أعلنت "جمعية الفلاح سبت الكردان" بإقليم تارودانت أن العديد من الضعيات الفلاحية أصبحت في خبر كان بسبب توالي سنوات الجفاف وتراجع الفرشاة المائية بشكل كبير وغياب أي دعم للجهات الرسمية بالإضافة إلى تراكم ديون القروض،الأمر الذي يضع الفلاحين مالكي الضعيات والعاملين بها وأسرهم أمام خيار الرحيل أو الاستسلام للتشرد والفقر . وأمام هول الكارثة، خاصة أن الضيعة الواحدة يقدر ثمنها بين 400 مليون ومليارين من السنتيم،تحركت الجمعية المذكورة وراسلت كل من رئيس المجلس الإقليمي لإقليم تارودانت و رئيس غرفة الفلاحة و رئيس مجلس جهة سوس ماسة درعة ووزير الفلاحة والوزير الأول ووزير المالية والمدير العام للقرض الفلاحي من اجل تدارك الموقف وانقاد هذه الضعيات وأصحابها والعديد من الأفواه البشرية التي تقتت من هذه الضعيات بشكل مباشر. وفي هذا الصدد قال "فهد الدويعلي" عن"جمعية الفلاح سبت الكردان" لجريدة "المساء" لقد دقنا نقوس الخطر مند سنة 1999 حين ضرب جفاف خطير المنطقة وتراجعت المياه الجوفية من 140 متر إلى 200 متر، دون أن ينتبه احد لهذا المشكل لما كان ميسرا، اليوم تعقدت الوضعية وطالت الأزمة كل الفلاحين وأصبحت المنطقة منكوبة، وهكذا توالت الكوارث بشكل معقد، يضيف الدويعلي، بحيث عرفت أسعار المواد المستعملة في الفلاحة كالبترول ارتفاعا صاروخيا مند سنة 2000 وانتقل سعر البترول مثلا من 700 درهم إلى 1350 درهم، كما تعرضت المنطقة في سنة 2003 لما يعرف بالجريحة التي أضرت بالضعيات كثيرا ..واكتسح الجراد الضعيات في عام 2004 واتى على ما تبقى من المزروعات والأشجار من الخضروات والليمون. وأضاف ممثل الجمعية ، مستعرضا معاناة الفلاحين بالمنطقة، دون تدخل من وزارة الفلاحة لدعمهم، أن سنتي 2005 و2006 كانتا بمثابة اللحظات التي تلقت فيه المنطقة ضربة قاضية على اثر اجتياح رياح الشركي للمنطقة مع موجة الحرارة المصاحبة لها ، مما أزمة الفلاحين وما كان أمامهم إلا تعميق الآبار من 200 متر إلى 300 متر بحثا عن قطرات من الماء لانقاد ما يمكن انقاده، ولكن استمرار الجفاف وقلة التساقطات جعل العديد من هذه الآبار مجرد حفر من الوحل. بعد هذا الوضع المهول ، تحركت الوزارة المسؤولة على القطاع الفلاحي أخيرا،يقول "فهد الدويعلي" ، لتنفيذ مشروع تزويد منطقة الكردان بمياه السقي من سد اولوز، المشروع الذي لم تنته به الأشغال لحد الآن ، والذي لن يستفيد منه إلا بعض المحظوظين من الفلاحين الكبار، أما الأغلبية العظمى من الفلاحين فليس أمامهم إلا بيع ضعياتهم والبحث عن وجهة تقبل خيبة آمالهم وإفلاسهم من الفلاحة. وفي موضوع ذي صلة قال متحدثنا أن العديد من الفلاحين المنكوبين بالكردان تنتظرهم أحكام بالسجن بسبب الديون المتراكمة من فوائد وقروض المؤسسات الدائنة التي أصبح ،من المستحيل، علينا أداؤها في الوقت الراهن، لان ظاهرة الجفاف التي أصبحت بنيوية ، جفت الآبار وجعلت أشجار الليمون يابسة، وأمام عجزنا المطلق، يؤكد احد المتضررين، طالبنا الجهات المانحة والوزارة الوصية على الفلاحة إعفاءنا من هذه الديون وفوائدها ،ولم نتوصل برد ايجابي لحد الآن ،وبذلك يبقى مصيرنا مجهولا بين الإفلاس من خلفنا ودخول السجن أمامنا.