تذكر .. يا حارث مياه بحر ، اختار سبيل اللعب الطفولي ، في مغارة مفككة ، تذكر .. يا صانع أنفاس قلب خريطة ، تئن في قبضة كلاب تحرس غابة مفروضة . تخلص ، يا صوت المدى ، من سلطان خوفك الجائر ، بالخروج من دائرة الطاعة العمياء ، و بكسرك لمحارة قيد التقليد إليك تعود سواعدك المنفية ..سواعد النار التي تصدت ، في أزمنة خريف المدينة ، لأعداء من فلاذ ..تذكر .. يا غيمة كل الأمكنة الجريحة ، أن لتجاعيد ظمأ الغضب الكائن رائحة فيض الرماد ، و بعد كل سقوط شمس ، تحترق بلهيب لعنة سلطان الاستبعاد ، ثمة ثمار من دوالي النار فجأة تشرق ، في جوف صمت السحاب . لعل هذا المساء الحزين ، بات حرفا أجمل حين كتب فصلا آخر ، من تاريخ صراع قديم ، لأحفاد الرمل المهرب ، و الفقر المعلب ، و الدم المصدر مجانا لآلهة التراب ، ضد جيل جديد ، من حفاري جنبات أرصفة أضلعنا ، الذين يزحفون خاشعين و مهرولين ، وراء سؤال الفتات ، ترتوي بتفاصيله زيوت الحطب ، المخزنة داخل صهاريج الأجساد المعطلة .. إنها بيوت الوجدان ، الذي اكتوى بدخان صفعة الموت الفاضح. هي دوالي الماء المتألق ، الذي يرفض اليوم أن يموت ، مهما أبدعوا في طرائق قتله .، هذا الماء اللعين ، فشل في إطفاء حريق بستان البحر ، لأنه ماءهم .. و ليس ماءنا .. لماذا افتقدنا بريق جحيم التكسير ، و استسلمنا لمتعة الجري وراء ظلال الأشياء ،،هل لأننا من تربة جنوب آثم تجبل على الخضوع لشهوة الرياح ، أم لأننا من لهيب منير ، غزته جنود الثلج منذ سقوط الجدار ، و صعود ابن آوى ، إلى صهوة القيم المقلوبة على وجه حق كبلته الأيدي ..و قد قيل أن ثمة رياح صفراء ، تبدو أكثر شعبية كانت وراء قمع الرماد ، و إحياء فوضى الرمال ، داخل عيون ضيقة ، آخذة الآن في الاتساع ، و تسلق برج بابل ، دون الحاجة إلى سلالم ...؟؟