بمناسبة اليوم العالمي للشغل شهدت العاصمة الرباط يوم فاتح ماي ؛احتجاج العشرات من الطبقة العمالية على الاوضاع السوسيواقتصادية التي يعانون منها؛ في ظل الازمة التي يمر منها المغرب هذه السنة ، حيث عرفت المسيرة مشاركة النقابات العمالية بالمغرب، تأكيدها منها على ضرورة الدفاع عن حقوق اليد العاملة بالمغرب وتنديدا منها بالشروط الغير اللائقة التي يشتغلون فيها هؤلاء. كما شارك في مسيرة العاصمة الرباط السيد الأمين العام لحزب الاستقلال "حميد شباط"، الذي أكد في كلمة له خلال المسيرة أن :" المشاركة المكثفة التي تميّز بها تخليد فاتح ماي لهذه السنة هو صرخة احتجاج ورسالة غضب إلى حكومة السيد عبد الإله بن كيران، من أجل فتح حوار جادّ ومسئول، ومن أجل الالتزام بالوعود التي قطعها على نفسه في الحملة الانتخابية ليوم 25 نونبر 2011، وتنفيذ التزامات الحكومة السابقة ،خاصة ملف المعطلين وعدم الإجهاض على مكتسبات الطبقة العاملة وباقي مكونات الشعب المغربي". وأضاف السيد حميد شباط كلمته مؤكدا على رفضه للسياسة المتبعة من طرف الحكومة ،والتي على رأسها صندوق المقاصة والزيادات في المواد الاستهلاكية : "صحيح أننا نريد إصلاح صندوق المقاصة ولكن هذا لا يعني إفساده... أما بخصوص الزيادة في أسعار المواد الاستهلاكية فهو خطّ أحمر لا يمكن أن نقبل بمساسه .. كما لن نقبل أن تكون الطبقة العاملة والشعب المغربي من يدفع ثمن الإصلاحات التي تتحدث عنها الحكومة". هذا وقد صرح أمين حزب الاستقلال للصحافة بخصوص ما يُقال عن ازدواجية خطاب حزب الاستقلال من داخل الحكومة وخارجها "نحن لا نمارس المعارضة ،بل نمارس النقد الذاتي .. وقول الحق ليس معارضة .. المعارضة : هي أن تعرقل العمل ،أما نحن فلا نطالب سوى بتسريع وتيرة عمل الحكومة لتحقيق مطالب الشعب المغربي ".وأضاف " ... نحن نناضل من داخل الحكومة من أجل إنجاح التجربة ،ومن أجل تنفيذ مطالب الشعب المغربي، المتمثلة في الكرامة والعدالة الاجتماعية، ونريد أن تكون الحكومة حكومة شعب وليس حكومة حزب معين ... والفرق بيننا وبين إخواننا (يقصد حزب العدالة والتنمية)، هو أنهم يعملون من أجل الانتخابات، ونحن نعمل من أجل الأجيال القادمة". وبخصوص ملف المعطلين قال شباط :إنّ حكومة عبد الإله بن كيران أجهضت الحوار الاجتماعي، "الذي سقط شهيدا في عهدها"، معتبرا أن الإصلاحات التي تتحدث عنها الحكومة "هي حق يراد به باطل، لكونها تأتي لتجهض مكتسبات الحكومات السابقة وتعهداتها". ليرفع بعدها السيد حميد شباط مع المحتجين شعارات تنديدية بالسياسة المتبعة من طرف الحكومة التي يرأسها السيد عبد الاله بنكيران ،الامن العام لحزب العدالة والتنمية من قبيل: "حنا ماجين .. أشفارة "، "علاش حنا فقارة .. حيت هما شفارة " وفي سياق متصل وغير بعيد عن أنضار الامين العام لحزب الاستقلال تعرضت مسيرة المعطلين التي عمل على تنظيمها كل من : تنسيقية التحدي 2012 و تنسيقيات 2011 ( التنسيق الميداني والادماج الفوري ) وكذا تنسيقيات الموجزين ،تحت شعار "الاطر العليا المعطلة المرابطة بالعاصمة الرباط تخلد اليوم الأممي للعمال تحت شعار "لنرفع عاليا راية النضال الوحدوي ضد سياسات الاقصاء والتقشف ومن أجل التوزيع العادل للثروات" . أمام محطة القطار المدينة إلى تدخل قوي وعنيف راح ضحيته العديد من المعطلين الذين شوهدوا لفترة طويلة ملقون على الارض قبل أن تتدخل سيارات الاسعاف لنقل الجرحى والمصابين. وأكدت تنسيقيات المعطلين في كلمة لهم أن اليوم فاتح ماي الذي تزامن مع اليوم العالمي للعمال فضح يأتي في سياق فضح الشعارات الرنانة التي تتبجح بها الحكومة المغربية على الاطر عليا المعطلة وأن الاطر المعطلة مصرة على التحدي و النضال رغم كل القمع والتهميش الذي يتعرضون له، مضيفين أن " العنوان العريض الذي جسدته الأطر العليا المعطلة بعد القمع والاضطهاد الذي تعرضت له المسيرة الاحتجاجية التي خاضها الأطر هو تأكيد حقيق أن الدولة وأجهزتها الحكومية لا تريد التجاوز العهد القديم وأنها مصرة على خرق الحقوق المدنية داخل هذا البلد" متحدثين في الوقت نفسه "عن عزمهم المضي قدما في مسار الدفاع عن الحق المشروع في التوظيف المباشر ."واسترسل المتحدثون بالقول :"أن ما وقع اليوم يؤكد جليا أن العنف المفرط والتدخل الهمجي هو العقلية المتحكمة لدى أجهزة المخزن التي يرعاها كبار المستبدين والمفسدين في هذا البلد،و التي لا يهما لا عيد و لا دين ولكن أنى للقمع أن يقنع الأطر العليا عن العدول عن حقها المشروع ." ليختمو كلمتهم بالقول "اسمح لنا يا عيد فحالك ليس فيه تجديد مادام القمع و الإرهاب هو الصورة الحاسمة في العقلية المخزنية المغربية تهشم جماجم الأطر العليا المعطلة.! " وفي سياق مقابل خرج إلى العاصمة الاقتصادية الدارالبيضاء رئيس الحكومة عبد الاله بنكيران للاحتجاج على حكومته ،ومن وصفهم بأعداء الاصلاحات ا،لتي يبادر حزبه من إجل القيام بها كما قام الامين العام للحزبى الاسلامي عبد الاله بن كيران في رسالة مفتوحة إلى من سماهم ب تماسيح وعفاريت وسماسرة هذا البلد بتهديد قوي اللهجة جاء فيه : "حنا ماشي تجار وسماسرة التجمعات ... لأن نقابتنا اختارت تجمعا عاديا ... وفي حالة ما إذا أردنا الخروج الى الشارع أكيد أننا سنفعل،لأن تجمعاتنا صادقة مع المواطين ..." ليضيف بالقول "إن الله فاعل أساسي في كل شيء حتى في السياسة" مؤكدا في سياق ذات صلة أن "السياسة ليست أقاويل ووعود "وتزويق في الكلام" بل جدية وعمل، مضيفا "لن نمكر ولن نخادع وسنظل نقول الحقيقة للجميع"، واعدا المغاربة بالتغيير والنصر في مسيرة الإصلاح، رغم الظروف الاقتصادية الصعبة والمديونية"