قال لحسن بويلاص، مدرب أولمبيك الدشيرة، إن فريقه نجا من النزول بفضل الإستراتيجية والمنهجية التي وضعها، وأيضا بفضل نجاح الانتدابات الشتوية ، ودعا بويلاص الجامعة إلى ضرورة استكمال برنامج تأهيل كرة القدم المغربية، كما وصف التصريحات المشككة في مصداقية البطولة مجرد ردود فعل انفعالية. ونفى بويلاص، في حوار مع "الصباح الرياضي"، وجود صراع بين مسيرين شباب ومسيرين قدامى في أولمبيك الدشيرة، كما نفى أن يكون حبل الود منقطعا مع فريقه السابق حسنية أكادير. وفي ما يلي نص الحوار: س/ كيف تمكن أولمبيك الدشيرة من الحفاظ على مكانته بالقسم الوطني الثاني؟ ج / أعتقد أن ذلك تم بفضل إستراتيجية سطرتها بعد أن توليت مسؤولية تدريب هذا الفريق، ورصيده من النقاط حينها لم يتجاوز تسع، مع أن مرحلة الذهاب كانت على وشك الانتهاء. توخينا من المنهجية المعتمدة جمع أكبر عدد من النقاط، حتى نتمكن من البقاء في هذا القسم، وقمنا أيضا بإجراءات أخرى، خاصة منها ما يتعلق بانتداب لاعبين متمرسين، وجل هذه الانتدابات كانت ناجحة. لم يكن الطريق مفروشا بالورود، بل عانينا مشكل التهديف، إذ كنا نقدم مباريات كبيرة لكننا لا نسجل إلا نادرا. اللاعبون يجدون صعوبة في تسجيل الأهداف، وتحرير أنفسهم من الضغط الذي حال دون تحقيقنا للنتائج الإيجابية في العديد من المرات، لكن تضافر جهود الأطر التقنية والإدارية والتسييرية والجمهور المحب أدت إلى تجاوز الصعاب، وتحقيق نتائج إيجابية مكنتنا من الحفاظ على مكانتنا. س/ كيف تجاوزتم ضغط الخوف من النزول إلى الهواة؟ ج / فعلا، لم يتكيف اللاعبون مع هذا الضغط، بحكم أن جلهم شباب لم تسبق لهم الممارسة في أقسام النخبة، ويفتقدون التجربة، لكن في فترة الانتقالات الشتوية انتدبنا لاعبين لهم من التجربة ما يكفي لمساعدة بقية زملائهم، كما اشتغلنا على الجانب النفسي، وحاولنا إقناع اللاعبين أن ضياع ضربات الجزاء شيء عاد جدا، بدليل أن كبار نجوم كرة القدم العالمية أضاعوا ضربات الجزاء، وتمكنا في الأخير من تجاوز هذه المرحلة الصعبة، وحققنا نتائج إيجابية، بل أكثر من ذلك نحتل الرتبة الثانية من حيث النتائج الإيجابية في مرحلة الإياب. س/ ما هي الأسباب التي دفعتك إلى التراجع عن الرحيل في أكثر من مرة؟ ج / لا أنكر أنني اعتزمت الرحيل في وقت غابت فيه النتائج عن الفريق، لكن المكتب المسير تمسك بي، وفر كل المستلزمات والظروف المواتية للاعبين لتحقيق النتائج، وهذا بالضبط هو الذي حفزني وشجعني على مواصلة المسار، أكثر من هذا أن لدي إحساسا منذ الوهلة الأولى على أن الفريق لن ينزل إلى قسم الهواة، بالنظر إلى قيمة لاعبيه، كل مدربي الأندية التي قابلناها عبروا عن إعجابهم بالفريق والمستوى المبهر للاعبيه. س / هل ستجدد عقدك مع الفريق إذا طلب منكم ذلك؟ ج / عقدي مع الفريق ينتهي بانتهاء البطولة، والهدف الذي من أجله استقدمني الفريق تحقق. أما مسألة تجديد العقد فلم أفكر فيها إطلاقا، وهذه هي الحقيقة أقولها بصدق وصراحة، لم أفكر فيها، ربما بسبب اعتقادي أن التفكير في هذا الأمر سابق لأوانه، ورغم ذلك أقر بأن أي مدرب يتمنى الاشتغال وسط هذه الأسرة الدشيرية التي هي خزان لمسيرين محنكين وآخرين شباب، وهي أيضا مزرعة للمواهب، إضافة إلى جمهور وفي، قل ما تجد مثله حتى لدى أندية القسم الأول. س/ ألم يتأثر عملك بصراع الأجيال الذي عاشه المكتب المسير هذا الموسم؟ ج/ لا أعتقد أن هناك صراعات بين مسيري الفريق، صحيح في المكتب المسير يتعايش مسيرون يحملون تجربة سنوات من التسيير، ومسيرون شباب يشقون طريقهم بثبات في هذا الميدان، ومن الطبيعي أن يحمل جيل الشباب تصورا مغايرا لجيل الرواد. الشباب لهم طموحات كبيرة، في حين أن الرواد يملكون خبرة وتجربة، فهناك اختلاف في التصورات، لكنها في بعض الأحيان تتكامل ولا تتصادم . س / ما رأيك في التصريحات التي تطعن في مصداقية البطولة؟ ج / مثل هذه التصريحات لا نسمعها في بداية الموسم، لكن مع اقتراب نهاية البطولة الكل يعيش تحت ضغط الجمهور والنتائج، بعض المسيرين قد لا يتحملون صدمة تبخر حلم الصعود أو البقاء، وينفجرون ويطلقون كلاما عادة ما يكون وليد هذه الصدمة، ووليد هذا الظرف النفسي، بدليل أن جلهم سرعان ما يعتذر، ومنهم حتى من يحاول نفي أقواله. بالنسبة إلينا في أولمبيك الدشيرة نحث اللاعبين على تحقيق النتائج وتفادي الاهتمام بنتائج الأندية الأخرى. س / ما هو رأيك في تأجيل إعلان الاحتراف بأندية القسم الوطني الثاني؟ ج / فعلا للوصول إلى منتوج كروي ذي جودة عالمية يقتضي استكمال البرنامج الذي رسمته الجامعة لتأهيل كرة القدم الوطنية، لكن دون التضحية بأي فريق، صحيح أن هناك إكراهات التفاوت بين إمكانيات الأندية، هذا المشكل يمكن حله مع المؤسسات المنتخبة والفاعلين الاقتصاديين بدعم هذه الفرق التي تنتمي جلها إلى مدن صغرى لا تتوفر فيها الإمكانيات المطلوبة. س / هل انقطع حبل الود بينك وبين غزالة سوس؟ ج / لا يجب ربط لحسن بويلاص بمفرده بالحسنية، بل كل عائلة بويلاص مرتبطة بالفريق، لأن أشقائي أحمد وجمال ورحال لعبوا أيضا في صفوف الحسنية. عائلة بويلاص أعطت الكثير سواء لفريق الحسنية أو لرجاء أكادير. لا يمكنني أن أنسى فضل الحسنية علي، ومن لا يشكر الناس لا يشكر الله. حبل الود مازال متصلا، ولا أعتقده سينقطع، مهما تغير رؤساء الحسنية، لأن الجميع يعرف أن ارتباطي بالحسنية ليس ارتباطا عاديا بين مؤطر سابق وفريق رياضي، بل هو ارتباط وجداني بين مدرب يعتقد أن للحسنية فضلا كبيرا عليه، وأكثر من ذلك اعتقدت دائما أن الحسنية هي أسرتي الثانية، وبالمناسبة أنوه بالعمل الجبار الذي أنجزه المدرب عبد الهادي السكتيوي، وأتأسف للعقوبة القاسية التي صدرت في حقه، ولدي ثقة كبيرة في لجنة الاستئناف وأعتقد أنها ستنصفه . * لحسن بويلاص في سطور: الاسم الكامل: لحسن بويلاص حاصل على دبلوم التدريب الدرجة "باء" عمل مدربا مساعدا لحسنية أكادير درب حسنية أكادير * أجرى الحوار: عبد الواحد رشيد (أكادير) * نشر بجريدة الصباح يوم الاثنين 04 ماي 2015