لم يكن فوز الحسنية على الوداد بمراكش بغريب، فالفريق السوسي منذ تولي السكتيوي لاموره التقنية يقدم كرة قدم جماعية ومفتوحة، سواء داخل او خارج قواعده ، بحيث ان اكبر دليل على ابتعاده عن أسلوب التراجع للوراء هو عدد انتصاراته خارج الميدان بالخصوص، ليقدم بذلك أسلوبا واقعيا لايعتمد على نجومية فردية مطلقا.. لكن المثير، أن الحسنية استمرت معاناتها الحقيقية مع أخطاء الحكام ، فبعد حرمانها من ضربة جزاء في الدورة الماضية ضد بركان، وفق حالة اعتقد ان أي حكم صاعد او حتى مبتدىء لن يتردد في الإعلان عنها ، أبى السيد اليعقوبي إلا الإعلان عن ضربة جزاء غير مكتملة الشروط، بحيث انه كان ربما " عجيبا" في مباراة الأمس، بحيث لو كان مصرا على إعلان ضربة جزاء كيفما اتفق، فقد كانت أمامه فرص أوضح في المباراة ، عكس الحالة التي أعلن فيها عن هدية للوداد رفضتها الأقدار ، منصفة عرق لاعبي الحسنية. ما يحز في النفس ، ان سوس تحل مشاكل الجامعة فيما يتعلق بالمباريات الصعبة، حيث يديرها الحكم رضوان جيد بكل اقتدار وحياد، آخرها مواجهة الدفاع الجديدي للفتح الرباطي، لكن الفريق الوحيد الممثل لسوس تحول إلى شبه هامة يتيم ، يتعلم فيها صبيان الحلاقة المهنة كما يقول المثل الشعبي .. الطامة الكبرى أن إحراجا من نوع غريب سيلاحظ على مستوى مديرية التحكيم، فانتماء مديرها إلى الديار السوسية ربما يحرج مديريته في معاقبة الحكام الذين أساءوا للحسنية، حيث أنهم يعينون في دورات موالية، بدل تطبيق القانون ، ورد ولو اعتبار رمزي للمتضرر الأكبر ، فريق الحسنية.. وإلا، فما معنى أن يسحب حكم شرط قنينة ماء بلاستيكية بقدمه لتتجاوز خط الشرط؟ هل ذلك السلوك مقبول في إطار البحث عن تلفيق تهمة رمي الجمهور لأشياء صلبة على الأرضية؟ هل مثل هذه الطينة من البشر نجيز التغاضي عن معاقبتها احتراما للقانون لا أقل ولا أكثر؟.. من باب البسط ، نريد فقط ان نعرف التشكيلة الرسمية للحكام الذين يشكلون الخصم السادس عشر للحسنية، فمعرفة الشيء على ابسط تقدير أفضل من الجهل به ، فلولا تفاقم المجازر التحكيمية ضد الحسنية لما أثرنا الموضوع ، لكن بكل أسف تبقى الصورة مرشحة لألوان مزورة إضافية في غياب الحزم.. المهم، أننا نهنىء السيد اليعقوبي على ضربة جزاءه ، وكم كنا سنكون سعداء لو تفضل بالتنفيذ، حتى تكتمل الهدية وتصبح مائة بالمائة من صنعه ، ولا علاقة لها بقوانين كرة القدم، ولا بالحالات العشر المعروفة في مجال الإعلان عن ضربات الجزاء… على سبيل الختام : كيف يعقل ان تعاقب المديرية الحكم العلام بسبب ضربة جزاء لم يعلنها للدفاع الجديدي في اكادير لمدة فاقت شهرين ، قبل أن يعود لقيادة مباريات الهواة والقسم الثاني، ولا يعاقب حكام ارتكبوا نفس الخطأ ، أبرزهم جزارو الحسنية ؟ هل العقوبات لها معايير غير موحدة ؟.. والسؤل الثاني، هل لازالت أمام حكام الشرق عقدة قديمة، ترتبط بأيام أداء الفرق لواجبات التحكيم، بحيث لم يكونوا يعينون في مباريات الجنوب رفقا بمالية فرقه؟ وبالتالي كان أقصى تعييناتهم الغرب والبيضاء، إلى درجة تضخمت فيه بوعي أو بدون وعي دونية فرق الجنوب في مخيلتهم ؟ فلا تفسيرات منطقية لمجازرهم التحكيمية إلا اركيولوجيا غير واعية ، ليست كرة القدم ذات دخل فيها أصلا…