نظرا لما وصل إليه الملف المطلبي لمستخدمي دور الطالب والطالبة بإقليم سيدي إفني نظم المكتب النقابي المحلي لهذه الفئة المنضوي تحت لواء الإتحاد العام للشغالين بالمغرب ، بتنسيق مع الكتابة الإقليمية للشغالين بتيزنيت وسيدي إفني ، مسيرة احتجاجية مشيا على الأقدام لمسافة 45 كلم ، انطلقت من أمام مقر دار الطالب و الطالبة بجماعة أيت عبد الله على الساعة السادسة صباحا ، مرورا بجماعة تيوغزة إلى مدينة سيدي افني التي وصلتها الساعة التاسعة ليلا تقريبا . تأتي هذه المسيرة كخطوة تصعيدية نوعية بعد خوض مجموعة من الإضرابات والاحتجاجات بمؤسسات دور الطالب والطالبة وكذا أمام مقر عمالة الإقليم ، معبرين عن استيائهم العميق إزاء سياسة المماطلة واللامبالاة من طرف المسؤولين كل في ميدان اختصاصه ، وفي ظروف جوية قاهرة وتضاريس جبلية وعرة ، فإن المحتجين واصلوا المسيرة بعزم وإرادة قويين ، إيمانا منهم بعدالة ملفهم المطلبي ، وتجدر الإشارة أن هذه المسيرة دامت أزيد من 15ساعة ، حيث لقيت مسيرة التحدي هذه تضامنا واسعا من طرف الساكنة و الدواوير التي مرت منها حيث تم تزويد المناضلين بالماء و كل ما يحتاجون إليه ، مع العلم أن المسيرة عرفت إغماءات في صفوف المحتجين منذ انطلاقتها و كان آخرها أمام مقر دائرة سيدي إفني حيث تم نقلهم إلى المستشفي الإقليمي بالمدينة . وقد تدخل رئيس الدائرة للحيلولة دون وصول المحتجين إلى مقر العمالة و تنفيذ اعتصامهم الذي كان مقررا ، إلا أن هذه المحاولة لم تجدي نفعا ،فقرر المناضلون الاستمرار في مسيرتهم إلى مقر العمالة . وفي بداية الاعتصام الذي انطلق في منتصف الليل عرف المكان إنزال أمني مكثف ،ليحضر في وقت لاحق الكاتب العام للعمالة من أجل الحوار مع المعتصمين لكون السيد العامل موجود في مهمة خارج الإقليم ، هذا ما رفضه المعتصمون بدايتا ، وبعد محاولات عدة وتدخل جهات قريبة من المكتب النقابي ، تم إجراء الحوار شرط توقيع محضر تلتزم بموجبه السلطات الإقليمية بتنفيذ الملف المطلبي وإعادة الكاتب المحلي للنقابة إلى عمله دون أي شرط والذي تم طرده من عمله في بحر الأسبوع الماضي ، وعليه تم رفع الاعتصام بعد انتهاء الحوار في الساعة الثانية صباحا . و تجدر الإشارة إلى أن المسيرة عرفت تضامن بعض الإطارات الحقوقية وفعاليات المجتمع المدني و النقابات وجمعيات للمعطلين ، عند وصولها إلى مدينة سيدي افني . نجيب نحاس