كان لوفاة الشيخ مبطيل وقع كبير على هيئة تحرير جريدة الشرق المغربية ، و على الرغم من مرور أربيعينيوما على وفاة الفقيد ،فلازال للصدمة آثار جانبية بمثابة جرح عميق يأبى أن يندمل. استمرار الجريدة و إن في صيغتها الالكترونية ، وفاء للفقيد و للمبادئ التي ناضلنا من أجلها جميعا ، و وفاء للقيم النبيلة التي ساهمنا جميعا في تأسيسها ، قيم تؤمن بالحرية و الكرامة و الديمقراطية . الحرية قناعة و سلوك وممارسة اعتدنا أن نتنفسها في فضاء و صفحات الجريدة وفي نبضات المرحوم الشيخ مبطيل وفي كل واحد منا ، لم نمارس الرقابة على ما كان يرد علينا من مقالات إلا الرقابة الأخلاقية لأننا ضد السب و القذف و التجريح و مع النقد البناء و تعرية الواقع و فضح الخروقات و الاختلالات , الكرامة هي روح الإنسان ، عندما تداس الكرامة يفقد الإنسان إنسانيته ، لهذا نصبت الجريدة نفسها مدافعا شرسا عن الكرامة الإنسانية و ما اهتمامنا في النسختين الورقية و الالكترونية بالفقراء و الفئات المهمشة و الأحياء المنسية إلا ترجمة لإيماننا القوي بدور الصحافة في تعرية الواقع و المساهمة في إعادة البناء. الديمقراطية مطلب أساسي و هدف أسمى ، في جريدتنا ، اقتنعنا بأن الديمقراطية الحقة هي أساس بناء المجتمع المتقدم ، و لا يمكن أن تتحقق إلا من خلال إدراكنا الموضوعي لواقعنا و الاعتراف بالتنوع الثقافي و الفكري و اللغوي ليس في مستواه الفلكلوري المائع و إنما في مستوى الحضور الحقيقي في المشهد الثقافي و الحضاري الوطني ، و لا يمكن أن تتحقق كذلك إلا في ظل إشراك المجتمع في تحديد مصيره بعيدا عن الديماغوجية المتخلفة. من أجل كل هذا تأسست الشرق المغربية ، لتكون في الموعد مع التحديات و الطموحات و الأحلام ، و لتكون في الموعد مع الجهوية الموسعة ، تساهم في تأسيسها و بنائها . أخذت الشرق المغربية أبعادا محلية و جهوية و وطنية و عربية و استطاعت بفضل مثابرة هيئة التحرير و تضحياتها أن تحقق ما لم تحققه الكثير من الجرائد المحلية الورقية و الإلكترونية و يعتبرها الكثير من المهتمين بالحقل الإعلامي مدرسة إعلامية فريدة بمدينة وجدة و الجهة الشرقية بل هناك من رأى فيها البديل الجدي لصحافة جهوية ضلت الطريق . تكمن نقط قوة الشرق المغربية في رفضها المساومة و التزامها بالشفافية و النزاهة و الصدق و قربها من انشغالات القراء ، لكن لا مبدل لقدر الله و تشاء المشيئة الإلهية أن يكون الشيخ مبطيل ضحية حادثة سير رهيبة لتقف الشرق المغربية الورقية و ليتوقف إبداع هذا الشاب الطموح الذي لا يعرف الكلل ، مناضل بكل ما تحمله الكلمة من معنى . المسار الذي خطه شهيد الصحافة الجهوية لن يتوقف ،سيستمر في شكل أكثر إشراقة و باسم أكثر دلالة . الشرق المغربية تتحول إلى الشرق الآن ليس لإحداث القطيعة و إنما لضمان الاستمرارية التي كان يحلم بها شهيد الصحافة الجهوية الشيخ مبطيل, الشرق الآن رؤية صحفية تلتزم بالمبادئ التي جمعتنا بالشيخ مبطيل و تهدف إلى أن تكون أكثر جرأة في ملامسة الواقع و إلى أن تساهم في التنمية الجهوية, الشرق الآن تبقى وفية لروح الشيخ مبطيل ، تغيير الاسم أملته كذلك أسباب قانونية تلزم تحديد مسؤول النشر بعد وفاة الفقيد الغالي .