إذا كان التحكيم السوسي على صعيد الجامعة والعصبة يضرب به المثل في الرقي والإزدهار، فإن بعض الحكام يعاكسون الأمر أثناء قيادتهم لمباريات الفئات الصغرى بالعصبة حيث يسجل تعاطفهم مع فرق النخبة بسوس00! ربما أن إنزكان وعدد من الفرق الأخرى ليس لديها التمثيلية بالمكتب المديري داخل المؤسسة الكروية مقارنة بفرق أخرى، والدليل من تابع لقاء فريق شبان إتحاد أيت ملول أمام شبان إتحاد فتح إنزكان برسم نهاية كأس عبد الغني أكشوض بملعب الإنبعاث بأكادير ليوم 06/25/ 2014 أمام مدرجات فارغة، بإستثناء المنصة الرسمية التي يتواجد بها رئيس أيت ملول وثلة من مرافقيه وبعض المحسوبين على عصبة سوس لكرة القدم و جمهور لايتعدى 80 متفرجا . كل من تابع اللقاء إلا ويطرح السؤال عن ماجدوى المساعدة التحكيمية لليوزمام المبالغة فيها000؟ رغم أن المبارة عادية بين شبان الكسيميين والملوليين إلى أن حكم الوسط ومساعده الأول لهم رأيهم خاص في محاولة إفساد اللقاء، وخاصة أن الفريق الملولي الشاب (صنف ب) المدعم من بعض عناصر (حرف أ) على الصعيد الوطني لايحتاج للمساعدة ولو أنه منقوص العدد، فهو قادر على تحقيق الإنتصار على شبان فريق إتحاد فتح إنزكان (حرف ب) المعزز ببعض اللاعبين من الفتيان،ومند إنطلاقة المقابلة بعشر دقائق خرجت المقابلة من يد الحكم لصالح فريق أيت ملول، وتبين أن هناك ضعف في التحكيم لرفضه إصابة الفتحيين مشكوك فيها، وطرد لاعب كسر حملة مضادة كان في غنى عن الورقة الحمراء ، وعلى بعد دقائق من الطرد، قدم هدية للملوليين ضربة جزاء مشكوك فيها عوض إعلان عن خطاء لصالح الحارس الكسيمي في قطع كرة هوائية بعد المضايقة من أحد اللاعبين، وأمام هذه الأخطاء التحكيمية المتكررة توقفت المقابلة لأزيد من عشر دقائق إحتج فيها فريق الفتحيين عن ضربة جزاء، وقرروا الإنسحاب من الميدان قبل التنفيذ ، لولا تدخل بعض اللاعبين وإعادة الأمور إلى نصابها، ومع مرور الوقت إستغل الحكم بعض الإحتكاكات لتوزيع الإنذارات المجانية لفريق انزكان ،مقابل إنذار واحد للملوليين ، وتفنن في طرد اللاعب الثاني من شبان فتح إنزكان، والطرد الثالث قبل نهاية المقابلة بعشر دقائق بتزكية من الحكم المساعد ،رغم أن الفريق الملولي متفوق ب خمسة أهداف لصفر، مما دفع بفريق إتحاد فتح إنزكان لمغادرة الملعب إحتجاجا على التحكيم. خلاصة القول فبطولة الفئات الصغرى حسب المتخصصين في مجال التأطيرالتربوي يأكدون أن النتيجة لاتهم كيف ماكانت، بقدرمايستفيد الشباب في كسب التجربة والتمكن من إجراء عدد من المباريات ،واكتساب كيفية توظيف الإنضباط الخلقي والتكتيكي في الميدان، بالرغم أن هناك بعض الأطر التقنية التي تحبذ النتيجة لتظهر عملها وتبرير ما يصرف من امكانيات مادية على هذه الفئات ،كماتتحمل المكاتب المسيرة للفرق جزء من المسؤولية لعدم مبادرتها لفتح قنوات التواصل مع مديرية التحكيم لتأطير الفئات العمرية الصغرى لتعريفها بالقانون الخاص بتحكيم المقابلات واحترام قرارات الحكم مهما كانت ، وقد أعادتني ذاكرتي للوراء لما كان الرئيس السابق لعصبة سوس لكرة القدم المرحوم الحسين راديف يتابع إحدى المقابلات بين أندية سوسية فئة الفتيان، ليفاجأ في الدقائق الأولى بطرد أحد اللاعبين من طرف الحكم ، وهو ما لم يتقبله الطفل الشاب وأجهز بالبكاء، وما كان على الراحل إلا أن ينزل من المدرجات لإستفسار الحكم عن تطبيق المرونة الشفوية بالإبتسامة البريئة لزرع الأمل، وتجنب قتل طموحات الشباب، صحيح أن القوانين يجب أن تطبق لكن كلما كان الإجتهاد في كيفية تعاملك مع مقابلات الفئات الصغرى بطرق تربوية بيداغوجية، إنضباطية مرفوقة بالإبتسامة تفرز أقل عدد من الإنذارات والطرد.