اختتام فعاليات الأيام الدراسية لجمعية تيفاوت بتينزرت جماعة تغجيجت ودورة هذه السنة تكرم الأستاذ إبراهيم أوبلا والرايس عثمان أزوليض تقرير حسن الخاضير نظمت جمعية تيفاوت للتنمية الاجتماعية والثقافية بشراكة مع المعهد الملكي للثقافة الامازيغية أياما دراسية تحت شعار: " اللغة الامازيغية و التنمية البشرية"وذلك أيام 08 و09و10غشت 2009 وقد عرفت الأيام نجاحا باهرا على كافة المستويات نظرا للإمكانيات المرصودة لها من طرف الجمعية كما عرفت حضورا مكثفا للجمعيات المحلية والجهوية والوطنية وحضور عدة جهات كممثلي الجماعات المحلية والمنظمات الحكومية و الغير حكومية وتهدف هذه الأيام إلى جعل المشروع التنموي ذا جذور ثقافية وهوياتية ترتبط بالإنسان كما تروم الدورة مقاربة بعض أشكال التنمية التي أبدعها الامازيغ عبر تاريخهم القديم في مختلف المجالات ودراسة إمكانية استغلالها خصوصا وأن إدماج الامازيغية في التعليم يحتم علينا إدماجها في مختلف القطاعات التنموية بل وأصبح ضروريا لتحقيق أية تنمية مرجوة، مما يجعل اللغة والثقافة الامازيغيتين أساسا من أسس التنمية لا يمكن القفز عليه ولا يمكن التعامل معها كطرف زائد فقط. فانطلقت الأيام الدراسية يوم 08 غشت على الساعة الرابعة مساءا بحفل الافتتاح حضره إلى جانب الجهات المنظمة(جمعية تيفاوت والمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية والجماعة المحلية لتغجيجت) فعاليات مدنية وإطارات جمعوية محلية ومنتخبين وقد ألقى السيد المدير الفني للدورة كلمة بالمناسبة شكر الحضور كما نوه بعمل المعهد الملكي للثقافة الامازيغية على إيلاءه الأهمية القصوى لكل المبادرات الرامية إلى إشراك موروثنا الثقافي واللغوي في برامج التنمية البشرية ليذكر الحاضرين بفقرات الأيام الدراسية، هذه الأخيرة التي بدأت بتنظيم يوم 09غشت 2009 ورشة تكوينية حول موضوع التدريس بالامازيغية، شارك فيها تلاميذ المؤسسات الابتدائية والإعدادية بالمنطقة أطرها كل من الأساتذة عبد الله بنحسي والحسن جمان. وقد عرفت هذه الورشات التكوينية إقبالا متميزا من طرف تلاميذ المؤسسات التعليمية بالمنطقة وممثلي الجمعيات حيث تضمنت الورشة عرضا حول موضوع ديداكتيك تدريس الامازيغية ألقاه الأستاذ عبد الله بنحسي وعرضا آخر ألقاه الأستاذ الحسن جمان تطرق فيه إلى كرونولوجيا تدريس الأمازيغية بالمدرسة المغربية. وفي الفترة المسائية، كان المشاركون على موعد مع ورشة الكتابة بالحرف الأمازيغي تيفيناغ حاول فيه الأستاذ عبدالله بنحسي مقاربة هذا الحرف العريق مقاربة تاريخية وتقديم أبجدية حرف تيفيناغ ليطلع المشاركين على بيداغوجية هذا الحرف وكيفية قراءته وكتابته لتنطلق على الساعة 17.00مساءا مسابقة أولمبياد تيفناغ والتي عرفت مشاركة مكثفة لممثلي الجمعيات في كل من تينزرت وتغجيجت وأداي، افران، بويزكارن، تيمولاي، كلميم وطاطا. وقد عادت الجوائز الثلاثة الأولى لممثلي جمعية تيفاوت بتينزرت. ليختتم اليوم الأول بأمسية فنية حيث تزينت ساحة "إمي ن الشاريج" بحلل جميلة على إيقاع فن أحواش نشطته فرقة أحواش ايداولكَان التي رسمت لوحة فنية متميزة قل نظيرها، كما تم خلال هذه الأمسية تكريم الفائزين في اولمبياد تيفناغ إلى جانب توزيع شواهد تقديرية على الأساتذة المؤطرين وعدة محافظ مدرسية على تلاميذ الأسر المعوزة. وفي اليوم الثاني من الأيام الدراسية وخلال الفترة الصباحية تم تنظيم صبحية أمازيغية للأطفال أطرها الأستاذ بلقاسم بولون هذا النشاط الذي عرف بدوره حضورا متميزا لأطفال البلدة حيث استفادوا من فقرات متميزة من التنشيط ممزوجة بأغان أمازيغية عريقة . الجانب الرياضي كان حاضرا من خلال تنظيم الدورة السادسة للسباق على الطريق (سباق "تازلا") الذي عرف مشاركة متميزة للعدائيين المحليين والمناطق المجاورة. وعلى الساعة السادسة والنصف مساءا خصص استقبال حار من طرف رجال و نساء المنطقة لمجموعة "إدبنيران" القادمة من عمالة تيزنيت، وقد رسمت خلال هذا الاستقبال لوحة رائعة من التلاحم بين منطقتين متباعدتين يتقاسمن هم الدفاع عن الموروث الامازيغي فأنشدت فرقة إدبنيران مقاطع ومواويل ساحرة ممزوجة بزغاريد متماوجة اهتز لها أسايس "إمي ن الشاريج". وعلى الساعة السابعة والنصف انطلقت ندوة "اللغة الامازيغية والتنمية البشرية، المجالات والرهانات؟" أطرها الأستاذ ابراهيم اوبلا بمداخلة تحت عنوان "تعليم اللغة الامازيغية والتنمية الاجتماعية والمعرفية بالمغرب" ومداخلة ثانية ألقاها الأستاذ أحمد الخنبوبي تحت عنوان "دور اللغةالامازيغية في التنمية"وقد أعقبت هذه المداخلات مناقشة مستفيضة من طرف الحاضرين الذين تشكلوا من ممثلي الجمعيات وفعاليات مدنية وسياسية مختلفة.ليسدل الستار على أشغال الأيام الدراسية الثانية لجمعية تيفاوت بأمسية متميزة أحيتها فرقة "إمزالن إدبنيران " من تغيرت ذات السحر الخاص حيث عطرت فضاء ساحة "إمي ن الشاريج" بأشعار رائعة ممزوجة بزغاريد متناسقة ومقاطع من "تنظامت" تناوب على إنشادها الرايس عثمان أزوليض والرايس إبراهيم أوبلا والرايس البشير الحداد والرايس براهيم أكضيض والرايس بن الحسين مما أضفى على الأمسية سحرا خاصا ينسل في ثناياه جمال اللحن والكلمة، وفي جو من الحفاوة وحسن الضيافة تم تكريم الرايس عثمان أزوليض فنان أسايس المشهور اعترافا بمواهبه الفنية وإسهاماته الأكيدة في مجال أسايس وقد امتزج هذا التكريم بتصفيقات الجمهور الذي غصت به جنبات ساحة إمي نشاريج وزغاريد نساء تينزرت اللواتي أنشدن مقاطع ساحرة احتفاءا بهذا الناظم المشهور زاد من أهمية الحدث الكلمة المؤثرة التي ألقاها الأستاذ إبراهيم أوبلا في حق المحتفى به مما أثر كثيرا في الرايس عثمان أزوليض الذي شكر جمعية تيفاوت وسكان تينزرت على هذا التكريم الخاص، وبنفس الحفاوة تم تكريم الأستاذ الكبير إبراهيم أوبلا الباحث الأمازيغي والمناضل اعترافا بإسهاماته الكبرى في مجال الثقافة الأمازيغية. ليسدل الستار على فعاليات الأيام الدراسية الثانية لجمعية تيفاوت في أفق تنظيم الدورة القادمة و أمالنا معلقة على ما ستحمله الدورة المقبلة من جديد في خدمة الثقافة الأمازيغية