اختتم مهرجان ازالاي للموسيقة الافريقية دورته الأولى في عرس فني شهد إحياء 30 حفل موسيقي ، فكان بحق فرصة ومجالا خصبا لتلاقي ثقافات شعوب أفريقية، حيث مشاركة فنانين أفارقة بأنماط موسيقية متنوعة، استنبط منها العالم أسس مدارس موسيقية خالدة، كموسيقى البلوز والجاز والريكي. وبموازاة مع برنامجه الموسيقي والفني تضمن برنامج المهرجان ندوتين علميتين تناولت العلاقات المغربية الأفريقية وفن كناوة بين المغرب والدول الأفريقية الأخرى. وللتذكير فقد احتضنت مدينة وارزازات للفترة الممتدة ما بين 20 و22 أكتوبر الجاري الدورة الأولى من مهرجان "أزالاي" للموسيقى الأفريقية. المهرجان الذي نظمه المجلس الإقليمي للسياحة بشراكة مع عمالة إقليمورزازات، والجماعة الحضرية، ومؤسسة ورزازات الكبرى للتنمية ولجنة فيلم ورزازات بتنسيق مع مجلس الجهة. وفي هذا السياق قال محمد سعيد العمرني رئيس المجلس الإقليمي للسياحة لممثلس وسائل ان المهرجان فرصة لخلق دينامية جديدة بالمدينة ونواحيها وإنعاش سياحي اقتصادي وثقافي للمنطقة. وقد عرفت هذه التظاهرة الفنية مشاركة ما يعادل 30 فرقة موسيقية ضمت 300 فنانا وفنانة من مختلف البلدان الأفريقية بما فيهم المغرب، وحج ما يناهز 100 ألف متفرج طوال أيام وليالي المهرجان، إلى الساحات الثلاث التي نصبت فيها منصات تحاكي منصات المهرجانات ذات الصيت العالمي، جموع غفيرة جمعت بين ساكنة الإقليم وضيوف المهرجان.
قال الفنان العالمي الفا بلوندي نجم السهرة الختامية للمهرجان ان اسم "ورزازات" رآه مرارا وتكرارا على الخرائط الجوية للطائرات التي كانت تقله ليجوب العالم كسفير الفن الأفريقي بامتياز، اسم ورزازات بقي عنده كحلم جميل انتظر تحققه مند زمان . وحين دعاه مدير أعماله جمال عطيف، وهو نفسه مدير مهرجان أزالاي للموسيقى الأفريقية للمشاركة في الدورة الأولى من المهرجان بورزازات، ليستجب دون تردد لانه الحلم قد تحقق ففكر في الحضور وفي الغناء لهذه المدينة التي أغرم بها، "ورززات" هو أسم الأغنية التي يهيأها ألفا بلوندي ضيف الدورة الأولى لمهرجان أزالاي، وينوي إهدائها للمدينة وأهل المدينة. وأوفى بوعد قطعه قبل ساعات من التحاقه بالمنصة في أمسية اختتام فعاليات المهرجان، حيث أعطى كل ما لديه من تميز في الأداء وصدق في التعاطي مع وقع كل أغنية، وقد ألهب حماس الجماهير بأغانيه التي تناولت الأرض وصراع الوجود الدامي بين مختلف طبقات المجتمع، ولساعات غنى ألفا بلوندي وغنى ورقص معه جمهور ما كان ليظن الفنان أن صيته وصل إلى مدينة ورزازات، وختم عملاق الأغنية الأفريقية رمز الثورة على الظلم والطغيان، ومناهض للحروب والفقر والأمية التي تنخر المجتمعات الأفريقية، بإتحاف محبيه بمقاطع من ريبيرتواره الزاخر بأغان خالدة تغنى بها العالم، فلا جنسيات ولا إثنيات ولا حدود أمام الكلمة والموسيقى الأفريقية التي هي منبع أغلب الأنماط الموسيقية في العالم.
عرض للقفطان المغربي على هامش المهرجان موازاة مع الحفلات الفنية التي عرفتها الساحات الثلاث طيلة أيام وأمسيات المهرجان، شهد قصر المؤتمرات بورزازات، فعاليات عرض للأزياء التقليدية الأفريقية، حيث استمتع جمهور غفير بعرض شيق للقفطان المغربي والذي دشنته المصممة المتميزة نعيمة بلبيضا بقفطان جسد الراية المغربية، لتتوالى عروض القفطان لديها والتي اعتمدت فيها أثوابا بسيطة ميزتها بقصات مازجت فيها بين العصري والتقليدي حيث أبهر قفطان صمم بأثواب وألوان زاهية من سوس جموع الحضور. في حين قدم المصم هلال ربيعي وهو من مدينة الصويرة، تشكيلة مميزة صممها خصيصا احتفاء وتكريما لمدينة ورززات، اعتمد فيها أثوابا فاخرة وألوانا اعتمدت تضاضد الألوان بين أبيض وأسود، واحمر وأخضر في قصات ركز فيها على أعلى القفطان الذي يحوله إلى لوحات فنية تشكيلية أخاذة. وكانت مفاجأة العرض تشكيلة صممها المصمم "طه با" الآتي من السينغال الذي عبر عن سروره لعرض أعماله بورززات التي يزورها كما المغرب لأول مرة، وقد عرض فساتين صممت بأثواب سينيغالية بألوان دافئة وقصات أغلبها طويلة محتشمة رصعها بأحجار ولآلئ زادتها جمالا، في حين عرض المصمم أحمد واعنيني الذي يقطن بوارززات، والذي يخوض تجربة عرض أعماله لأول مرة، تشكيلة متنوعة من الجلابة المغربية، وقد اعتمد في تصاميمه أثوابا وألوانا متنوعة استعمل في إعدادها تقنية "البرشمان" و"الرندة" وكذا "الطرز الرباطي" الذي يطرز باليد، وركز على الطريقة التقليدية في تصاميمه، وقد اعتبر التجربة مهمة للمساهمة في الترويج للمنتوج المغربي التقليدي. كما تألقت المصممة نوال زناك وهي من الدارالبيضاء وتقطن ورززات، والتي بدأت مشوارها في عالم التصميم والموضة منذ ثماني سنوات، وقد اعتمدت في تشكيلتها تقنية "القيطان" و"السفيفة" و"التطريز" و"العقاد"، التي لا تخالف أصول وقواعد التصميم التقليدي، مع اعتمادها لقصات عصرية لتساير متطلبات المرأة العصرية، والتي أجمع جميع المصممين المغاربة أنها تقبل أكثر من ذي قبل ‘لى اللباس التقليدي لما عرفه من تغيير وتحديث يجعله مريحا لها في جميع مجالات تحركاتها.