اسدل الستار على الدورة الاولى لمهرجان تافنكودلت، الذي سيصبح تقليدا سنويا لتكريم ابرز وجوه الفعل الانساني من ابناء المنطقة ورد الاعتبار للمكان والزمان والانسان بهذه الربوع المهمشة، دورة المرحوم د. علي صدقي ازايكو، التي احتضنها مركز جماعة تافنكولت باقليم تارودانت، يومي 2 و3 شتنبر 2011 . وقد عرفت فعاليات هذه التظاهرة الاولى من نوعها بالمنطقة نجاحا كبيرا من حيث مضمون برنامجها المتنوع ومستوى التنظيم وعدد الجماهير التي تتبعت فقرات برنامج الدورة ومن حيث الاصداء الاعلامية والتواصلية التي خلفتها. وحسب الجهات المنظمة فقد كان الهدف من الدورة الاولى لمهرجان تافنكولت هو التعريف بالمنطقة ورفع التهميش الذي طالها في السنوات الاخيرة، كما كان الهدف من تنظيم دورة المهرجان، المنظم من طرف جمعية تامونت لدوار ايت معلا وجمعية الانبعاث بتافنكولت بتعاون مع الجماعة القروية لتافنكولت وبدعم من عدة شركاء وفاعلين، هو تكريم احد الوجوه البارزة في الثقافة واللغة الامازيغيتين، المرحوم الدكتور علي صدقي ازايكو، المثقف والباحث والمؤرخ والكاتب، والاستاذ الجامعي بكليتي الاداب بالرباط والقنيطرة، ابن المنطقة. توزعت فقرات برنامج الدورة الاولى من مهرجان تافنكولت بين النشاط الاجتماعي والرياضي والثقافي والفني، وقد اعطيت الانطلاقة لدوري رمضان لكرة القدم المصغرة مند بداية شهر يوليوز الجاري، شاركت فيه عدة فرق رياضية بالمنطقة، الدوري الذي اجريت مقابلته النهائية يوم الاحد 3 شتبر الماضي. كما نظم سباق اركان الرياضي زوال يوم الجمعة ثاني شتنبر الجاري، لحظات قليلة قبل الافتتاح الرسمي للمهرجان شارك فيه عدد من شباب المنطقة في شكل 3 فئات للكبار والفتيان والصغار، وقد اجري السباق اوساط اشجار اركان، مما اهله ان يحمل اسم هذه الشجرة المتواجدة بالمنطقة بكثرة. وضمن النشاط الاجتماعي للمهرجان نطمت التعاونيات النسائية بالمنطقة معرضا لعرض اهم انتاجاتها في مجالات صناعة الزرابي والطرز وزيت اركان وبعض المواد الاخرى كالكسكس والحانا والصابون الخ، المعرض المواز لدورة المهرجان استقبل عدد من الزوار من داخل المنطقة ومن خارجه. وفي الشأن الثقافي نظمت ادارة المهرجان بتعاون مع منتدى الاداب لمبدعي الجنوب بمدينة تارودانت بعد زوال يوم السبت 3 شتبر ندوة علمية حول تراث ومؤلفات فقيد المنطقة وفقيد الثقافة واللغة الامازيغيتين المرحوم الدكتور علي صدقي ازايكو، عرفت اشغالها نجاحا باهرا خاصة ان الاساتدة المتدخلين فيها قدموا عروضا قيمة حول محاور تهم حياة وكتب والانتاجات الادابية والتاريخية والثقافية للمرحوم ازايكو، وبحضور افراد من عائلة صدقي ازايكو في مقدمتهم ابتنه "تيليلا صدقي ازايكو". وقد اوصى المشاركون في هذه الندوة بعد نقاش هام على ضرورة اخراج اشغال الندوة في كتيب لتعميمها لاهميتها، كما اوصوا باطلاق اسم الدكتور علي صدقي ازايكو على احدى المعالم التربوية او الثقافية بمنطقة تافنكولت، وبضرورة العمل على طبع الاعمال الكاملة للمرحوم ازايكو وباهمية التعريف به لدى الناشئة من تلاميذ المؤسسات التعليمية بالقيام برحلات الى منطقة ولادته ودفنه بدوار" تيوينخت" بجماعة تافنكولت، بعض وضع تذكار يحمل سيرة حياته ومسار فكره ومؤلفاته واشعاره. وفي المجال الفني نظمت سهرتين فنيتين احيت الاولى، مساء اليوم الاول للمهرجان، فرق لاحواش المنطقة، فرقة احواش اسمكان من اولوز وفرقة تامونت لاحواش تكركوست، وعرفت السهرة الثانية ليلة السبت نجاحا كبيرا حيث اطفأ عليها ثلة من الفنانين الشباب نكهة خاصة كما اعطتها لحظة تكريم الدكتور علي صدقي ازايكو نكهة خاصة، السهرتين الفنيتين الناجحتين بفضل كذلك حنكة وتألق الاعلامي والمنشط " عبد كويتة" مقدم برنامج " ابريد ن تران" بقناة تامازيغت. فقد عنى الشابين من الجيل الجديد للروايس "لحسن انير" و"العربي ارسموك" مجموعة من الاغاني الخاصة بهما تجاوب معها الجمهور الذي قدر تلك بحواي 6000 شخص حجوا من المناطق المجاورة من بعض المدن لتتبع ليلة تكريم احد رموز المنطقة في الثقافة والفكر والتاريخ، من الدارالبيضاء ومن الرباط ومن اكادير ومن تارودانت، وقد عاش الجميع لحظات من الضحك والفكاهة مع الفنان الكوميدي "لحسن شوشو". وتبقى لحظة تكريم اسرة الفقيد علي صدقي ازايكو ، التي صعدت الى منصة المهرجان تحت تصفيقات الجمهور، مكونة من اخويه ابراهيم والحسين وابنته تيليلا وافراد من اسرته بالمنطقة، احدى الفقرات التاريخية ضمن فعاليات دورة المهرجان.