلي مشلولا تماما، ولم يتمكن المهاجمون من بناء عمليات تهدد مرمى كوحا الا قليلا، مع ملاحظة ضعف انسجام عطاء اللاعب سرسار مع بقية اللاعبين، الى درجة يمكننا معها اثبات كون الحسنية لعبت في الاصل بعشرة لاعبين، سيما وان غياب النفاثة عمر نجدي ساهم في ضعف سرعة وبناء الحملات الهجومية المضادة لغزالة سوس... ورغم ان المقابلة اسفرت عن فوز الحسنية، فإن مجموعة من المتتبعين لمسار الفريق افريقيا كانوا ينتظرون رؤية التدابير التقنية و التاكتيكية التي سيعالج بها المدرب بعض الهفوات التي لوحظت اثناء لقاء العودة ضد كورين وبعده لقاء الذهاب في نيجيريا، خاصة على مستوى وسط الميدان الذي يشكو من ضعف في الربط بين العمليات التي يتم بناؤها من الدفاع قبل ان يشكل الوسط قناة ايصالها لخط الهجوم، وكذلك معضلة دفاع الاجنحة، خاصة على الجهة اليسرى التي غالبا ما نلاحظ فيها ممرات مخيفة، صحيح ان حدتها نقصت شيئا ما رغم تسربات سفيان العلودي، لكنها بالمقارنة مع الجهة اليمنى تحتاج الى مراجعة شاملة، حتى يكون لقاء العودة ضد دولفين مطمئنا، بدل الرعب الذي كتم الانفاس خلال الدقائق الاخيرة للمباراة الافريقية السابقة. وما دمنا نتحدث عن دولفين النيجيري، فإن التساؤل الممكن طرحه بصدد الاختيارات التاكتيكية للمدرب ميغيل هو ما حدود نجاعة تطبيق خطة 4/4/2 باستمرار، وبطريقتها الكلاسيكية التي تميل الى الدفاع اكثر من الهجوم في انعاش تسربات الاجنحة و مد المهاجمين بكرات يمكن استغلالها؟ ام ان الوفاء لمثل تلك الخطط التاكتيكية التقليدية سيعرقل اكثر مهمة الحسنية اكثر مما يسهلها، سيما وان الهزيمة في الذهاب بهدف واحد لصفر تكون غالبا وراء اما هاجس الحذر والحيطة من استقبال اي هدف داخل الميدان، او وراء تسجيل اهداف ثم الرجوع نحو الدفاع من اجل صيانتها كمكتسب وهي المغامرة التي تجنح اليها الحسنية في اكثر من مناسبة، يؤكدها قلة انتصارات الفريق بفارق اهداف كثيرة ّ غالبا يكون اقصى انتصار هو 2/0 ونادرا ما تصل 3/1 كما هو لقاء الخميسات ضمن مباريات الذهاب... واذا كنا فعلا نفتخر بالحسنية وبققدرات لا عبيها، فإن الانتصار على دولفين يحتاج مساندة جماهيرية قوية، اكثر من الصور الرائعة التي شاهدناها ليلة تجاوز كورين، كما يحتاج اعدادا نفسيا كافيا للاعبين تماما كما فعل المسؤولون قبل خوض نهاية كأس العرش ضد خريبكة، كلنا أمل ان يكون قهر الغزالة للنسر الاخضر الجريح محفزا معنويا قويا يحتسب لصالح اللاعبين، فكل سوس وكل المغاربة سينتشون ان شاء الله بانجاز الحسنية القادم، وهو انجاز يحتم علينا جميعا المشاركة في صنعه، باسمى الطرق الحضارية..