أوقفت عناصر الدرك الملكي التابعة لمركز النواصر، خلال اليومين الماضيين، فتاتين ومشعوذا، ضبطوا متلبسين بالتعاطي لأعمال الشعوذة والسحر، كما حجزت بحوزتهم مواد تستعمل للغرض نفسه، من بينها قطع من مصحف القرآن الكريم ممزقة ومعدة لاستعمالها في الوصفات والطقوس التي يقدمها المتهم لزبنائه. وعلمت «الصباح» من مصادر متطابقة أن الأبحاث في القضية انطلقت من غابة النواصر، إذ أن دورية للدرك الملكي كانت تمر بمحاذاة الغابة، فأثار انتباه أفرادها وجود فتاتين وحيدتين بين الأشجار، ما دفع إلى التوجه نحوهما لاستطلاع الأمر، وما إن استفسرتهما عناصر الدرك حول سبب وجودهما بالمكان، حتى تلعثمتا ولم تستطيعا الإدلاء بجواب مقنع، وانتبهت عناصر الدرك إلى أن الفتاتين كانتا تحملان معهما أشياء غريبة تعلقانها بين أغصان الأشجار. وأوردت المصادر نفسها أن البحث الأولي مع المتهمتين انتهى إلى أنهما تتعاطيان الشعوذة، وأنهما حلتا بالمكان من أجل إتمام وصفة «سحر» أشار عليهما بها «فقيه» يترددان على محله الواقع بتراب عمالة برشيد. وأضافت المصادر ذاتها أن الموقوفتين نقلتا إلى مقر الدرك الملكي، حيث بوشرت معهما الأبحاث التمهيدية وصرحتا أن الفقيه الذي أشار عليهما بالتوجه إلى الغابة وتعليق ما أعده لهما من وصفات سحرية على أغصان الأشجار يوجد في منطقة الدروة بإقليم برشيد، فتم إخبار النيابة العامة التي أمرت بالاستماع إليهما في محاضر والانتقال إلى الدروة حيث يوجد منزل المتهم الثالث، وإجراء تفتيش به. وزادت مصادر «الصباح» أن عناصر الدرك الملكي انتقلت إلى الدروة، وبدلالة من الموقوفتين، تم الاهتداء إلى المنزل الذي يتعاطى فيه المتهم الثالث أعمال الشعوذة والنصب، والذي تبين أنه يوجد بتجزئة خديجة ببلدية الدروة، وبعد طرق الباب، فتح الفقيه لعناصر الدرك التي أخبرته بأوامر النيابة العامة وأجرت التفتيش بحضوره وبعد موافقته، ليتم الوقوف على مجموعة من المواد التي يستعملها في الاحتيال على زبنائه، ومن بينها أجزاء حيوانات ميتة وأخرى محنطة وأقمشة من مختلف الألوان وصور عديدة تخص فتيات ورجالا، وغيرها من المحجوزات التي ضبطت في منزل الموقوف. كما عاينت عناصر الدرك الملكي قطعا من صفحات المصحف الكريم، مزقها المتهم حسب آيات خاصة، كان يستعملها في أعمال السحر والشعوذة التي يقدمها لزبنائه الذين يترددون عليه من مختلف المناطق. وتبين بعد تجميع الأجزاء المتناثرة من آيات القرآن، أنها تخص مصحفين. عن الصباح