عيدٌ بأيّةِ حالٍ عُدتَ يا عيدُ * بمَا مَضَى أمْ بأمْرٍ فيكَ تجْديدُ البيت الشعري للشاعر الكبير "المتنبي" لا ينطبق فقط على عيد الاضحى المقبل، على الاقل في مغرب اليوم، بل يتعد الامر ذلك الى عيد اخر ينتظره المغاربة بصبر ايوب كما ينتظره العالم ليؤكد الاستثناء المغربي أو يعلق الامر الى اجل غير معروف، انه "عيد 25 نونبر" موعد استحقاق انتخاب مجلس جديد لنواب الامة، التي ينتظر منه الكثير باعتباره نقطة تحول في المغرب الراهن. قبل الحديث عن العيد الثاني وعلاقته بالعيد الاول لابد من الاشارة الى ان معهدا امريكيا اهتم مؤخرا بالانتخابات المغربية واصدر تقريره المعلوم، اكد من خلاله اشياء مثيرة تتعلق بنتائج هذه الانتخابات المنتظر ان يكتسحها الاحرار والاستقلال والبام بدل العدالة والتنمية يقول المعهد الامريكي،ويضيف ان الاستثناء المغربي قائم لان بلاد المغرب لا عنف فيها ولا قمع ولا ..مقارنة بما يحدث بالبلدان الاخرى شمال افريقيا والشرق الاوسط، جميل كل هذا التمني الامريكي لبلدنا، رغم انه لا يحمل كثيرا الجديد للمغاربة، لان المعضلة ليس في اسماء الاحزاب بقدر يرجع الى مكونات الاحزاب وبرامج الاحزاب والتزامات الاحزاب، وهذه الامور هي التي لا يعرفها المعهد الامريكي او ربما يتجاهلها. قال زميلي المولوع بمتابعة شؤون الانتخابات وخباياها عبر احاديث المقاهي، ان ولائم وزرود الانتخابات تعرف تقلصا كبيرا هذه المرة، وقلت له حسنا ربما حصلت قناعة لدى المرشحين بلا جدوى هذه الحفلات، واصبح هؤلاء مقتنعين بتغيير تواصلهم مع الناخبين، باعتماد توزيع البرامج والالتزامات بذل المأكولات والوعود، فرد زميلي ضاحكا انت تحلم او تعتقد نفسك في فرنسا، الامر غير ذلك، تقلص الزرود والولائم سببه تزامن الانتخابات مع عيد الاضحى، فبدل ان تدبح الاغنام وتقدم في موائد للناخبين، تم صرفها هذه المرة اضاحي، فكم من واحد "سيضحي" باصواته لكي يواجه ضريبة عيد الكبش وما ادرك ما عيد الكبش، افهمتم الآن على ماذا اعتمد المعهد الامريكي في تخميناته. بمَا مَضَى أمْ بأمْرٍ فيكَ تجْديدُ" يؤكد المتنبي ونحن معه ننتظر ما سيأتي به عيد الانتخابات من جديد، ام ستعود حليمة الى عادتها السيئة وتبقى دار لقمان على حالها، آمال كبيرة ولكن شروط الخيبات لاتزال تلف وتدور بيننا.