عندما تكون التكتلات السلبية شعارا وسياسة للكثير من المسؤولين فلا تنتظر الا المزيد من التراجع و التقهقر نحو الحضيض والسقوط ومسخ الهوية، وهذا ما يعاني منه الممثل الأول للاقليم في كرة القدم "أمل تيزنيت" بكل أسف، فهذا الفريق ينتعش يوما وتخيم على مقره الاحزان اياما عدة، وما الهزائم المتتالية للفريق وإن قدم مستوى لا بأس به في بعض الفترات الا اقرب امثلة على سوء العمل، لأن هذا النادي كما هو حال الكثير من الأندية الأخرى لم يعتمد على العمل المؤسساتي وتكامل الأدوار، ومسيرة البناء التي يجب أن تستمر وتكون متصلة كلما حل جيل بدلا من الذي قبله فيجد الطريق مرسوما وممهدا. عندما تتراجع النتائج وترتفع ذروة إحتجاجات الجمهور على الفريق ككل، لا يجد المسؤولون والقائمون على الأندية بدا من البحث عن المبررات والأسباب، لذلك من الطبيعي أن تتخذ خطوات من أجل إخماد نار هذه الإنتقادات، وأولها إقالة المدرب، حيث يجعل منه شماعة لتعليق الإخفاقات وقربانا يهدئ الجماهير، وتلك خطوة متوقعة من ادارات الاندية كلما ساءت النتائج ويتم الزج بالمدرب الذي لا يجد قوة إلا للخضوع للأمر الواقع والرحيل، على أن المسيرين في غالب الأحيان لا يعترفون بالخطأ والفشل ولا يضطرون لتقديم استقالاتهم حتى وإن كانت الإنتقادات تطالهم. في نفس المنوال ذهب مسيرو الامل بالاستغناء عن إبن المدينة ادوفقير بطريقة مهينة دون أن يمنحوه الفرصة كاملة، هذه الإهانة التي قيل أنها إنفصال بالتراضي جاءت بعد حصده لخسارتين و انتصارين، أي بعد 4 مباريات فقط و هو أمر لم يستسغه الجمهور التيزنيتي الذي كان و مازال يدعو المكتب المسير للرحيل عوض التلاعب بمشاعره بمسلسل الاقالات و الاستقالات،ليأتي بعد ذلك المسيرون بالربان القديم لحسن ابرامي ليقود الفريق حتى الآن في خمس مباريات خسر منها أربعة و انتصر في واحدة فقط، و هو الذي قالوا لنا أنه يعلم خبايا و اسرار الفريق التيزنيتي و سيعود به للمسار الصحيح، و ما ما لم نلمسه لحد الساعة، بل حتى أن الاتيان به و هو الذي ترك الفريق في وقت سابق برغبة منه، تطرح العديد من علامات الاستفهام عن سبب الاستعانة بشخص غادر السفينة وهي تغرق، لنقف هنا متسائلين لماذا بالضبط أبرامي.. ؟ و إن كان ادوفقير يقود الفريق للهاوية بإنتصارين و هزيمتين – على حد تعبير المكتب المسير – فهل أبرامي الآن يقود الفريق الى القمة بأربع هزائم؟ سواء كان القرار (الاقالة) نابعاً من رؤية المكتب أو صادراً كرغبة من قبل المدرب نفسه و هو أمر جد مستبعد، فإن استمرار هذه الظاهرة في نادي الامل تدعو للقلق و تؤثر على استمرار جودة الأداء والاستقرار بين اللاعبين،و هو ما نلمسه حاليا في الآداء الرديء الذي تقدمه المجموعة، فتغيير المدرب بهذا الشكل المستفز كل موسم أو موسمين وإختلاف طريقة المدرب الجديد وأسلوبه وكذلك طاقمه الفني المساعد سيؤثر بكل تأكيد على انسجام اللاعبين فيما بينهم وبين المدرب وطاقمه، بل قد يدعو اللاعبين إلى عدم الارتياح وبالتالي سيبدأ البعض منهم في البحث عن أندية بديلة للانتقال لها و هو ما بدأ يحدث فعليا في نادي الأمل. هذه المعطيات، من إقالات و إستغناء عن بعض اللاعبين، توضح أن رؤية المكتب المسير محدودة الأفق و أهدافه مجهرية، فهو لا يلعب من اجل الصعود للقسم الوطني التاني أبدا، بل ينافس فقط من اجل البقاء في القسم الوطني الاول هواة إن إستطاع، فرئيس النادي صرح بهذا سابقا و اقر أن الاهداف المسطرة مع المدرب هي التمركز بين المركز الثاني و الثامن، بمعنى آخر تفادي المركز الاول المؤدي للصعود للقسم الوطني الثاني للبطولة الاحترافية و في نفس الوقت التمركز على الاقل في المركز الثامن و ضمان البقاء ضمن فرق القسم الاول هواة. بهذه الرؤية التي وصفتها سابقا بالمحدودة و الأهداف المجهرية و التسيير المثير للإشمئزاز، لن يحصد الأمل إلا الويلات و المزيد من التقهقر نحو الدرك الاسفل، و سيتم تقزيم النادي ليصبح من فرق الطوابير الاخيرة،و ها هنا تتبخر أحلامنا الوردية و معنا الجمهور التيزنيتي في رؤية الفريق بالقسم الثاني لبطولة اتصالات المغرب، و تتأجل إلى حين قدوم مكتب مسير طموح، بل حتى البقاء ضمن فرق القسم الوطني الأول هواة قد يكون في مهب الريح. فلا يسعنا الا ان ننادي سامعي الصوت: أنقذوا نادي الامل، و ارحموه من الشتات، وساعدوه على الثبات، ولكم الاجرً في الدنيا والآخرة..