تخليدا لليوم العالمي للتصحر ، وانسجاما مع مسلكيات الخطاب البيئي بالمغرب الذي يدعوا إلى ضرورة إيلاء العناية الفائقة للموارد الطبيعية المحلية وتثمينها باعتبارها اقتصادا بديلا يتجه الاهتمام إلى تطويره في الآونة الأخيرة وإكسابها القيمة المضافة المفترضة ، تستعد جمعية "دوتنزيرت " للتنمية والتعاون بتسكدلت ، التابعة لإقليم اشتوكة أيت باها .يوم الأربعاء 18 يونيو 2008 ويسعى هذا المشروع التنموي ، الذي يمتد على مساحة 30 هكتارا ، إلى تحقيق جملة من الأهداف ذات الأبعاد التحسيسية والإخبارية ، تتوزع أساسا بين إعادة الاعتبار لهذا المورد الطبيعي المحلي ، بالنظر لكونه بات رقما مهما داخل معادلة الإنتاج الاقتصادي البديل بجهة سوس ماسة درعة على نحو عام ، توفر المنطقة إمكانيات كبيرة لإنتاجه ، واعتمادا على الخبرة التي راكمها المزارعون التقليديون في هذا المجال .كما أن التهافت العالمي أضحى في تزايد مطرد على هذا المنتوج ، بعد التنبه لخصائصه الغذائية والبيولوجية الهامة ، ومساهمته في تعزيز التنمية المستديمة بمحيط تواجده . ويعتمد المشروع على مقاربة تشاركية مندمجة من خلال التعاون مع أطراف فاعلة في مجال مكافحة التصحر وطنيا ومحليا ، ويتعلق الأمر بالبرنامج الوطني لمكافحة التصحر بأكادير ، والمقاطعة الإقليمية للمياه والغابات باشتوكة أيت باها . وتعتبر الجمعية ، صاحبة المشروع ، أن الأخير يعد الأصلح للمنطقة ، بالنظر إلى الظروف الطبيعية والمناخية التي تعيشها، وندرة المياه التي لم تعد مدخراتها تكفي لتلبية احتياجات الساكنة والأغراض الزراعية . وتشكل المنطقة مجالا واعدا للاستثمار في الأشجار المثمرة والعالية المردودية كالصبار ، من خلال ضمانها لفرص هامة في إطار أنشطة مدرة للدخل ، بيد أنها تبقى في حاجة ماسة لتطوير وعصرنة استغلالها ، بالقطع مع الطرق البدائية التي مازالت تمارس بها ، وأشكال تسويقها خاما، بدون معالجة أوتحويل ، وهو مايفقدها قيمتها الحقيقية دون إغفال افتقادها أثناء عملية التسويق لعلامات تجارية مميزة تساهم في تنميتها ، ورسم مكانة لائقة لها في السوق الدولية . ويصنف " الصبار " في لائحة آخر الحواجز ضد التصحر وزحف الرمال ، وتثبيت التربة وحمايتها من التعرية والهشاشة ، كما أنه يعتبر ، خلال السنوات العجاف الأخيرة ، من أهم مصادر تغذية الماشية بالمنطقة ، كما يمكن هذا المكون الطبيعي من إنتاج أنواع جيدة من المربى، واستعماله في صناعة الحلويات . إلى ذلك ، تعتزم الجمعية في إطار المشروع ذاته ، تطوير انتاجه إلى القابل للتسويق على نطاق واسع باعتماد التقنيات الحديثة من أجل تأهيل إنتاج مادة الصبار، من خلال عمليات التحسين الوراثي ، وتوظيف تقنيات التهجين للوصول إلى أنواع جيدة ، وتحديد احتياجاتها حسب دورات الإنتاج، والعمل على منحه القيمة الإضافية التي تجعله يوفر للمهنيين والمنتجين إمكانيات هائلة للاستثمار . جدير بالذكر أن سجل فعاليات جمعية أيت سعيد أويوسف التي أطلقت هذا المشروع يضم عددا آخر من المشاريع التنموية والتي كانت لها قيمة مضافة بالمنطقة ، خصوصا وأنها اتجهت نحو تدعيم البنيات التحتية بهذا الوسط القروي وتأهيل العنصر البشري للانخراط في التحولات الجارية على محيطه انسجاما مع التوجهات الكبرى التي رسمتها المبادرة الوطنية للتنمية البشرية . وهكذا فقد أنجزت هذه الجمعية تعاونية فلاحية لإنتاج وتثمين زيت الأركان لفائدة نساء المنطقة ، بالإضافة إلى تمكين ساكنتها من التزود بالماء الشروب في إطار مشروع يستهدف 15 دوارا بهذه المادة الحيوية ، وتبليط الطريق المؤدية لمقر تواجد التعاونية الفلاحية المذكورة وتجهيز الأخيرة بالمعدات والآليات الحديثة المستغلة في الإنتاج المعصرن . كما تمكنت الجمعية ، من ناحية أخرى ، من إحداث مطفيتين بشراكة مع المصالح الفلاحية ووكالة التعاون التقني الألماني . واستطاعت الجمعية، بتعاون ودعم من السفارة الألمانية بالمغرب من بناء مقر يحتضن أنشطة وإدارة الجمعية. لحسن بيلو 067218755