حتى يبقى المشعل مرفوعا ، و هو المشعل الذي كان يحمله شهيد الصحافة الجهوية "الشيخ مبطيل" ، في تتبعه للأحياء المنسية بالمدينة أو ما قد نسميه وجدة غير النافعة ، ارتأت جريدة الشرق الآن أن تحمل المشعل ، و تتم الرحلة التي بدءها "الشيخ مبطيل" عبر أحياء وجدة المنسية بدءا بحي الحداد فحي برحمون وحي الزرارقة ، لنواصل الرحلة و كلنا رغبة في تسليط الضوء على حي من الأحياء الهامشية بوجدة ، قادتنا رحلتنا عبر الأحياء المنسية إلى حي "النور" أو ما يعرف لدى العامة من الوجديين بحي "سدرة بوعمود" ، هذا الحي الذي تغير اسمه من "سدرة بوعمود" إلى حي "النور" منذ حوالي سبع سنوات غير أن سكانه لم يشاهدوا أي نور فيه ، ما عدا إنارة خافتة داخل دروب الحي ثم شبكة الماء الصالح للشرب و شبكة تطهير السائل أما أزقة الحي و دروبه فلا زالت تعاني المرار ة ، نتيجة عدم انطلاق الأشغال في تزويدها بالشبكة الطرقية خاصة و أن السيد رئيس الجماعة الحضرية بوجدة صرح للقناة الأولى بأنه سيتم تزويد هذه الأحياء بالشبكة الطرقية و ذلك في إطار اتفاقية شراكة مع جهات مسؤولة أخرى ، و قد اُبرمت الإتفاقية أمام صاحب الجلالة خلال زيارته الأخيرة للمدينة. لا زال سكان حي "سدرة بوعمود" ينتظرون انطلاق الأشغال التي لم تبدأ بعد، و ذلك للإستفادة من شبكة طرقية تقلل من تطاير الغبار بالحي أثناء الفصول الهوجاء ، كما تقلل من صعوبة التحرك داخله خاصة تحرك الدراجات و السيارات النادرة ناهيك عن عدم توفر مجالات خضراء و لا حدائق يتنفس بها الحي ، و هذا ما يحتاجه السكان في ظل ما يعيشونه من أوضاع مزرية ، ثم عدم وجود أي فضاء ترفيهي للأطفال ، الشيء الذي يجعل أغلبهم يقصد بركا مائية بواد إسلي المجاور للحي و كثير منهم لقي حتفه هناك غرقا . إن انعدام وجود ضروريات الحياة يزيد من حدة معاناة هذا الحي كما يزيد من ارتفاع حدة الجريمة به خاصة و أنه معروف بكثرة جرائمه ، و كثرة تجار المخدرات الذين يبيعون مخدر الشيرا بكل حرية دون خوف أو قلق . مشاكل جمة يتخبط فيها الحي الذي لا زال سكانه يطمحون و يأملون في أن يعيشوا حياة حضرية ، يستفيدون فيها من زفت البلدية و زليج الولاية الذي يغطي جل الشوارع و الأماكن التي تطأها اقدام مسؤولينا أينما حلوا و ارتحلوا ، يقول أحد ساكني الحي "كون يصاوبوا لنا الطريق تولي الدنيا فشي شكال فسدرة بوعمود.." فكلمة "كون" تفيد التمني ، ذلك أن سكان "سدرة بوعمود" يتمنون أن يصبح حيهم مثل الاحياء الأخرى بالمدينة ، وهو بحاجة إلى التفاتة من المسؤولين قصد برمجته كأول المستفيدين من مشروع تزفيت 300 كيلومتر داخل أحياء وجدة.