استبشرت الفرق خيرا حين تم تعيين شركة خاصة لتسيير وتدبير الملاعب الرياضي وخاصة الملاعب الجديدة بكل من طنجةوأكادير ومراكش، إلا أن ذلك تبخر مباشرة بعد بدء عملها. فعوض أن تعمل هذه الشركة على المساهمة في تطوير اللعبة من خلال دفتر تحملات يراعي ظروف ووضعية الفرق نجدها تتعامل بمنطق الربح كأي مقاولة أخرى لا خصوصية لزبنائها. صحيح أن سونارجيس ملزمة بتدبير ميزانيتها لتسديد التزاماتها المترتبة عن فواتير الماء والكهرباء والهاتف وصيانة الملاعب ومرافقها وغيره، لكن ذلك لا يجب أن يقتصر على " نهب أموال الفرق" كما صرح مسؤول بحسنية أكادير. ويبدو أن المسؤول السوسي اعتمد على التقرير المالي لفريقه، حيث أن سونارجيس استخلصت من الفريق السوسي خلال موسم 2014/2015 مبلغ 200 ألف درهم من أجل كراء الملعب لتمارين الفريق ومبلغ 966 ألف درهم لاستقبال فرق البطولة الوطنية بالملعب الكبير لأدرار، كما هو الشأن بالنسبة للكوكب المراكشي الذي كان يدين للشركة الموسم الماضي بعشرات الملايين من الدراهم، وهو ما دفع الفريق المراكشي إلى مراسلة الشركة، معتبرا أنها تقوم بالزيادة في المعاناة المالية للفريق الذي لا يتوفر على عقد يحدد العلاقة بين الطرفين كما لا يوفر مستمعين محددين للتظلمات التي يعبر عنها.. قد نعتبر أن هذين المسؤولين تطاولا على الشركة وأرادا التملص من واجبات الفريق تجاهها، إلا أن امتداد الاحتجاج إلى فرق أخرى يجعل الموضوع جدير بالمتابعة والاهتمام، إلى درجة أن سونارجيس هددت في سابقة، وبتعامل غير رياضي إطلاقا ودون توقع العواقب، بحرمان فريق اتحاد طنحة من استغلال الملعب الكبير وسبق وحرمت الكوكب المراكشي من مداخيل مباراته أمام الوداد البيضاوي. نعلم أن للشركة حقوقا لدى الفرق الملزمة بتأديتها نتيجة استغلالها للملعب ومرافقه، ولكن ليس بطريقة ليّ الأذرع والحوار الخشبي لمسؤوليها الذين قد تحين ساعة حسابك يوم القيامة قبل أن تحظى بمن يرد على مكالمة هاتفية واحدة. فقد حاولنا طيلة يومين كاملين الاتصال بأحدهم لأخذ رأيه في ما تقوله الفرق، إلا أن كل ما فعلناها هو إزعاج سكرتيرة سمرّوها أمام جهاز هاتف لا فائدة منه مادام مسؤولوها غير مهتمين أو غير مستعدين للتواصل رغم انتمائهم لشركة من حجم سونارجيس المطلوب منها أولا أن تعلّم مستخدميها كيف يدافعون عن مصالح شركة متهمة بتفقير الفرق، ففي مرة يتناولون غذاءهم، وفي أخرى غير متواجدين بمقر الشركة، وفي ثالثة اترك رقم هاتفك وسنتصل بك، وفي رابعة عندما يحلّون بالشركة سنخبرك، حتى ظننا أنهم لا يلتحقون أبدا بمقر عملهم. كان من المفروض أن يكون مسؤولو الشركة سبّاقين لتنوير الرأي العام بكل الاستفسارات، خاصة وأننا استغربنا للمبالغ التي تطالب بها سونارجيس، فالفرق مجبرة على تأدية خمسة ملايين سنتيم عن كل مباراة، إلى درجة أن اتحاد طنجة مطالب بتأدية مبلغ 350 مليون سنتيم والذي يمثل مجموع الديون المتراكمة من الموسم الماضي، إضافة إلى المستحقات المترتبة على تكسير الكراسي وبعض المرافق وكأن أعضاء المكتب المسير هم من كسروها، ومبلغ 200 مليون كمستحقات الماء والكهرباء وهو ما سيدفع لاعبي الفريق إلى التيمم بعد المباراة، واعتبر مسؤول باتحاد طنجة إلى بأن سونارجيس " تبتزّ " فريقه.دون مراعاة الظرفية التي يمر منها، خاصة وأن سونارجيس يضيف المسؤول الطنجاوي " تستفيد من عدة امتيازات بالمدينة راكمت معها مبالغ ضخمة، دون أن تسدّد ما في ذمتها من مستحقات لفائدة عدد من المؤسسات العمومية بالمدينة، وأن الملعب الكبير بطنجة يوجد على أرض جماعية كلفت خزينة الجماعة الحضرية لطنجة مليارات من أموال الجماعة بعد تحملها عبء تعويض أصحاب الأرض الذين خضعوا لنزع الملكية. وبخصوص أحقية الشركة بالدفاع عن حقوقها، صرح أحد المتتبعين للموضوع مستغربا ، كيف أن سونارجيس لا تطالب سوى الفرق دون أن يطال ذلك جامعات رياضية كبيرة، كما أشار إلى أن إشكال الشركة وورطتها المالية ناتج على اقتصارها على خنق الفرق والمطالبة بحقوقها باستغلالها للملاعب دون أن تكون لها القدرة على توسيع أنشطتها وابتكار أفكار جديدة تساهم في الرفع من ميزانيتها كما كان مقررا عند تأسيسها. من أجل هذا اتصلنا بسونارجيس لكي نأخذ رأي مسؤوليها في ما تردد ويتردد من كلام وانتقادات وليس " لتقرقيب الناب" لكننا، ربما، لم نكن من الزبناء المفضلين، أو أنهم انتظروا تعليمات تسمح لهم بالتواصل كأنهم سيسرّبون سرا من أسرار الدولة أو أن التواجد بمقر عملهم يبقى ثانويا لديهم. بقلم / عبدالكريم الوازي المصدر / جريدة الاتحاد الاشتراكي نشر بتاريخ / 08 اكتوبر 2015