ربما حان الوقت لكي تعد مديرية التحكيم واللجنة الجامعية المكلفة بالتحكيم سجلا من الحجم الكبير، ترثه الأجيال في المستقبل، خاصة منهم الباحثون في تاريخ كرة القدم الوطنية، لكون مهازل التحكيم أصبحت بكل موضوعية وأسف تطغى على النتائج الواقعية، وأصبحنا في كل دورة نلاحظ تحول حكام الى مؤثرين سلبا على نتائج عدة مباريات ، وهو العامل الذي يفسر بالفعل سر ضعف تعيين حكام مغاربة في منافسات كأس العالم وكأس أمم إفريقيا . فضربة الجزاء التي تم الإعلان عنها ببركان يوم أمس لفائدة النهضة، لا تشرف حكما محسوبا على الشارة الدولية، لكونها بعيدة كل البعد عن منح ولو نسبة تأويل بسيطة يمكننا إقحام ما يسمى بالسلطة التقديرية للحكم فيها ، بحيث ان مهاجم النهضة بعدما أضاع الكرة ارتمى على مدافعين اثنين ، ليجدها السيد الكزاز " من الجنة والناس" مشيرا إلى نقطة تنفيذ ركلات الجزاء . بطولتنا بكل موضوعية فاسدة ، تصنع فيها النتائج بصفارات الحكام أكثر مما تنتزع بعرق جبين اللاعبين أو عطائهم ، والملفت للنظر ان الحسنية كانت كبيرة جدا أمام حكم ضعيف للغاية، فلا الفريق السوسي بالغ في الاحتجاج ، ولا مدربه اقتحم الميدان لتفجير غضبه ، وهذه نقطة نستحسنها في هذا الفريق النموذجي التصرف، في وقت نلاحظ فيه كيفية تعامل آخرين مع أخطاء حكام . شيء مؤسف ان نتذرع دوما بجمل " أخطاء السهو وسوء التقدير" ، فما يحدث من مجازر تحكيمية في كل دورة، وفي منافسات كأس العرش ، يتجاوز السهو ، وربما أصبح من المفيد في تكوين حكام المستقبل الانطلاق من شرط تحقق ممارسة الجيل القادم لكرة القدم ، سواء في بطولة الهواة او القسمين الثاني والأول ، لكون التجربة الأولية للاعبين انهوا مسارهم الرياضي مبكرا ( حدود 30 سنة) ستكون أنجع من مغامرة تكوين من علاقته بكرة القدم مجرد خير وإحسان ، بل، ان حفظ كتيب قانون التحكيم عن ظهر قلب ليس كافيا لصنع حكام المستقبل ، إذ لابد من تجربة ميدانية على الملاعب ، وكفانا من حكام دفع بهم الآباء والأعمام والأخوال وربما الأصهار إلى الميدان ، فإن كانت هذه الظاهرة تفرز حكما أو اثنين تفوقوا على مسارات أقربائهم ، فإن هامش الكوارث أكبر.